بعد هجمات “11 أيلول” توقفت المخابرات المركزية الأمريكية عن التجسس على حمـ.اس… وتفاصيل “مثيرة” تكشفها صحيفة غربية
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم الخميس 2 تشرين الثاني/ نوفمبر، أنّ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية توقفت عن التجسس على حركة “حمـ.اس” وغيرها من الجماعات الفلسطينية في السنوات التي أعقبت هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، على الولايات المتحدة، و بدلًا من ذلك وجهت الموارد لملاحقة قادة تنظيم القاعـ.دة، ثم داعـ.ش لاحقًا.
وقال المسؤولون الأميركيون إن واشنطن، التي ظنت أن حمـ.اس لن تهدد الولايات المتحدة بشكل مباشر مطلقًا وأثقلت كاهلها بأولويات تجسس أخرى، وتنازلت عن المسؤولية لإسرائيل، واثقةً من أن أجهزتها الأمنية ستكتشف أي تهديد.
وبحسب الصحيفة فقد قال أحد كبار المسؤولين في مكافحة الإرهاب، إنه كان ينبغي أن يكون ذلك “رهانًا في محله، ولم يكن كذلك”.
ومع مقتل أكثر من 30 أميركيًا وفقد 10 آخرين، وتزايد المخاوف من نشوب حرب إقليمية، فإن معدات عسكرية أميركية بمليارات الدولارات توجّه إلى الشرق الأوسط منذ هجمات حمـ.اس على إسرائيل في 7 أكتوبر، ويقول بعض المسؤولين إن الولايات المتحدة أساءت التقدير في تهديد حمـ.اس على المواطن الأميركي.
وقال مارك بوليمروبولوس، ضابط العمليات المتقاعد في وكالة المخابرات المركزية والذي يتمتع بخبرة واسعة في مكافحة الإرهاب: فيما يتعلق بالإخفاقات الاستخباراتية، التي تقع في معظمها على عاتق إسرائيل، أعتقد أننا يجب أن نتقاسم بعض اللوم أيضًا.
وأكملت الصحيفة عن مسؤولون من وكالات المخابرات الأميركية -وخاصة وكالة المخابرات المركزية- قولهم: كان لدينا عدد قليل من المحللين الذين يتتبعون الأحداث في قطاع غزة قبل الهجمات، لكنهم اعتمدوا على إسرائيل لاختراق حمـ.اس بمصادر بشرية ومراقبة المجموعة بتكنولوجيا التنصت.
وقال مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن المخابرات الإسرائيلية والأميركية لم تحذر من الغارة الخاطفة التي اخترقت فيها حمـ.اس الدفاعات الحدودية الإسرائيلية وقتلت أكثر من 1400 شخص.
ويذكر أن الهجمة من حماس أدت إلى الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على غزة، والذي تقول وزارة الصحة في عزة إنه أسفر عن مقتل أكثر من 8 آلاف فلسطيني.
وألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأحد الماضي باللوم في الإخفاقات الأمنية على أجهزة الدفاع والمخابرات في البلاد، لكنه حذف بعد ساعات التغريدة على “X” واعتذر، وقال أعضاء في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو: إن البلاد بحاجة إلى التركيز أولًا على هزيمة حماس قبل تحليل الخطأ الذي حدث ومن يقع عليه اللوم.
وتابعت الصحيفة، أنه في خطاباته العامة في أوائل عام 2023، حذر مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، من زيادة التوترات والعنف المحتمل بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو ما يعكس تحليل الاستخبارات في ذلك الوقت.
وبحسب الصحيفة، كتب مستشار الأمن القومي في مقال عن السياسة الخارجية للرئيس الأميركي، جيك سوليفان: “فكرة أن الشرق الأوسط لم يكن ناضجًا لحرب جديدة تم تعزيزها قبل هجوم حمـ.اس مباشرة”.
وكتب سوليفان في مجلة “فورين أفيرز”: رغم أن الشرق الأوسط لا يزال يعاني من تحديات دائمة، فإن المنطقة أصبحت أكثر هدوءًا مما كانت عليه منذ عقود، وأضاف: الوضع الإسرائيلي الفلسطيني متوتر، خاصة في الضفة الغربية، ولكن في مواجهة الاحتكاكات الخطيرة، قمنا بتهدئة الأزمات في غزة واستعدنا الدبلوماسية المباشرة بين الطرفين بعد سنوات من غيابها.
ثم قام سوليفان لاحقًا بتحديث ملاحظاته في النسخة الإلكترونية للمقال ولم يتم ذكر حمـ.اس أو غزة في التقييم السنوي للتهديدات الذي يجريه مدير المخابرات الوطنية، والذي يسلط الضوء على أهم التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة، والذي صدر في فبراير.
ولم يسأل أعضاء مجلس الشيوخ وممثلو لجان الاستخبارات في الكونغرس رؤساء المخابرات عن هذه المواضيع في جلسات الاستماع العامة،
ورغم الميزانية الإجمالية التي تبلغ نحو 90 مليار دولار والسمعة الجيدة بأن لها عيونًا وآذانًا في كل مكان، فإن المخابرات الأميركية غيرت أولويات أهدافها من خلال عملية رسمية معقدة وركزت على الصين.
وقال مسؤول سابق إن حمـ.اس لم تكن في “الدرجة السفلية” من تلك القائمة، لكنها لم تكن في النصف العلوي.
وقال جوناثان شانزر، الذي تابع حمـ.اس كمحلل لتمويل الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية: إن التركيز بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر على الشبكات المالية للجماعة تراجع مع سعي الرئيس الأسبق باراك أوباما، ثم بايدن، إلى التعامل مع طهران. بحسب وول ستريت جورنال.