المفتاح الاستخباراتي

عبر خطوات جديدة… كينيا تعزز تعاونها الأمني مع الاتحاد الأوروبي

شهدت العلاقات الأمنية بين كينيا والاتحاد الأوروبي تطورًا ملحوظًا مع اقتراب موعد المحادثات المقرر إجراؤها في نيروبي الشهر المقبل، والتي ستركز على تعزيز التعاون في مجالات الأمن والدفاع، وهذه المحادثات تأتي في إطار العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين، والتي تهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة الأفريقية، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن البحري والأمن السيبراني.

في 28 آب/ أغسطس 2024، اجتمعت سفيرة الاتحاد الأوروبي في كينيا، هنرييت جايجر، مع وزير الدفاع الكيني، سويبان تويا، في نيروبي للتحضير لهذه المحادثات، التي من المتوقع أن تشهد مشاركة وفد من الاتحاد الأوروبي، كما أنّ الاجتماع المنتظر يأتي بعد لقاء مشابه جرى في بروكسل العام الماضي، ويهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون الأمني والدفاعي.

ووفقًا لمعلومات اطّلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، تمثل هذه الجهود جزءًا من دعم الاتحاد الأوروبي المستمر لقوات الدفاع الكينية (KDF) في مكافحة جماعة الشباب، وفي هذا الإطار، أعلن المجلس الأوروبي في يونيو عن تخصيص 20 مليون يورو لدعم عمليات القوات الكينية، حيث إن هذه الأموال مخصصة لدعم وحدات المشاة والقوات البحرية، وتمثل جزءًا من مرفق السلام الأوروبي (EFF)، رغم ذلك، لم يتم الإفراج عن هذه الأموال بعد، حيث يتم حاليًا تقييم متطلبات الصيانة والمعدات اللازمة لقوات الدفاع الكينية.

دور الاتحاد الأوروبي في تعزيز الأمن الإقليمي

وبحسب المعلومات، يسعى الاتحاد الأوروبي لتوسيع دوره في تحقيق الاستقرار الإقليمي في شرق أفريقيا، ويأتي هذا التعاون مع كينيا في إطار استراتيجية أوسع لمكافحة الإرهاب في القارة،فمنذ عام 2021، أطلق الاتحاد الأوروبي وكينيا حوارًا استراتيجيًا لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والتنمية، ويمثل الدعم المالي المقدم لقوات الدفاع الكينية جزءًا من هذه الجهود.

كذلك، يتزامن هذا الدعم مع انتهاء ولاية بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) في كانون الأول/ ديسمبر، والتي كانت الصومال أحد أكبر المستفيدين من مساعدات الاتحاد الأوروبي الأمنية، وفي هذا السياق، من المتوقع أن يتم تقييم مدى استعداد الاتحاد الأوروبي للمساهمة في بعثة جديدة لدعم واستقرار الصومال (AUSSOM)، والتي قد تكون جزءًا من المحادثات المستقبلية.

توسع التعاون مع الدول الأوروبية الأخرى

إلى جانب الاتحاد الأوروبي، تجري كينيا محادثات مع كل من فرنسا وألمانيا حول توقيع اتفاقيات تعاون دفاعي، ومن المتوقع أن تبدأ كينيا وباريس في صياغة اتفاقية تعاون قبل نهاية العام الجاري، فيما بدأت المحادثات مع برلين منذ كانون الثاني/ يناير 2024، وهذا التوجه يعكس رغبة كينيا في تنويع شركائها في مجال التعاون الأمني والدفاعي لمواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.

في إطار تعزيز التعاون الأمني، تتجه كينيا أيضًا نحو الشرق، ففي 3 أيلول/ سبتمبر 2024، وقبيل انعقاد قمة الصين وأفريقيا في بكين، اجتمع الرئيس الكيني ويليام روتو مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث تم تناول القضايا الأمنية بين البلدين، وهذا الاجتماع جاء في إطار تعاون أمني متزايد بين كينيا والصين، يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية والعمليات الأمنية المشتركة.

منذ عام 2021، قامت الصين بتدريب ما يقارب 400 ضابط شرطة كيني سنويًا، وهو ما يعكس قوة العلاقة الأمنية بين البلدين، كما سبق وأعلنت وزارة الداخلية الكينية، خلال المنتدى العالمي للأمن العام الذي عُقد في الصين في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، عن تعاون أوثق في مجال إدارة الأمن والتدريب الأمني المشترك.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى