واشنطن تقبل التوسع الصناعي الصيني في المغرب وتسعى لشراكة تعدين
وفقًا لمعلومات خاصة اطّلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” فإنّ الولايات المتحدة تواجه حاليًا الاستراتيجية الصناعية الصينية “العدوانية” في المغرب، وخاصة في قطاع السيارات الكهربائية، بقبول إقامة مصانع عملاقة صينية في المملكة، ورغم المخاوف الأمريكية، فإن إنشاء مصانع البطاريات الكهربائية لا يؤثر على اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
وبحسب المعلومات، تراقب الولايات المتحدة عن كثب طموحات الصين الصناعية في المغرب، حيث يرسل فريق السفير الأمريكي في الرباط، بونيت تالوار، تقارير منتظمة إلى وزارة الخارجية حول هذا الموضوع، ويهدف برنامج “كيفية مواجهة الصين” إلى احتواء الطموحات الصناعية الصينية.
في مواجهة الاستثمارات الصينية الضخمة في معادن البطاريات الكهربائية، وخاصة في الكونغو الديمقراطية وزيمبابوي، تسعى واشنطن لشراكة مع المغرب في مجال التعدين، وتم بحث هذا التعاون في يونيو بين وزير الصناعة المغربي رياض مزور ووكيل وزارة الخارجية الأمريكية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة خوسيه دبليو فرنانديز خلال اجتماع للجنة متابعة اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
المغرب في وسط التنافس
في السياق، أمنت الصين إمدادات الكوبالت والليثيوم من إفريقيا مبكرًا، مما منحها هيمنة في هذا القطاع، فيما رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على واردات المركبات والبطاريات الكهربائية الصينية في أيار/ مايو لتشجيع الصناعة الأمريكية.
ويمثل المغرب نقطة جذب للصناعيين الصينيين بفضل اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة وميناء طنجة المتوسط الذي يربط بين أمريكا الشمالية وأفريقيا، ويسعى الصناعيون الصينيون للوصول إلى الأسواق الأمريكية من خلال إنتاج البطاريات في المغرب.
كما شهد المغرب إعلانات متزايدة عن استثمارات آسيوية في قطاع بطاريات السيارات الكهربائية، وبعد فشل مشروع مع اتحاد صيني، تبحث شركة إل جي الكورية عن موقع لمصنع بطاريات الليثيوم الخاص بها في المغرب.
وقد أعلنت الشركات الصينية BTR وHailiang وShinzoom عن استثمارات في Tanger Tech بالقرب من طنجة، كما أعلنت مجموعة Gotion High-Tech الصينية عن استثمار بقيمة 12.8 مليار درهم لإطلاق أول وحدة إنتاج بطاريات كهربائية في القنيطرة.
ويمثل مشروع المصانع العملاقة بقيادة وزير الاستثمار محسن الجزولي تحديًا كبيرًا للتحول الصناعي في المغرب، وبفضل ميناء طنجة المتوسط ومجمع طنجة تيك، تأمل المملكة في منافسة مراكز إنتاج البطاريات في أوروبا.