قالت روسيا اليوم الثلاثاء 19 أيلول/ سبتمبر، إن الرئيس فلاديمير بوتين سيجتمع مع نظيره الصيني شي جين بينغ لإجراء محادثات في بكين في تشرين الأول/ أكتوبر، في أول رحلة معروفة لبوتين إلى الخارج منذ صدور مذكرة اعتقال بحقه فيما يتعلق بترحيل أطفال من أوكرانيا. حسب رويترز.
وقال نيكولاي باتروشيف، الحليف الوثيق لبوتين وأمين مجلس الأمن الروسي، إنه يتعين على روسيا والصين تعميق التعاون في مواجهة محاولة الغرب لاحتوائهما.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن “باتروشيف” قوله، إن المحادثات في بكين ستكون “شاملة”، وذلك خلال اجتماع في موسكو مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، وسيحضر بوتين منتدى الحزام والطريق الثالث بعد دعوة من شي خلال زيارة رفيعة المستوى لموسكو في آذار/ مارس.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية، أصدرت قبل أيام، مذكرة اعتقال بحق بوتين لـ”لاشتباه في قيامه بترحيل مئات الأطفال أو أكثر بشكل غير قانوني من أوكرانيا”، وتنفي موسكو هذه الاتهامات.
بدوره، قال الكرملين، إنّ “مذكرة الاعتقال دليل على عداء الغرب لروسيا التي فتحت قضية جنائية ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية والقضاة الذين أصدروا مذكرة الاعتقال”.
يذكر أن الحرب الروسية واسعة النطاق على أوكرانيا – في أوائل العام الماضي – أدت إلى إثارة أحد أعنف الصراعات الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية وأكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
وقد أدت – بحسب مراقبين – لتحول بوتين نحو الصين، ووقوف شي إلى جانبه، لجانب ارتفاع التجارة الصينية الروسية منذ الغزو، وقد باعت روسيا للقوى الآسيوية، بما في ذلك الصين، كميات أكبر من النفط الذي لم تعد قادرة على بيعه للغرب بسبب العقوبات.
وكانت آخر زيارة لبوتين إلى بكين في شباط/ فبراير 2022، أي قبل أيام من الحرب، حيث أعلن هو وشي عن شراكة “بلا حدود”، لكن موسكو تقول إن هذا لا يعني تحالفًا عسكريًا، فـ”الصين وروسيا تتقاسمان الآفاق المستقبلية وتعززان التجارة”.
وأضافت رويترز: “ويتقاسم بوتين وشي رؤية عالمية واسعة النطاق، ترى أن الغرب منحط ومنحدر تماما كما تتحدى الصين تفوق الولايات المتحدة في كل شيء من التكنولوجيا إلى التجسس والقوة العسكرية”.
بدوره، قال وزير الاقتصاد الروسي مكسيم ريشتنيكوف، خلال زيارة للصين، إن التجارة بين روسيا والصين ارتفعت بنسبة 30% في النصف الأول من العام الجاري، وسترتفع إلى أكثر من 200 مليار دولار في عام 2023.
وأوضح ريشيتنيكوف: “إننا نعمل بنشاط على تطوير الاستثمارات، بما في ذلك مشاريعنا الكبيرة للغاز والبتروكيماويات، حيث نستخدم التكنولوجيا الصينية بنشاط” ونحن مهتمون بشدة بتحويل التعاون التكنولوجي إلى تعاون استثماري، بحيث تدخل الشركات الصينية بنشاط في هذه المشاريع، وتستثمر في رأس المال، وتقرض الأموال، لأن المشاريع كثيفة رأس المال ولا يمكن توفيرها بالكامل من قبل الروس. نظام مالي.”
ويشار إلى أن الولايات المتحدة تعتبر الصين “منافسها الاستراتيجي” الأخطر على المدى الطويل، بينما تعتبر روسيا “تهديدًا حادًا”.
وامتنعت الصين عن إدانة العملية الروسية ضد أوكرانيا أو وصفها بالغزو، تماشيًا مع موقف الكرملين الذي وصف الحرب بأنها “عملية عسكرية خاصة”.
وفي وقت سابق من هذا العام، قال مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، إن روسيا أصبحت تعتمد أكثر فأكثر على الصين، بل إنها معرضة لخطر أن تصبح “مستعمرة اقتصادية” لها في الوقت المناسب.