انطلقت قمة القاهرة للسلام، برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت 21 تشرين الأول/ أكتوبر، في العاصمة الإدارية الجديدة شرقي العاصمة المصرية، بمشاركة عربية ودولية وأممية، لبحث تطورات القضية الفلسطينية والتوصل إلى توافق لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وتأمين النفاذ الإنساني وإتاحة الفرصة لاحتواء الموقف واستعادة التهدئة.
وشارك في القمة بحسب وكالة الأنباء المصرية، رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
كما شارك رؤساء فلسطين محمود عباس، وجنوب إفريقيا سيرال را ميفوزا، وموريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس المجلس الرئاسي بليبيا محمد المنفي، وولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، وفق المصدر ذاته.
كما شارك رؤساء حكومة إسبانيا بدرو سانشيز، واليونان كرياكوس ميتسوناكيس، وإيطاليا جورجيا ميلوني، والعراق محمد شياع السوداني.
كما شارك نائب رئيس مجلس الوزراء بسلطنة عمان شهاب بن طارق، والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرييش، وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيطـ ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
وشارك أيضا وزراء خارجية تركيا هاكان فيدان، والمغرب ناصر بوريطة، والسعودية الأمير فيصل بن فرحان، وجزر القمر ظاهر ذو الكمال، وكندا ميلاني جولي، وألمانيا انالينا بيبربوك، وفرنسا كاثرين كولونا، وإنجلترا جميس كليفرلي، والبرازيل مارو فييرا، واليابان كماكاوا بوكو، والنرويج اسين بارت ايدي، وفق وكالة الأنباء المصرية.
السيسي: حل القضية الفلسطينية ليس بالتهجير
واستهلت القمة بكلمة للسيسي، قال فيها: “سنعمل في القمة على التوافق بشأن خريطة طريق لإحياء مسار السلام”، وأضاف: “حل القضية الفلسطينية ليس التهجير، وإنما العدل وحصول الفلسطينيين على حق تقرير المصير”.
وشدد السيسي على أن “تصفية القضية دون حل عادل لن يحدث، وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر”، مشيرًا إلى أن “مصر لم تغلق معبر رفح، لكن إسرائيل استهدفته بالقصف”.
ملك الأردن: سياسة القيادة الإسرائيلية جعلت حل الدولتين مستحيلًا
وبعد كلمة السيسي تحدث ملك الأردن عبد الله الثاني، وقال إن “سياسة القيادة الإسرائيلية المتشددة بنيت على الأمن بدلا من السلام، وجعلت حل الدولتين أمرا مستحيلا”.
وأضاف ملك الأردن: “عواقب التقاعس الدولي بشأن ما يحدث في غزة ستكون كارثية على الدول العربية جميعها”، وتابع: “سنعمل على وقف هذه الكارثة الإنسانية التي تدفع منطقتنا إلى الهاوية”.
وأكد أن “ما يحدث في غزة من استهداف للمدنيين وحرمانهم من الاحتياجات الأساسية جريمة حرب”.
عباس يحذر من تهجير الفلسطينيين وغوتيريش يدعو لتجنب مهاجمة المدنيين
وتحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة قائلا: “لن نرحل وسنبقى في أرضنا، وعلى مجلس الأمن القيام بمسؤوليته في حماية الشعب الفلسطيني”.
وأضاف عباس: “دوامة العنف تتجدد كل فترة، بسبب غياب العدالة وإهمال حقوق الفلسطينيين”، محذرًا من “عمليات طرد وتهجير الفلسطينيين من غزة والقدس والضفة الغربية”، مشيرًا إلى أن “حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم تسمع نداءاتنا لوقف إطلاق النار”.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته بقمة القاهرة إنه “يجب تطبيق القانون الدولي وتجنب مهاجمة المدنيين والمدارس والمستشفيات في غزة”.
وأضاف أن “سكان قطاع غزة بحاجة إلى بذل المزيد لتقديم المساعدات الإنسانية”، مجددًا “الدعوة لوقف إطلاق النار من أجل تحقيق السلام على أساس حل الدولتين”.
الاتحاد الأوربي يدعو لإيصال المساعدات للفلسطينين
كما حضر القمة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال قمة القاهرة، وذكر في كلمته أنه “يجب حشد كل الجهود للتوسط في هذا الصراع، وفعل ما يمكننا لحماية المدنيين”.
وأضاف: “نؤكد حرصنا على دعم جهود إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وندعو إلى حفظ حقوق الإنسان خاصة الأطفال، والالتزام بالقانون الإنساني”.
ولي العهد الكويتي يتهم المجتمع الدولي بالازدواجية والمنفي يحذر من الاجتياح البري
وجاء في كلمة ولي العهد الكويتي مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي حضر قمة القاهرة أن “المجتمع الدولي يتعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية بمعايير مزدوجة، والمأساة الإنسانية في غزة نتيجة عدم سعي المجتمع الدولي لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية”.
وأضاف: “التطورات في غزة تحمل تداعيات خطيرة على المنطقة والعالم كله”، مجددًا إدانة بلاده “لما ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات”، وداعيًا “لحماية المدنيين”.
وحذر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي من “الاجتياح البري لقطاع غزة وتداعيات التهجير القسري”.
العراق يحذر من تمدد الصراع إقليميًا وتهديد إمدادات الطاقة العالمية
أما رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني فقد أكد في كلمته أن “القضية الفلسطينية ما كان لها أن تصل إلى هذا الحد لو تم الاستماع لشعب له حقوق مشروعة”.
وأضاف: “الصراع في غزة قد يمتد إقليميا على نحو قد يهدد إمدادات الطاقة العالمية”، وتابع: “العراق يرفض بشدة أي تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة وأي دعوات للنزوح، وليس من حق أحد أن يتصالح أو يتنازل نيابة عن الشعب الفلسطيني الذي هو الوحيد صاحب القضية”.
مسقط ترفض التصعيد والرياض تدعو لوقف فوري لإطلاق النار
وأعرب نائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد عن “رفض سلطنة عمان التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة”، مضيفا أنه “لا يمكن أن يعم السلام والاستقرار دون منح الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود رفض المملكة العربية السعودية “القاطع” لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف.
وأضاف: “نشجب كل استهداف للمدنيين أينما كانوا وندعو لإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي، ونطالب المجتمع الدولي بالضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف هجومه وحصاره على غزة”، مشيرا إلى أن الأولوية القصوى بالنسبة لبلاده هي “الوقف الفوري للتصعيد العسكري في غزة”.
فيدان: وضع شروط لإدخال المساعدات مخالف للقانون الدولي
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن “وضع شروط لإدخال المساعدات إلى غزة مخالف للقانون الدولي والأعراف الإنسانية”.
وأضاف فيدان أن “تركيا تؤمن بأن الطريق الصحيح يبدأ من وقف العنف وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة”، وتابع: “يجب أن تكون هناك آلية للتحقق من التزام مختلف الأطراف بالوصول إلى سلام شامل”.
ودعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة المجتمع الدولي للعمل على وقف التصعيد وتجنب استهداف المدنيين.
في حين قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي: “علينا العمل على إحلال السلام في المنطقة ومنع تطور الوضع إلى حرب شاملة”، مضيفًا: “الموقف في المنطقة بالغ الصعوبة ولا نزال نؤمن بأهمية الدبلوماسية للتوصل إلى حل سلمي”.
أمير قطر ينسحب قبل إلقاء كلمته
وكان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد غادر مصر، بعد أن شارك في قمة القاهرة للسلام بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، من دون أن يلقي كلمة خلال القمة.
وعلق وزير خارجية تونس الأسبق رفيق عبد السلام على انسحاب إمير قطر قائلًأ إن انسحاب أمير قطر جاء بسبب “تدخلات المسؤولين الأوربيين المنحازة بالكامل لإسرائيل وعدونها”، مضيفًا: “إنه موقف يقدر لصالح أمير قطر وانحيازه لفلسطين والقضايا العربية”.
في حين قال الباحث والأكاديمي وصفي عاشور أبو زيد إن انسحاب أمير قطر جاء بسبب “وصف الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط المقاومة الفلسطينية بالعصابات الإرهابية” خلال كلمته في القمة.
خلافات على البيان الختامي
وأدى عدم مشاركة الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، وبعض الزعماء الغربيين الرئيسيين الآخرين، إلى خفض مستوى التوقعات بشأن ما يمكن أن تحققه القمة التي تم عقدها على عجل.
وقالت مصادر دبلوماسية إنه “من غير المستبعد ألا يصدر بيان ختامي” عن قمة القاهرة للسلام التي عُقدت اليوم السبت، في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، بسبب أن هناك خلافًا بين المجموعة العربية المشاركة في القمة، والمسؤولين الأوروبيين الحاضرين، بسبب وضع جملة (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها)، وإدانة صريحة لحماس في البيان الختامي.
ويذكر أنه قبيل انطلاق القمة، فُتح معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، وبدأ دخول قافلات المساعدة الإنسانية إلى القطاع، بعد اتفاق بين مصر الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.