وزير الخارجية السابق لمدغشقر “راندرياماندراتو” يسعى لمنصب رفيع في الاتحاد الأفريقي
كشفت مصادر خاصة لـ ”بوليتكال كيز | Political Keys” أنه بعد ترشيحه في اللحظة الأخيرة من قبل الرئيس راجولينا لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، يستعد الوزير السابق ريتشارد راندرياماندراتو للشروع في جولة أفريقية واسعة لحشد الدعم.
ووفقًا للمصادر فإن راندرياماندراتو يعمل على استراتيجية حملته لخلافة موسى فكي محمد من تشاد كرئيس لمفوضية الاتحاد الأفريقي، ويعاونه فريق اتصالات صغير، يتكون من وزير المالية السابق للرئيس أندريه راجولينا (2019-2021) ووزير الخارجية لفترة قصيرة في عام 2022، ويستعد لجولة طويلة في أفريقيا تستمر حتى عام 2025، ضمن محاولته لرئاسة الذراع التنفيذي للهيئة الأفريقية.
وقد حضر راندرياماندراتو القمة الرابعة والأربعين لمجموعة تنمية جنوب أفريقيا (SADC) في هراري في 17 آب/ أغسطس إلى جانب راجولينا، وسيسعى بدايةً إلى حشد أكبر قدر ممكن من الدعم في جنوب إفريقيا، حيث أقام العديد من العلاقات.
حملة إقليمية وقارية
وسيسافر راندرياماندراتو إلى لوساكا في نهاية أغسطس لإجراء محادثات مع الزعيم الزامبي هاكيندي هيشيليما، ثم إلى لواندا، حيث التقى راجولينا بالرئيس جواو لورينسو في نهاية يوليو ووقعا سبع اتفاقيات تعاون ثنائية.
بالإضافة إلى زيارة باريس المقررة في نهاية سبتمبر، يخطط راندرياماندراتو أيضًا لزيارة السنغال لإجراء محادثات مع وزير الخارجية ياسين فال والمغرب للقاء وزير الخارجية ناصر بوريطة، من بين آخرين، و سيرافقه في رحلاته رافارافافيتافيكا لوسيانا راساتا، وزيرة الخارجية السابقة لمدغشقر.
وقد تم تقديم اسم راندرياماندراتو لمنصب الاتحاد الأفريقي في اللحظة الأخيرة بتاريخ 6 آب/ أغسطس، الموعد النهائي لتقديم الطلبات، في أديس أبابا بواسطة ليفا جاكوبا تيهيندرازاناريفيلو، سفير مدغشقر لدى الاتحاد الأفريقي، وأعلن راجولينا دعمه الرسمي لراندرياماندراتو خلال مكالمة هاتفية مساء يوم 2 آب/ أغسطس.
علاقة متقلبة
ولم يكن عودة راندرياماندراتو إلى الأضواء السياسية أمرًا محسومًا بسبب علاقته السابقة المضطربة مع راجولينا. أقاله الرئيس دون مراسم في نهاية أكتوبر 2022 بعد ستة أشهر فقط من توليه المنصب، وكان راندرياماندراتو قد صوت قبل أيام لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الذي يدين “ضم روسيا غير القانوني لأوكرانيا”، مما وضع أنتاناناريفو على خلاف مع موسكو.
وفي ذلك الوقت، اتهم راجولينا وزيره بعدم احترام موقف مدغشقر الرسمي “غير المنحاز” بشأن الصراع الروسي الأوكراني، وبعد إقالته، انسحب راندرياماندراتو من الحياة السياسية، واستمر في عمله الاستشاري في أنتاناناريفو وباريس وجنيف، لكن يُقال إن الرجلين ظلا على اتصال.
وفي مدغشقر، كان راندرياماندراتو في صراع سري مع هيري راجاوناريمامبيانينا، رئيس مدغشقر السابق (2014-2018)، الذي سعى للحصول على تأييد راجولينا لمنصب الاتحاد الأفريقي، لكن راجولينا لم يغفر له مشاركته النشطة في مجموعة “Collectif des Dix” التي قاطعت انتخابات نوفمبر الماضي، وخاصة خيانته المزعومة خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2014.
المنافسة
وستتم عملية انتخاب مفوضية الاتحاد الأفريقي الجديدة في قمة الاتحاد الأفريقي المقبلة في فبراير 2025 في أديس أبابا، سيواجه المرشح المدغشقري رئيس الوزراء الكيني السابق رايلا أودينجا، بالإضافة إلى المرشح المفضل، وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، ووزير خارجية موريشيوس السابق أنيل جايان.