تسليم سلاح PKK في السليمانية.. تحول استراتيجي أم تكتيك مرحلي؟

شهدت محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، الجمعة 11 تموز/ يوليو، حدثًا تاريخيًا نادرًا، تمثل في بدء عناصر من حزب العمال الكردستاني (PKK) تسليم أسلحتهم بشكل رمزي، في خطوة وُصفت بأنها بداية لمسار سياسي جديد في العلاقة بين الحزب والدولة العراقية وتركيا.
وبدأ عناصر من حزب العمال الكردستاني (PKK) تسليم أسلحتهم بشكل رمزي في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، وأقيمت مراسم رمزية تضمنت تسليم وإحراق بعض الأسلحة، بحضور شخصيات كردية ومحلية، وتمثل هذه الخطوة بداية عملية سياسية جديدة لإنهاء الصراع المسلح، ويهدف ذلك إنهاء العمل العسكري تدريجيًا وفتح مسار دمج المسلحين في الحياة المدنية وتقليل التوتر بين الإقليم وتركيا، والدوافع وراء ذلك هو تصاعد الضغوط التركية على الإقليم وجهود إقليمية ودولية لدفع الحزب نحو الحلول السياسية.
يعد حزب العمال الكردستاني (PKK) منظمة محظورة من قبل تركيا والعديد من الدول الغربية، ويملك قواعد في شمال العراق وخاصة في جبال قنديل، حيث تم تسليم عدد من قطع السلاح وإحراقها رمزيًا في فعالية حضرها مسؤولون أكراد ومراقبون دوليون، كجزء من مبادرة سياسية جديدة للسلام.
الهدف المعلن
الهدف المعلن هو وقف العمل العسكري تدريجيًا، والانخراط في المسار السياسي، مقابل ضمانات بعدم التعرض للمسلحين السابقين وفتح باب العودة المدنية لهم.
السياق والأهمية
تمثل هذه الحادثة تحولًا استراتيجيًا في علاقة PKK مع الإقليم والدولة العراقية، وقد تساهم في تهدئة الوضع الأمني شمال العراق، وهي بداية ممكنة لمسار تفاوضي أوسع يشمل تركيا.
عملية تسليم الأسلحة التي شهدتها السليمانية في 11 تموز/ يوليو 2025، رغم كونها رمزية من حيث عدد القطع المسلّمة، إلا أنها تحمل دلالات سياسية وأمنية كبيرة، إذ أنها أول خطوة علنية منذ عقود يقدم فيها عناصر من PKK على تسليم أسلحة داخل العراق بموافقة ضمنية من الحزب، والإحراق العلني للأسلحة، كما حصل، يشير إلى محاولة لتقديم صورة إعلامية ودولية عن “تحوّل سلمي”.
من الواضح أنها خطوة “استعراضية محسوبة”، تُستخدم لاختبار ردود الفعل التركية والدولية قبل الانتقال إلى مراحل أوسع، والدوافع الكامنة وراء القرار.
داخليًا، من داخل الحزب، وبسبب الإرهاق التنظيمي بعد سنوات من القتال في ظروف قاسية، هناك تيار داخلي في الحزب يدفع نحو تقليل المواجهات، والضغوط المالية إذ أن قنوات التمويل تقلصت بسبب التصنيف الدولي كتنظيم إرهابي.
إقليميًا، الضربات الجوية التركية المتكررة والضغط السياسي على حكومة كردستان، والتقارب بين أنقرة وبغداد وأربيل، أدى إلى تضييق المساحة المتاحة للحزب للعمل بحرية في شمال العراق، وهذه الخطوة تمثل محاولة استباقية من PKK لتجنّب عزلة استراتيجية متزايدة، وربما لإعادة التموضع في الساحة السياسية الكردية.
انقسام داخل الحزب
الجناح المتشدد (خاصة في قنديل) قد يرفض أي تفكيك، ما يؤدي إلى صراع داخلي.
في المقابل، أنقرة قد ترى التحركات “غير كافية” وتواصل الضربات الجوية.
هناك خطر أن تكون الخطوة “شكلية” لامتصاص الضغط فقط دون نية حقيقية للنزع الكامل للسلاح ولا تزال المخاطر عالية ما لم يُربط هذا التحول بإطار زمني واضح واتفاق إقليمي شامل.
خطوة تسليم السلاح في السليمانية قد تكون إما بوابة لحل طويل الأمد إذا دُعمت سياسيًا، أو مجرد مناورة إعلامية إن لم تترجم على الأرض بإرادة إقليمية حقيقية، والمؤشر الحقيقي سيكون في رد الفعل التركي وقرارات حكومة إقليم كردستان في الأسابيع المقبلة.
المصدر: بوليتكال كيز