ما أهمية طريق التنمية التركي العراقي وهل سيتفوق على نظيره الذي تم طرحه في قمة العشرين؟… صحيفة غربية تجيب وتوضح التفاصيل
كشفت صحيفة “ميدل إيست آي”، في تقريرها المدفوع، اليوم الثلاثاء 19 أيلول/ سبتمبر، عن معلومات خاصة، توضح أهمية طريق التنمية التركي العراقي لربط الهند مع الشرق الأوسط وأوروبا، والذي اقترحته تركيا بدلا من الطريق الذي تم طرحه خلال قمة العشرين في نيودلهي والذي يربط الهند بأوروبا مرورًا بالإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، مستثنيًا تركيا بالكامل.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه إن “مشروع الطريق التنموي الذي تقدمت به تركيا والعراق، هو مشروع لربط السكك الحديدية والطرق السريعة بين ميناء الفاو الكبير في البصرة والحدود التركية الجنوبية، ومن المتوقع انتهاء المرحلة الأولى منه بحلول عام 2028”.
وأضافت “ميدل إيست آي” في تقريرها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys” أن “بمجرد اكتمال بنائه، سيصبح ميناء الفاو الكبير واحدًا من أكبر الموانئ في منطقة الشرق الأوسط، حيث تبلغ مساحته 54 كيلومترًا مربعًا ولديه القدرة على استيعاب أكبر سفن الشحن من حيث الحجم، وبالإضافة إلى ذلك، تم اعتماد حاجز الأمواج في الميناء من قبل موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتباره الأطول في العالم، حيث يبلغ طوله حوالي 14.5 كيلومترًا”.
ويمكن أن يستفيد مشروع الطريق التنموي من وجود خط سكة حديد يمتد جنوب الموصل، على الرغم من أنه قديم للغاية ويحتاج إلى تجديد في بعض الأجزاء، وتجري حاليًا أعمال تجديد في بعض خطوط السكك الحديدية ومحطاتها في العراق، بحسب الصحيفة.
وأشار أردوغان مؤخرًا، إلى تقدم قطر والإمارات دعمًا لهذا المشروع، ودول الخليج لديها أيضًا خطط لتمديد خطوط السكك الحديدية بينها، وعندما يتم دمج هاتين المبادرتين، سيصبح النقل إلى أوروبا أمرًا أسهل، وفقًا للصحيفة.
ونوّهت “ميدل إيست آي” أن “التحديات الرئيسية التي تواجه مشروع طريق التنمية تشمل عدم الاستقرار السياسي، والتعقيدات المرتبطة بمؤسسات الدولة، والمسائل الأمنية في العراق”.
وتابعت: “على الرغم من تحسن الوضع الأمني في العراق في السنوات الأخيرة، إلا أن وجود مجموعات ميليشيا لا يزال يشكل تهديدًا، كما أوضحت الاشتباكات الأخيرة بين المقاتلين المدعومين من إيران والمتظاهرين الأكراد في كركوك”.
وأوضحت أنه “في الوقت نفسه، لا تزال أنشطة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق تشكل تهديدًا، كما تشن تركيا، التي تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، ضربات جوية ضد الجماعة في العراق”.
وأضافت: “مما يزيد الأمور تعقيدا استمرار أزمة الحكم وتقاسم السلطة في العراق، إن وجود مجموعات تعمل كوكلاء لقوى أجنبية، ولها صلات مختلفة بالحكومة العراقية، يخلق عقبات، وبالإضافة إلى ذلك، لم تتم حتى الآن مصالحة كاملة بين أربيل وبغداد، مع وجود مشكلات لم يتم حلها بشأن الميزانية وتقاسم عائدات النفط”.
وأكدت “ميدل إيست آي” أن “علاقات أنقرة الوثيقة مع أربيل يمكن أن تساعد في ضمان عدم تأثير هذه القضايا على مشروع طريق التنمية، وفي الوقت نفسه، يحاول أردوغان وضع المشروع في إطار إقليمي، بدلًا من تصويره على أنه مجرد مبادرة ثنائية بين تركيا والعراق”.
وختمت “ميدل إيست آي” تقريرها بالقول إن “طريق التنمية لن يربط الشرق الأوسط بأوروبا عبر تركيا فحسب، بل عبر سيربط دول الخليج أيضًا التي سترتبط بتركيا، وتتوافق رؤية أنقرة في هذا الصدد مع سياسة التعددية التي طورتها دول الخليج مؤخرًا، ويأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه تركيا على إعادة بناء العلاقات مع الإمارات والسعودية بعد فترة من التوترات، وفي هذه المرحلة، في حين أن المشروع لا يزال مجرد مفهوم نظري، فإن مشروع طريق التنمية يتجسد بشكل نشط، وهذا يعطيه فرصة جيدة للنجاح”.