البرهان يناور على الوقت قبل الانتخابات الأميركية
أفادت مصادر خاصة لـ ”بوليتكال كيز | Political Keys” أنه مع فشل الوساطة في جنيف واقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، تتصاعد الحرب في السودان، ويسعى قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، لاستغلال الوضع الراهن لصالحه.
ففي نيويورك هذا الأسبوع، سيجمع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وزراء من دول الخليج، وجيران السودان، وشركاء دوليين، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمحاولة إيجاد حل للحرب الأهلية التي مزقت السودان منذ نيسان/ أبريل 2023، وبينما تستعد الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية في نوفمبر، يبدو أن هذا الاجتماع يمثل الفرصة الأخيرة لتحقيق أي تقدم بشأن السودان قبل فترة طويلة.
والجنرال عبد الفتاح البرهان، الذي يعي أن إدارة بايدن تواجه جدولًا زمنيًا ضيقًا، يواصل اللعب على عامل الوقت. يتمسك بشروط يعلم أنها غير قابلة للتحقيق، مما يعزز استمرارية الصراع، ورغم الجهود المكثفة، بما في ذلك محاولات المبعوث الأمريكي الخاص، توم بيرييلو، فشلت واشنطن في إقناع القوات المسلحة السودانية بالمشاركة في محادثات جنيف، بينما كانت قوات الدعم السريع حاضرة.
وهذه النكسات شجعت القوات المسلحة السودانية على مواصلة القتال، معتمدين على دعم حركة إسلامية تسعى للبقاء في هذا الصراع الذي تسبب في نزوح 10 ملايين سوداني وجعل 25 مليونًا آخرين عرضة لخطر المجاعة.
مصر بديل محتمل
إذا فشلت الولايات المتحدة في تحقيق أي تقدم خلال اجتماع الأمم المتحدة، قد تلجأ القوات المسلحة السودانية إلى نقل المفاوضات إلى القاهرة. هذه الفكرة بدأت تكتسب زخمًا منذ أغسطس، حيث كانت القاهرة ملاذًا لكثير من السياسيين السودانيين، وصلاح حليمة، الممثل السابق لجامعة الدول العربية في السودان، كان المحرك الرئيسي لاجتماع بين حركة التقدم المدنية وتحالف قوى الحرية والتغيير، لكنه انتهى دون اتفاق.
ورغم الاحتمالات، يشكك البعض في قدرة مصر على الوساطة الفعالة بسبب قربها من الجيش السوداني وعدم قدرتها على الضغط على قوات الدعم السريع أو الإمارات الداعمة لها.
تعقيدات إقليمية ودولية
تورط الإمارات العربية المتحدة في الصراع يشكل نقطة خلاف رئيسية بين القوات المسلحة السودانية وواشنطن، ومجموعة الوساطة التي تدعمها الولايات المتحدة، والمعروفة بـ “التحالف من أجل تعزيز السلام في السودان”، تضم الإمارات، السعودية، سويسرا، مصر، والأمم المتحدة.
والاتحاد الأفريقي، الذي تهمشه واشنطن حاليًا، قد يسعى لاستعادة دوره في حل الأزمة، لكنه أيضًا مقيد بجدول زمني، حيث ستجري انتخابات لجنته الجديدة في قمته المقبلة.