وزيرة الصحة الفلسطينية تكشف تفاصيل “صادمة” عن يوميات مشافي غزة في ظل الحرب الإسرائيلية عليها
كشفت وزيرة الصحة الفلسطينية، الدكتورة مي الكيلة، في بيان نشرته الوزارة على معرفاتها الرسمية، اليوم الأحد 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، عن “فظائع تحدث في مستشفيات قطاع غزة، خصوصًا مجمع الشفاء الطبي”.
الاحتلال يطرد الجرحى والمرضى من المشافي إلى الموت المحتم
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية، إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يقوم بإخلاء المستشفيات، بل بإلقاء الجرحى والمرضى إلى الشارع للموت المحتم، وهذا ليس إخلاءً بل طردًا تحت تهديد السلاح”.
وأضافت مي الكيلة أن “هناك كارثة تحدث في المستشفيات وهي المرضى الذين يموتون الآن دون الحصول على علاجاتهم، مثل مرضى غسيل الكلى من الأطفال والكبار الذين يموتون في منازلهم دون حصولهم على جلسات الغسيل”.
وأكدت الكيلة “وفاة 12 مريضًا داخل مجمع الشفاء الطبي، حتى الآن، بسبب انقطاع الكهرباء والمستهلكات الطبية، بينهم طفلان من حديثي الولادة”.
وتابعت: “جميع مرضى الأورام وعددهم 3 آلاف مريض كانوا يتعالجون في مستشفى الرنتيسي والتركي تُركوا الآن للموت، بعد طرد الاحتلال لهم من المشافي”.
خطر على حياة الحوامل وأجنتهن
وشددت الوزيرة الفلسطينية على أن “جميع الحوامل مهددات بالخطر، حيث لا تجد النساء من يقدم لهن العلاج والخدمات الطبية في غزة”.
وأوضحت أن “المرضى والجرحى لا يستطيعون الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي، وقد فقد العديد منهم حياتهم إما وهم ينزفون أو بسبب عدم تلقيهم أدويتهم وعلاجاتهم اللازمة”.
طائرات إسرائيلية مسيرة تضرب كل من يتحرك في المجمع الطبي
وبحسب وزيرة الصحة، فإن “الطواقم الطبية داخل مستشفى الشفاء في غزة لا يستطيعون التنقل بين أقسام ومباني المجمع الطبي، حيث تطلق طائرة دون طيار النار تجاه كل من يتحرك داخل المجمع”.
جثث متحللة تعذر دفنها تهدد حياة الأحياء
وهناك “خطر آخر يتهدد حياة المرضى وينذر بحدوث كارثة صحية، وهي عدم استطاعة الطواقم الطبية دفن 100 شهيد بدأت جثامينهم بالتحلل في ساحة المستشفى في حين أن كلابًا ضالة نهشت بعضهم، إضافة إلى المخلفات الطبية المتكدسة داخل الأقسام”، وفقًا للوزيرة.
لا ماء صالحًا للشرب ولا أوكسجين ولا كهرباء ولا دم ولا دواء
وقالت وزيرة الصحة إن “المرضى يصابون مرة أخرى وهم على أسرة الشفاء نتيجة قصف الاحتلال للمجمع الطبي، والذي طال آبار المياه ومحطات الأكسجين وبوابة المجمع ومرافق أخرى، فيما فسد مخزون الدم الموجود داخل الأقسام بسبب انقطاع التيار الكهربائي، حيث لم تعد الطواقم الطبية قادرة على إعطاء وحدات الدم للمرضى والجرحى الذين ينزفون”.
وأشارت إلى أن “الجرحى والمرضى والطواقم الطبية لا يجدون إضافة لكل ما يعانون منه أي شيء لأكله، وكذلك فإن المياه مقطوعة عن المجمع”.
وختمت وزيرة الصحة الفلسطينية، الدكتورة مي الكيلة، كلامها بالقول إن “الحل الآن هو بإمداد المجمع الطبي بالكهرباء والمستهلكات الطبية والأدوية والوقود، أو بإخلاء آمن للمرضى للعلاج في جمهورية مصر العربية، حيث لم تعد مشافي القطاع قادرة على استقبال مزيد من الجرحى”.
آخر تطورات الأوضاع في غزة
وشهد قطاع غزة، خلال اليومين الماضيين، العديد من التطورات العسكرية في الميدان، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته على قاعدة “بدر”، المعقل العسكري المركزي لكتائب القسام في منطقة مخيم الشاطئ، في حين ادعى أن الأنباء عن محاصرته لمستشفى الشفاء “كاذبة”، وقال إن “الاشتباكات تجري في محيطه”.
من جهته، قال الناطق باسم القسام: “مجاهدونا يخوضون اشتباكات ضارية ويفجرون آليات العدو في كل محاور ونقاط تقدم العدو في غزة”، وأضاف: “مقاتلونا يدكون حشدا للآليات المتوغلة غرب إيرز بقذائف هاون من العيار الثقيل”.
بالتزامن مع ذلك، استمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف قطاع غزة، وكان من بين الأماكن التي قصفت مؤخرًا منزل في رفح جنوبي قطاع غزة، راح ضحيته أكثر من 13 قتيلًا، ومنزل في خانيونس راح ضحيته أكثر من 15 قتيلًا، بالإضافة إلى مجمع الشفاء الطبي وأماكن أخرى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه منذ بداية العملية البرية شنت مقاتلاته 3300 غارة جوية على قطاع غزة، وفي الوقت ذاته أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن “عدد الشهداء ارتفع لأكثر من 11 ألفًا و100 بينهم أكثر من 8 آلاف طفل وامرأة”، وأضاف: “الاحتلال دمر 41 ألف وحدة سكنية بشكل كلي و222 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي”.
وأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر، عملية “طوفان الأقصى”، حيث قام مئات الجنود باقتحام مستوطنات غلاف القطاع بطول 55 كم وعمق 40 كم داخل الأراضي المحتلة، لترد عليها إسرائيل بعملية جوية باسم “السيوف الحديدية” استهدفت قطاع غزة بغارات عنيفة جدًّا ما تزال مستمرة حتى الآن، تبعتها عملية توغل بري ما تزال مستمرة أيضا حتى الآن.