أصدرت حركة المقاومة الإسلامية “حمـ.اس”، بيانًا عبرت فيه عن رفضها الاقتتال الداخلي في مخيم عين الحلوة ودعت إلى تغليب الحوار “حقنًا لدماء شعبنا وحفاظًا على السلم الأهلي”.
وجاء في البيان الذي صدر عن الحركة اليوم الاثنين 31 تموز/ يوليو، “نتابع في حركة المقاومة الإسلامية “حمـ.اس” بمسؤولية وطنية، وقلق بالغ التدهور الأمني الخطير الحاصل في مخيم “عين الحلوة” في لبنان، وما نتج عنه من ضحايا وجرحى وترهيب لأهلنا اللاجئين وتشريد الكثير من العائلات خارج منازلها نتيجة الاشتباكات، ونؤكّد موقفنا الثابت برفض الاحتكام للسلاح في حل الإشكالات والخلافات، لما له من تداعيات خطيرة على السلم الأهلي في المخيمات وفي لبنان الشقيق”.
وأضاف البيان، أنه “ولتطويق الأزمة الحالية فقد قامت قيادة الحركة السياسية في لبنان على الفور بالتواصل والتنسيق مع كل القوى والفصائل الفلسطينية، ومع هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك، ومع الجهات اللبنانية الرسمية والحزبية والفعاليات لتطويق الأحداث ومنعها من التصاعد والانتشار، وشاركت بقوة في إطلاق مبادرات وطنية لوقف الاشتباكات في المخيم منذ أمس، والدعوة لتشكيل لجنة تحقيق للنظر في مسببات الأحداث، ولوضع النقاط على الحروف بتحديد المسؤوليات والمحاسبة، حقناً للدماء وحفاظاً على شعبنا في المخيمات، ولحماية السلم الأهلي الفلسطيني واللبناني”
وأؤكدت الحركة في البيان، استمرارها مجددًا بالتعاون مع كل القوى والفصائل الفلسطينية والجهات المعنية في الدولة اللبنانية، بالعمل على وقف الاشتباكات وتطويق الأزمة الجارية في مخيم عين الحلوة، لتفويت الفرصة على المتربصين بالوجود الفلسطيني المؤقّت في لبنان، وللحفاظ على بوصلتنا الوطنية نحو فلسطين التي نتطلع إلى العودة إليها بعيداً عن أي أجندات مشبوهة، وذلك بتغليب لغة الحوار لتقوية جبهتنا الداخلية، ولتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني في لبنان حتى تحقيق العودة إلى أرض الوطن فلسطين”.
وكان هدوء حذر ساد داخل مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، غداة اشتباكات دامية شهدها المخيم، يوم الأحد 29 تموز / يوليو، حيث أسفر عن 6 قتلى وأكثر من 30 جريحًا حسب بيان مشفى المخيم.
وعُقد ظهر الاثنين 31 تموز / يوليو، اجتماعٌ في مكتب النائب البرلماني “أسامة سعد” بمدينة صيدا جنوب البلاد لبحث سبل وقف إطلاق النار في المخيم.
وشارك في الاجتماع العاجل “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” وعدد من ممثلي الأحزاب اللبنانية في المدينة.
وكان “مصدر فلسطيني” في المخيم ، كشف في حديث لوكالة “فرانس برس” عن اشتباكات بين عناصر من حركة فتح وجماعة الشباب المسلم في المخيم الواقع قرب مدينة صيدا الساحلية، تسببت بمقتل عنصر في الجماعة وجرح ستة أشخاص، وبين الجرحى قيادي إسلامي.
بدوره أعلن الجيش اللبناني إصابة أحد عناصره في سقوط قذيفة هاون مصدرها الاشتباكات في المخيم “داخل أحد المراكز العسكرية ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بشظايا، وحالته الصحية مستقرة”.
واعتبر رئيس الوزراء اللبناني “نجيب ميقاتي” في بيان له أن “توقيت الاشتباكات الفلسطينية قي مخيم عين الحلوة، في الظرف الإقليمي والدولي الراهن مشبوه”.
وأضاف أنه “يندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين”.
وبموجب اتفاق ضمني يعود إلى سنوات طويلة، لا يدخل الجيش اللبناني المخيمات الفلسطينية، تاركًا مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم داخلها.
ويُعد مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ويحوي المخيم أكثر من 450 ألف فلسطيني مسجّلين لدى “الأونروا” في لبنان، ويعيش معظمهم في 12 مخيمًا رسميًا للاجئين، غالبـا في ظروف بائسة، ويواجهون مجموعة قيود قانونية تحد من حركتهم.