سياسةفلسطينمصر

بماذا رد برلمانيون مصريون على مزاعم إسرائيل بتزويد حمـ.اس بأسلحة متطورة وذخائر؟

رفض برلمانيون وخبراء مصريون، اليوم الثلاثاء 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، مزاعم إسرائيلية تحدثت عن “تقديم مساعدة من مصر في تسليح حركة (حمـ.اس) الفلسطينية، عبر تهريب أسلحة متطورة مضادة للدبابات إلى غزة، عبر أنفاق من سيناء”، وعدُّوا “الادعاءات الإسرائيلية، محاولةً جديدة لـ(استفزاز مصر)، وتبريرًا للخسائر الإسرائيلية”، وفق تقييمهم.

وكان موقع “بحدري حريديم” العبري المحسوب على اليمين المتشدد في إسرائيل، قد زعم قيام مصر بتسليح حركة “حماس” عبر “السماح بدخول أسلحة إلى غزة من خلال الشاحنات التي تدخل للقطاع عبر معبر رفح”.

 وقال الموقع إن “الأسلحة دخلت من مصر خلال الفترة التي سبقت عملية (طوفان الأقصى)، وهو ما جعل القوات الإسرائيلية تواجه أسلحة مثل الصواريخ الموجهة بالليزر وأسلحة مضادة للدبابات، بعدما كانت تواجه حجارة وزجاجات حارقة”.

لواء مصري ينفي المزاعم الإسرائيلية 

ولكن اللواء أحمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، وصف هذه التصريحات بأنها “غير عقلانية”، مؤكدًا أن “مصر خلال حربها في مواجهة الإرهاب بسيناء التي استمرت على مدار أكثر من 10 سنوات، كانت تعاني من أضرار الأنفاق الموجودة على الحدود”.

ولفت اللواء في تصريحات إلى أن “الأسلحة الموجودة لدى (حماس) ليست لها علاقة بمصر”، مشددًا على أن مصر “ليس لديها ما تخفيه؛ لأن ما تقوله في الغرف المغلقة هو نفسه ما تعلنه في المواقف الرسمية”.

وفي تدوينة نشرها عبر حسابه على موقع “إكس”، وصف عضو مجلس النواب مصطفى بكري محتوى التقرير بأنه “ادعاءات”، ورأى أنه “استمرار لسياسة الاستفزاز وكيل الاتهامات التي لا تخفى أهدافها عن أحد”.

وبحسب البرلمانيين، فإن المزاعم الإسرائيلية تأتي بعد نحو 3 أسابيع من تصريحات حاخام إسرائيلي يتهم مصر بالتورط في “إدخال الدواعـ.ش إلى قطاع غزة عبر معبر رفح”، على الرغم من إعلان السلطات المصرية العمل على إغلاق الأنفاق منذ عام 2014، وإقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة، بهدف التصدي لعمليات التهريب، وهدم مئات الأنفاق التي كانت تمتد لعدة كيلومترات تحت الأرض”.

تصريحات مكررة

وقدّر سعيد عكاشة خبير الشؤون الإسرائيلية بـ”مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية” أن هذه التصريحات هي “الأحدث تكرارًا لما سبق أن أدلى به قادة اليمين المتطرف منذ بداية الحرب؛ لكن ليس لها أي أساس”.

وقال عكاشة إنها محاولة من “التيار الديني الإسرائيلي المتشدد لإظهار صحة رأيه السابق برفض الانسحاب من غزة، وعملية تفكيك المستوطنات التي جرت عام 2005”.

ويرى عكاشة أن مثل هذه التصريحات تعكس وجود “خيال خصب” لدى مردديها،ويشرح بأن “مصر لا يمكن أن تتورط في مثل هذه المزاعم لعدم وجود مصلحة مباشرة لها؛ خصوصًاأن حركة (حماس) أضرت في وقت سابق بالأمن القومي المصري في سيناء”.

تبرير الفشل

سبب آخر لرفض المزاعم الإسرائيلية طرحه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، إذ قال إنها “محاولة لتبرير الفشل والإخفاق من قبل اليمين المتطرف، وذلك لإدراك قادته أنه بعد نهاية الحرب سيفقد وجوده في السلطة”.

وشرح مطاوع بأن “هناك موقفًا سلبيًا ضد مصر راسخاً لدى قوى اليمين المتطرف الإسرائيلي، مرتبطاً بتصدي القاهرة لمخططات تهجير الفلسطينيين نحو سيناء”.

وكانت مصر قد رفضت بشكل قاطع نزوح الفلسطينيين من قطاع غزة، وسمحت باستمرار العمل في معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى خروج حاملي جوازات السفر الأجنبية من داخل القطاع وفق الإجراءات المتبعة، وهو الموقف الذي حظي بتأييد فلسطيني.

اشربوا من البحر!

هكذا رد النائب المصري على تقرير تسليح “حماس” عبر أنفاق سيناء، وقال بكري في تدوينة له: “موقع إسرائيلي متشدد (بحدري حرديم) يدعي أن معظم ترسانة الأسلحة التي تمتلكها حماس جاءت من مصر، وتم تهريبها عبر الأنفاق من سيناء، وعبر الشاحنات التي تتحرك بين مصر وغزة”.

وتابع بكري: “ماذا وراء هذه الإدعاءات، وماذا تعني هذه الاتهامات، إنها استمرار لسياسة الاستفزاز وكيل الإتهامات التي لا تخفي أهدافها عن أحد”.

وأشار البرلماني المصري إلى أن مواقف مصر واضحة ومعروفة للقاصي والداني، وسياسة جر الشكل لن تجدي معنا فلتشربوا من البحر!”.

حمـ.اس تمتلك أسلحة متطورة

وأضاف الموقع أن إسرائيل تمتلك قوات مسلحة بين الأكثر تطورًا في العالم، كما تمتلك “حماس” اليوم أسلحة متطورة، وقد تم تهريب العديد من الأسلحة المضادة للدبابات إلى غزة عبر الأنفاق من سيناء في مصر إلى قطاع غزة، وعبر الشاحنات التي تتحرك بين مصر وغزة.

وأشار الموقع إلى أنه قبل سنوات، واجهت القوات الإسرائيلية الحجارة والزجاجات الحارقة التي ألقاها الفلسطينيون، أما هذه الأيام فيواجه الجيش الإسرائيلي أسلحة مثل الصواريخ الموجهة بالليزر والأسلحة المضادة للدبابات في غزة.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى