دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اليوم الأربعاء 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، يومها الـ 40، مخلفة حصيلة حتى الآن تخطت الـ 40 ألفًا ما بين قتيل وجريح، ودمارًا هائلًا في القطاع، ما تسبب في نزوح أكثر من 1.5 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان الذين استعادوا ذكريات النكبة المريرة بعد 75 عامًا من وقوعها، فيما يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل للقبول بهدن تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية.
كمية المتفجرات التي ألقيت على القطاع
ما يزيد عن 87 طنًا متفجرات لكل كيلومتر مربع، ألقي على القطاع، ويواجه الجيش الإسرائيلي صعوبات كبيرة في تحقيق هدفه الرامي إلى نزع سلاح غزة، واجتثاث حركة حماس، منذ اندلاع الحرب بينهما في السابع من أكتوبر، إذ تشير التقارير إلى أن إسرائيل أسقطت في الحرب التي دخلت أسبوعها الخامس أكثر من 32 طنًا من المتفجرات على القطاع، وأكثر من 13 ألف قنبلة، بمتوسط 87 طنًا من المتفجرات لكل كيلومتر مربع في القطاع الذي يسكنه نحو مليونين ونصف المليون من السكان.
خسائر بالمليارات
غيّر القصف الإسرائيلي المتواصل برًا وبحرًا وجوًا ملامح مدينة غزة تماماً، لكن الخراب والدمار كان جليًا في شمال القطاع؛ حيث تتركز العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتعتقد إسرائيل بانتشار أنفاق حماس، ويؤكد مسؤولون فلسطينيون أن 50% من الوحدات السكنية في القطاع تضررت، فيما تهدمت نحو 40 ألف وحدة سكنية كليًا، بينما تبلغ القيمة التقديرية الأولية لأضرار المباني والأبراج السكنية بملياري دولار، بينما بلغت قيمة الأضرار بالبنية التحتية مليار دولار.
النكبة الثانية
ويتواصل نزوح آلاف الفلسطينيين يوميًا إلى جنوب القطاع، تنفيذًا لأوامر الجيش الإسرائيلي الصادرة بالفرار من شمال غزة التي باتت ساحة معارك لا تتوقف، وعلى الرغم من التنديد الدولي الواسع بالقرار، فإن الحرب أجبرت 70% من سكان القطاع على الفرار، ونزح إلى الجنوب أكثر من 1.5 مليون فلسطيني، وهو ما وصف بالنكبة الثانية في إشارة إلى ذكريات النكبة المريرة التي مر عليها 75 عامًا.
وقالت الأمم المتحدة، إن أكثر من مئتي ألف شخص نزحوا من شمالي قطاع غزة نحو الجنوب منذ الخامس من الشهر الجاري.
خسائر إسرائيل
وتكلف الحرب التي تدور وسط أبنية وشوارع غزة، إسرائيل خسائر كبيرة؛ إذ أحصت منذ إطلاق حماس عمليتها النادرة “طوفان الأقصى” مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي، بينهم 361 من الضباط والجنود، إضافة إلى أسر نحو 240 بينهم عسكريون برتب رفيعة.
وفي 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اضطرت إسرائيل بعد شهر من القصف المتواصل على قطاع غزة إلى تنفيذ عملية الاجتياح البري للقطاع، والذي كلفها حتى الآن 47 قتيلًا بينهم عدد من الرتب العسكرية.
وبينما لم يؤكد الجيش الإسرائيلي خسائره من العتاد العسكري حتى الآن، لكن الفصائل الفلسطينية المسلحة، تؤكد تدميرها أكثر من 200 دبابة وآلية عسكرية خلال المعارك الدائرة في أنحاء القطاع.
حصيلة ضحايا الحرب الخامسة “غير مسبوقة”
وتشير التقارير الفلسطينية، إلى أن حصيلة الحرب الخامسة على غزة ارتفعت إلى نحو غير مسبوق مقارنة بأربعة حروب شنتها إسرائيل على القطاع خلال الـ15 عامًا الأخيرة، وأكد مسؤولون فلسطينيون مقتل 11320مدنيًا بينهم 4650 طفلًا، و3145 امرأة، فيما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 29200 إصابة، أي أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء.
وحذر مسؤولون دوليون من حصيلة الضحايا المروعة للقصف العشوائي والذي جعل القطاع “مقبرة للأطفال”.
وقُتل من الكوادر الطبية في قطاع غزة 198 ما بين طبيب وممرض ومسعف، كما قتل 22 من رجال الدفاع المدني، و51 صحفيًا.
الجيش الإسرائيلي يستهدف المستشفيات بشكل غير مسبوق
ولم تنج الطواقم الطبية ومستشفيات القطاع التي تعاني انقطاعًا للتيار الكهربائي ونفادًا للوقود من الاستهداف الإسرائيلي، إذ خرج من الخدمة نتيجة القصف 25 مستشفى، و 52 مركزًا صحيًا، كما استهدفت 55 سيارة إسعاف.
وقد أعلن جيش الاحتلال فجر اليوم الأربعاء، اقتحام مجمع الشفاء الطبي الواقع بالجانب الغربي من وسط غزة، عقب اشتباكات عنيفة مع المقاومة الفلسطينية في محيط أكبر مؤسسة صحية بالقطاع.
وزعم بيان لجيش الاحتلال بأن وحداته تنفذ “عملية دقيقة ومحددة ضد حماس في مناطق بعينها بمستشفى الشفاء”، وذلك بناءً على “معلومات استخباراتية وضرورة عملياتية”.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم بأنه لا معلومات عن وجود رهائن بمستشفى الشفاء وعملية التمشيط متواصلة ولم تقع إصابات في صفوفهم خلال العملية.
وشمل بنك الأهداف الإسرائيلية أيضًا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ( أونروا)؛ إذ أعلنت مؤخرًا مقتل 102 من العاملين لديها في غزة منذ بدء الحرب، وإصابة 27 بجروح. كما طال القصف الإسرائيلي 63 مدرسة ومنشأة صحيّة تديرها “الأونروا” في غزة، ما أسفر عن سقوط 66 قتيلًا، و651 جريحًا من المدنيين الذين نزحوا إلى هذه المنشآت، وتؤوي منشآت “الأونروا” حاليًا نحو 780 ألف شخص في أكثر من 150 موقعًا في غزة.
أزمة إنسانية وضغط دولي
وتهدد القطاع المحاصر منذ سنوات، كارثة صحية وأزمة إنسانية، إذ يعاني نقصًا حادًا في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وحذرت وكالات أممية، من أن استهلاك المياه في غزة انخفض بمعدل 92% مقارنة بمستويات ما قبل الحرب، وأن معظم محطات ضخ الصرف الصحي الـ 65 لم تعد تعمل.
وبينما يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب أو القبول بهدن إنسانية، إلا أنها أعلنت مؤخرًا عن هدن تكتيكية لمدة أربع ساعات يومياً للسماح للمدنيين بالخروج من الشمال إلى الجنوب عبر ممرات آمنة، مشترطة الإفراج عن كل أسراها لدى حماس، أولًا قبل أي وقف لإطلاق النار، للتخفيف من حدة الحصار الخانق.
ويرى سياسيون إسرائيليون أن هناك أسبوعين إلى 3 أسابيع أمام الدولة لحسم الحرب قبل أن يصبح الضغط الدولي مؤثرًا.