قادة المعارضة في دول شرق إفريقيا يشكلون تحالفًا ضد “الأنظمة الاستبدادية”

تشير المعطيات المتقاطعة التي اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” إلى أن عددًا من قادة المعارضة في دول شرق إفريقيا بدأوا بتنسيق تحركاتهم ضمن مبادرة غير رسمية تهدف إلى تشكيل جبهة سياسية عابرة للحدود، في مواجهة ما يعتبرونه تمددًا استبداديًا من قبل الأنظمة الحاكمة في الإقليم.
هذا التحرك الذي يجري بصمت نسبي، يقوده عدد من الشخصيات السياسية والقانونية البارزة، ويهدف إلى التأثير في المشهد الإقليمي والدولي، وتحديدًا في ملفات المعتقلين السياسيين والمعارضين المستبعدين من العملية الانتخابية.
من بين الأسماء البارزة في هذا التحالف الناشئ، المحامي الفرنسي القمري سعيد لاريفو، الذي بات يتحرك بين العواصم المعنية بملفات المعارضة، وتمكن من الدخول إلى قاعة محكمة تنزانية كمستشار قانوني رغم تضييقات مشابهة أُحيطت بزيارة زعيمة المعارضة الكينية مارثا كاروا.
اللافت أن هذه التحركات تجري بالتوازي مع استعدادات انتخابية في تنزانيا وأوغندا، ما يعزز فرضية توظيفها للضغط السياسي قبل المحطات الانتخابية.
اللقاءات بين لاريفو وكاروا امتدت إلى كمبالا، حيث تواصلوا مع زعيم المعارضة الأوغندية كيزا بيسيجي، المعتقل منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، إلى جانب معاونه عبيد لوتالي، في قضية أثارت اهتمامًا حقوقيًا إقليميًا بعد اختطافهما من نيروبي.
ويُذكر أن الشخصيات نفسها كانت قد تعاونت سابقًا في ملف الدفاع عن الرئيس السنغالي الحالي باسيرو فاي، ورئيس حكومته عثمان سونكو، أثناء سجنهما عام 2023، ما يشير إلى شبكة تحالفات عابرة للأقاليم تُبنى على سوابق قانونية وسياسية.
هذه الجهود تأخذ شكلًا تنظيميًا عبر محاولة إحياء شبكة تضامن “القادة التقدميين لعموم إفريقيا”، والتي تنشط حاليًا في شرق القارة، رغم أنها تفتقر حتى الآن إلى صفة رسمية.
ومع ذلك، فقد تم توثيق اتصالات مباشرة داخل كينيا وتنزانيا وجزر القمر ومدغشقر وموريشيوس، بالإضافة إلى لقاءات سياسية جرت مع وجوه معارضة أوغندية، أبرزها بوبي واين، الذي خسر الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام موسيفيني.
في ظل هذا النشاط المعارض العابر للحدود، سُجلت حوادث عدة تتعلق باختطافات واعتقالات وتسليم قسري لمعارضين، خصوصًا في كينيا وتنزانيا، في وقت تلتزم فيه السفارات الغربية سياسة التريث أو التجاهل، رغم تصاعد القلق لدى منظمات حقوقية.
في المقابل، اتخذ البرلمان الأوروبي موقفًا أكثر حدة بإدانته اعتقال توندو ليسو، زعيم حزب تشاديما في تنزانيا، الذي يواجه اتهامات بالخيانة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، بعد أن تم توقيفه خلال تظاهرة مناهضة للانتخابات.
رغم صمت عدد من البعثات الدبلوماسية، أصدرت السفارة الأمريكية بيانًا تطالب فيه بالتحقيق في مقتل ناشط معارض تنزاني، ما أثار غضب الحكومة التنزانية، التي اعتبرت التصريحات “تدخلًا أجنبيًا غير مقبول”.
هذه المواقف تشير إلى هشاشة العلاقة بين الأنظمة الحاكمة والمعارضة الإقليمية، وتعكس تصاعدًا في التوترات التي قد تُستثمر على المستوى الدولي في سياق إعادة تشكيل موازين القوى السياسية داخل إفريقيا الشرقية.