تُفيد معلومات خاصة اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” أن المملكة العربية السعودية تسعى مجددًا لإحياء محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في السودان، رغم الفشل السابق لمبادرتي جدة وجنيف، ورغم الشكوك الإقليمية والدولية حول فاعلية أي وساطة جديدة.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي لا يزال مؤمنًا بإمكانية إنهاء النزاع عبر الحوار، ناقش المسألة مؤخرًا مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال جولته الخليجية، فيما لم يصدر أي تعليق أمريكي رسمي على المقترح حتى الآن.
ضمن هذه الجهود، من المرتقب أن يصل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الجديد، محمود علي يوسف، إلى الرياض في 29 أيار/ مايو، في خطوة تهدف إلى تفعيل شراكة إفريقية-سعودية نحو تهدئة الأوضاع في السودان.
وتفيد تقارير دبلوماسية اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” بأن السعودية أبلغت شركاء إقليميين، منهم مصر وقطر، برغبتها في استئناف المفاوضات ضمن إطار جديد، وتم التطرق إلى هذا الملف خلال اجتماع غير رسمي في 11 أيار/ مايو ببورتسودان ضم سفراء السعودية وتركيا وإيران والصين وروسيا وقطر.
ورغم ذلك، لا تزال حالة من التشكك تسود أوساط دبلوماسية غربية وسودانية، لا سيما في ظل ما تعتبره بعض الأطراف انحيازًا سعوديًا متزايدًا لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
ويأتي ذلك في وقتٍ حساس، حيث إن المكاسب العسكرية الأخيرة للجيش السوداني – ومنها استعادة الخرطوم في آذار/ مارس – واجهت انتكاسات نتيجة ضربات بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع في بورتسودان، يُعتقد أن مصدرها الإمارات، بحسب اتهامات علنية وجهها البرهان في 19 أيار/ مايو.
وتشير المؤشرات إلى أن موسم الأمطار المقبل قد يجمد العمليات العسكرية الميدانية، مما يُفسح مجالًا مؤقتًا للمساعي الدبلوماسية، إلا أن العائق الأكبر يبقى في قدرة الرياض على إقناع الطرفين المتصارعين، خصوصًا في ظل التوتر الشخصي بين البرهان والدول الراعية السابقة للمحادثات، وعلى رأسها بريطانيا التي لم توجه له دعوة للمؤتمر الدولي الأخير في لندن.
