المفتاح الاستخباراتي

إثيوبيا تتجه نحو التعاون العسكري مع والصين… ما علاقة مصر؟

لقد عززت إثيوبيا والصين تحالفهما العسكري لتعزيز قدرة أديس أبابا، فماذا يعني هذا بالنسبة للمنطقة المضطربة بالفعل؟

في منتدى بكين شيانغشان الحادي عشر الذي اختتم مؤخرا، اتفق رئيس الأركان العامة الإثيوبي المشير بيرهانو جولا والجنرال ليو تشنلي من اللجنة العسكرية المركزية الصينية على تقريب البلدين من حيث التعاون الدفاعي الثنائي لتحديث الجيش الإثيوبي.

وشهد منتدى بكين شيانغشان لهذا العام مشاركة غير مسبوقة من أكثر من 100 دولة، تحت شعار “تعزيز السلام من أجل مستقبل مشترك”، ويعد المنتدى منصة واحدة للمناقشات الحاسمة حول الأمن العالمي والاستقرار الإقليمي، بما في ذلك كيف تؤثر التقنيات الجديدة على استراتيجيات الدفاع.

وعلى هامش المنتدى، أجرى المشير جولا محادثات مع الجنرال ليو تشنلي، ووقع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال 5GW، والذي يتعلق بالذكاء الاصطناعي، والحرب السيبرانية، ونقل التكنولوجيا، وتطوير المعدات العسكرية، فضلًا عن بناء القدرات كإشارة من إثيوبيا إلى أنها عازمة الآن على الشروع في تحديث الدفاع.

التعاون وسط بحر إقليمي من التوترات

ينشأ هذا التعاون وسط توترات جيوسياسية متزايدة في منطقة القرن الإفريقي، وخاصة فيما يتعلق بالنزاعات مع مصر والسودان بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير، ويواجه السد، الذي يهدف إلى توليد الطاقة الكهرومائية وتعزيز التنمية الاقتصادية، معارضة قوية من مصر، التي تزعم أنه سيقلل بشكل كبير من حصتها من مياه النيل، وأشارت الأحداث الأخيرة هذا العام إلى تهديد لإثيوبيا يأتي بشكل رئيسي عبر مصر.

التدريبات العسكرية المشتركة التي أجريت مؤخرًا مع السودان في آب/ أغسطس

اتفاقية التعاون العسكري الموقعة بين القاهرة ومقديشو في 14 آب/ أغسطس، قبل وقت قصير من نشر جنود مصريين في الصومال كجزء من بعثة الدعم والاستقرار الجديدة للاتحاد الأفريقي في الصومال، لقد أدت مذكرة التفاهم الأخيرة التي تم التوصل إليها مع أرض الصومال بشأن الوصول إلى الموانئ التجارية والاعتراف باستقلالها إلى زيادة التوترات مع الصومال، ونتيجة لذلك، قد يكون تحالف الصومال الأخير مع مصر وسيلة لردع إثيوبيا، ودفعت مثل هذه الإجراءات إثيوبيا إلى تعزيز موقفها العسكري.

تغير الأوقات والحلفاء المتغيرون

تدل مذكرة التفاهم هذه على التحول نحو التحالفات الشرقية والاستجابة العاجلة للأعمال العدائية الخارجية المتصورة، يقول تيريف بيشان، المحاضر في جامعة الدفاع الإثيوبية: “من المرجح أن تعمل الصفقة على تحديث البنية التحتية العسكرية للبلاد واستعدادها العملياتي، وهما عاملان حاسمان لمنطقة تولد الكثير من عدم الاستقرار”.

وعلى الرغم من أن التعاون بين إثيوبيا والصين يعبر عن الاهتمام بالتركيز على التكنولوجيا العسكرية والذكاء الاصطناعي وقدرات الحرب السيبرانية، إلا أن “آثار هذه التطورات هائلة، بالنظر إلى أن إثيوبيا تسعى إلى لعب دور قيادي في جهود حفظ السلام الإقليمية”، كما يقول تيريف.

تأتي اتفاقية التعاون العسكري مع الصين في وقت يبدو فيه أن علاقات إثيوبيا مع الحلفاء الغربيين تتغير.

يقول عبد الرزاق ساهان، وهو سياسي كبير في الحكومة الإثيوبية: “يُظهر التعاون العسكري لإثيوبيا مع الصين إعادة تنظيم أكبر لهياكل القوة العالمية، اعتادت إثيوبيا على تكوين علاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية للتعاون العسكري، ولكن منذ عام 2018، في عهد رئيس الوزراء آبي أحمد، تحول هذا نحو الشرق”.

يقول ساهان: “بينما تعمل هذه الشراكة على تقوية إثيوبيا، إلا أنها قد تخلق احتكاكًا مع الدول الغربية الحذرة من نفوذ الصين في المنطقة”.

تشكل الموضوعات الأساسية للنفوذ الأجنبي والتنافسات الإقليمية الديناميكيات في منطقة القرن الإفريقي، وتعكس هذه المبادرات العسكرية مع الصين طموح أديس أبابا في الاعتماد على الذات في تحديث جيشها.

أصدقاء المستقبل؟

يقول ساهان: “إن مستقبل التعاون العسكري الإثيوبي مع الصين والتداعيات الأوسع نطاقا على منطقة القرن الأفريقي لا يزال غير مؤكد”، ورغم أن الشراكة من شأنها أن تعزز دفاع إثيوبيا، فإنها قد تستثير أيضا ردود أفعال من جيرانها والقوى الخارجية الأخرى.

لقد أصبحت منطقة القرن الإفريقي أكثر عرضة لاحتمالات الحرب، وبالتالي فإن التعاون العسكري بين إثيوبيا والصين من الممكن أن يلعب دورا حاسما في تشكيل أمنها، وعلى نطاق أوسع أمن المنطقة.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى