ذكر تقرير إخباري كوري جنوبي اليوم الخميس نقلًا عن مصدر حكومي أن كوريا الشمالية أوقفت تشغيل المفاعل النووي في مجمعها النووي الرئيسي لـ”استخراج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع الأسلحة من خلال إعادة معالجة قضبان الوقود المستهلك”.
وذكر التقرير أنّ تشغيل المفاعل النووي الذي تبلغ طاقته 5 ميجاواط في مجمع يونجبيون النووي قد تم تعليقه منذ أواخر أيلول/ سبتمبر، وفقًا لتقييم المخابرات الذي أجرته السلطات الأمريكية والكورية الجنوبية.
ونقلت صحيفة “دونجا إلبو” عن مصدر حكومي قوله، إنّ كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تعتقدان أن هذا قد يكون علامة على أعمال إعادة المعالجة الجارية للحصول على البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة.
وتعد إعادة معالجة قضبان الوقود المستهلك التي تمت إزالتها من المفاعل النووي خطوة يتم اتخاذها قبل استخراج البلوتونيوم.
ويعد مجمع “يونجبيون” النووي هو المصدر الرئيسي لكوريا الشمالية للبلوتونيوم الذي من المحتمل أن تستخدمه في صنع أسلحة نووية. كما قامت كوريا الشمالية بتشغيل منشآت لتخصيب اليورانيوم، وهو مصدر منفصل للمواد التي يمكن استخدامها لصنع الأسلحة النووية.
ونقلت صحيفة “دونجا إلبو” عن مسؤول حكومي كبير قوله: “إن احتمال إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية ليس مستبعدًا”، دون الخوض في تفاصيل حول التحليل الذي يشير إلى التقييم بأن هذه الخطوة قد تكون مرتبطة بتجربة نووية.
وفي المقابل ورفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية جيون هاجيو التعليق على تفاصيل التقرير لكنه قال، إن سلطات المخابرات الأمريكية والكورية الجنوبية تراقب عن كثب التطورات ذات الصلة.
وكانت كوريا الشمالية قد أوقفت في السابق تشغيل المفاعل قبل إعادة تشغيله، وعادة ما لا يتوفر تأكيد علني للغرض من مثل هذه الخطوة، سواء كان ذلك للصيانة أو لاستخراج الوقود.
وتدّعي كوريا الشمالية أنها دولة نووية، لكنها أبقت سرَا عدد الأسلحة النووية التي ربما تكون قد صنعتها أو نشرتها.
وتشير تقديرات مستقلة إلى أن كمية البلوتونيوم في كوريا الشمالية تصل إلى 70 كيلوغرامَا، وهو ما قد يكون كافيَا لصنع 20 سلاحًا أو أكثر.
وفي السياق ذاته، قال العالم النووي الأمريكي سيجفريد هيكر، الذي زار مجمع يونجبيون في عام 2010، إنه على الرغم من الوقت الذي أمضته كوريا الشمالية في المشروع، فإن قدرتها على إنتاج البلوتونيوم وكذلك مخزون المواد الانشطارية نفسها لا تزال محدودة.
وأضاف هيكر، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي استضاف مؤخرًا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في قمة وتعهد بتعاون عسكري أوثق مع بيونغ يانغ، يمكن أن يقدم لكوريا الشمالية المساعدة التي تشتد الحاجة إليها في جميع جوانب برنامجها النووي.
وأوضح هيكر، المدير السابق لمختبر لوس ألاموس الوطني، في تصريحات نشرت حول مشروع 38 نورث: “على المدى القصير، ما يقلقني أكثر هو قيام روسيا بتزويد البلوتونيوم سرًا بشكل مباشر”.
وكانت كوريا الشمالية أجرت ست تجارب نووية تحت الأرض وكانت هناك مخاوف منذ العام الماضي من أنها قد تكون على وشك إجراء تجربة أخرى كجزء من الجهود الرامية إلى تطوير رؤوس حربية نووية مصغرة.
وتبنى برلمان كوريا الشمالية تعديلًا دستوريًا الأسبوع الماضي بشأن سياستها المتعلقة بالقوة النووية. كما أمر كيم بزيادة إنتاج الأسلحة النووية “بشكل كبير” وتنويع قدراته النووية.