أجرى رئيس مجلس النواب الليبي “عقيلة صالح” زيارة إلى أنقرة، أمس الأربعاء 13 كانون الأول/ ديسمبر، التقى خلالها نظيره التركي “نعمان قورتولموش”، والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”.
وأعرب رئيس البرلماني التركي عن سعادته لاستضافة رئيس مجلس النواب الليبي والوفد المرافق له في البرلمان التركي، وقال إن “البلدين تربطهما علاقات تاريخية وثقافية وأن بينهما العديد من قضايا التعاون المشتركة”.
كما بحث رئيس مجلس النواب الليبي خلال لقائه مع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في مقر الرئاسة بأنقرة، عددًا من الملفات السياسية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ونقل المكتب الإعلامي عن “صالح” تأكيده للجانب التركي على موقف مجلس النواب بضرورة تشكيل حكومة جديدة موحدة، مهمتها الإشراف على الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في ليبيا، فيما أكد “أردوغان” على ضرورة الإسراع في إيجاد حل توافقي للأزمة الليبية.
وأجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الخميس 14 كانون الأول/ ديسمبر، حوارًا خاصًّا مع الباحث في الشأن الإفريقي “إدريس أحميد نجري”، حول زيارة رئيس البرلمان الليبي”عقيلة صالح” إلى تركيا.
وتعليقًا على الزيارة، قال الباحث في الشأن الإفريقي “إدريس أحميد نجري” في حواره مع “بوليتكال كيز | Political Keys”، إنها “تأتي في إطار محاولة إعادة إنتاج العلاقات، وردًّا على الزيارة التي أجراها وزير الخارجية التركي والسفير التركي إلى الشرق الليبي ولقاء المستشار عقيلة صالح”.
وأضاف نجري أن “هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الليبية ظرفًا متعلقًا بموضوع تشكيل حكومة جديدة، كما تأتي في ظل محاولة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، وفي ظل الخلافات والتباينات بين الأطراف الليبية”.
وتابع: “كما نعلم فإن تركيا تتواجد في ليبيا بناء على الاتفاق مع حكومة الوفاق الوطني وعلاقاتها الحالية مع حكومة الوحدة الوطنية، ولذلك فإن هذه الزيارة إذا نظرنا إليها من منظور الجانب التركي، فإنها فرصة لتركيا لتعزيز علاقاتها مع ليبيا وخصوصًا الشرق الليبي، ومع الأجسام السياسية الليبية وفي مقدمتها مجلس النواب، لتطوير علاقات سياسية واقتصادية مع الدولة الليبية”.
وأشار نجري إلى أن “من شأن هذه الزيارة أن تمنح تركيا فرصة ودورًا مهمًّا في ليبيا برضى جميع الأطراف خاصة مجلس النواب الليبي بالإضافة إلى حكومة الوحدة الوطنية بطبيعة الحال، ما يخولها بشكل أكبر للعب دور في حل الأزمة الليبية، وهذا ما دار في حديث رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش”.
وأكد الباحث في الشأن الإفريقي أنه “من الجانب الليبي يسعى المستشار عقيلة صالح إلى التشاور مع الحكومة التركية وشرح وجهة نظر البرلمان الليبي فيما يتعلق بالانتخابات في ليبيا وقوانين الانتخابات التي أقرها مجلس النواب، كما يحاول صالح إقناع القيادة التركية بالتعامل مع البرلمان تعاملًا جديًّا بمبدأ الند للند، وإقناعها بالضغط على رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة من أجل الموافقة على تشكيل حكومة ليبية جديدة والتخلي عن شرطه بعدم مغادرة منصبه إلا عندما تأتي حكومة منتخبة”.
وختم الباحث في الشأن الإفريقي “إدريس أحميد نجري”، حواره الخاص مع”بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “تركيا دولة مهمة لليبيا، وزيارة رئيس مجلس النواب الليبي لها زيارة مهمة، كما أنه يمكن لتركيا اقتصاديًّا أن تساهم في إعادة إعمار ليبيا، وهي بالفعل لها شركات ومصالح في ليبيا وترتبط معها بعلاقات تاريخية قديمة يمكن الاستفادة منها من عدة جوانب منها علاقات تركيا مع مصر التي تعد لاعبًا مهمًا أيضًا في الشأن الليبي”.
يذكر أن طريق الانتخابات في ليبيا لا يزال غير واضح، على الرغم من مصادقة البرلمان على قوانين الاقتراع وتسليمها إلى المفوضية العليا للانتخابات لتنفيذها، وذلك في ظل معارضة المجلس الأعلى للدولة لهذه القوانين، وتحفظ البعثة الأممية لغياب التوافق السياسي حولها.
