خاص | تحرك شعبي في تلبيسة لمواجهة “العصابات” المدعومة من حزب الله المسؤولة عن عمليات الخطف والسطو
أفادت مصادر خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي شهدت تطورات متسارعة خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية بعد تنامي ظاهرة الخطف والسلب بقوة السلاح التي تقوم بها عصابات مدعومة من ميليشيا حزب الله اللبناني بحقّ أبناء المنطقة في ظل عدم وجود أي رادع أمني يحول بينهم وبين المدنيين.
ولفتت المصادر إلى أن مجموعة من أبناء المدينة عقدوا سلسلة من الاجتماعات خلال الأسبوع الماضي، نتج عنها إصدار بيان تعهدوا خلاله بملاحقة متزعمي العصابات المدعومة من ميليشيا حزب الله اللبناني، والمسؤولة عن بيع وترويج المخدرات وامتهان عمليات الخطف والسطو المسلح بحق أبناء المنطقة.
وقال مراسل “بوليتكال كيز” في حمص: إن العشرات من أهالي المدينة تجمعوا بسلاحهم الكامل بعد صدور البيان بساعات قليلة على مدخل المدينة من الجهة الغربية بالقرب من مفرزة الأمن العسكري، في خطوة تعبر عن حالة الاستياء التي وصل إليها الشارع المدني في ظلّ الممارسات (التشبيحية) التي يقوم بها متزعمو العصابات في المنطقة.
وقد حصلت ”بوليتكال كيز | Political Keys” على صور خاصة من داخل مدينة تلبيسة:
ومع تزايد أعداد المؤيدين للحراك المطالب باجتثاث العصابات المدعومة من حزب الله والأفرع الأمنية، تم التنسيق بشكل عفوي بين الشبان لنشر دوريات لحماية أوتوستراد حمص-حماة، الذي شكل وجهة رئيسية للعصابات وقطاع الطرق لاعتراض السيارات التجارية والسيارات الخاصة وسرقتها متسترين بالغطاء الذي يوفره حزب الله اللبناني والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري.
ولفت مراسلنا إلى أنه تم مساء أمس توزيع خمس نقاط حراسة من أبناء مدينة تلبيسة على طول أوتوستراد حمص، بدءاً من كراج الدرويش جنوبًا وصولاً إلى قرية الفرحانية الشرقية، التي ساهم شبابها أيضاً بنوبات الحراسة لمنع حدوث أي عملية سلب أو سرقة بحق الممتلكات العامة والخاصة على حدّ سواء.
واضافت المصادر أن هذا الأمر الذي لاقى ترحيبًا من أهالي المنطقة الذين أيدوا بدورهم الخطوة التي قام بها شبان مدينة تلبيسة والقرى المتاخمة لها، لا سيما أن الأجهزة الأمنية امتنعت في الأعوام الماضية عن تأدية واجبها بحمايتهم.
والبيان الصادر عن تجمع شباب تلبيسة، والذي حصلت “بوليتكال كيز” على نسخة منه، تضمن تهديدًا مباشرًا لكل من تسوّل له نفسه إلحاق الأذى بالمدنيين أبناء المنطقة بشكل عام، وأبدوا استعدادهم لمجابهتهم بقوة السلاح في حال لم يخضعوا للشروط الواردة بنصّ البيان، والتي جاءت كما يلي: أي شخص يقوم بالسطو على الطريق الدولي هو هدف لأبناء مدينة تلبيسة وسيتم التعامل معه، وأي شخص لديه مخطوف لم يبادر إلى تسليمه إلى الوجهاء خلال 24 ساعة هو هدف وسيتم التعامل معه، و أي شخص عنده سيارة مسلوبة لم يبادر بتسليمها للوجهاء هو هدف سيتم التعامل معه.
وتابع البيان، وأي شخص يقوم باستدراج سيارة وسلبها أو سلب سيارة أو تجارة سيتم التعامل معه، وأي شخص سيقوم بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة سيتم التعامل معه.
وتم منح متزعمي العصابات مهلة حتى بعد ظهر اليوم الأحد لتسليم المخطوفين من كافة المحافظات السورية، وكذلك تسليم ما بحوزتهم من سيارات مسروقة لإعادتها لأصحابها، وإلا سيتم ملاحقتهم وإجبارهم بقوة السلاح.
هجوم مسلح يستهدف أبناء مدينة تلبيسة أثناء التحضير لحماية المنشآت العامة والطريق الدولي
ووفقًا للمصادر فقد أقدم عدد من أفراد العصابات المدعومة من ميليشيا حزب الله اللبناني بإطلاق النار على العشرات من أهالي مدينة تلبيسة ليل الأحد-الاثنين، ما تسبب بوقوع إصابة تم نقلها إلى مستشفى مدينة تلبيسة التخصصي لتلقي العلاج، وسط حالة من الاستياء ضمن الشارع المدني الرافض لمثل هذه التصرفات التي اعتبرها البعض محاولة يائسة من قبل متزعمي العصابات لثني عزيمة أبناء المنطقة الرافضين لتواجدهم.
وأصدر أبناء المدينة بيانًا وضحوا من خلاله ما جرى مساء أمس، وجاء فيه: “بينما كان شباب مدينة تلبيسة يقومون بتنظيم وتشكيل دوريات لحماية الطريق العام حمص-حماة والمنشآت العامة والخاصة، قام كل من موفق الضاهر، الميجر، بشار الميجر، ويزن الخشفة الملحم (أفراد إحدى مجموعات الخطف والسلب المدعومة من حزب الله والأمن العسكري) بإطلاق النار على المتواجدين ضمن الساحة على مدخل المدينة، الأمر الذي أسفر عن وقوع إصابة، بالإضافة إلى تعطيل وتأخير تسليم السيارات والمخطوفين المتواجدين بحوزة رؤساء العصابات”.
وعلى الرغم من محاولة تفريق المطالبين بملاحقة أفراد ومتزعمي العصابات، إلا أن أبناء المدينة أكملوا الخطوات التي بدأوها قبل يومين، وأكملوا مهامهم المتمثلة بنشر حواجز ونقاط مراقبة على أوتوستراد حمص-حماة لليوم الثاني على التوالي، بهدف منع حدوث أي عملية خطف أو سلب بحق المدنيين.
وتجدر الإشارة إلى أن التطورات المتسارعة التي جرت في المنطقة دفعت وجهاء مدينة تلبيسة، الذين تكاتفت جهودهم من جميع العائلات، لطلب اجتماع عام لأبناء المدينة ضمن مسجد المصطفى، بهدف وضع أسس لعملية ملاحقة متزعمي العصابات وقطع الطريق على حزب الله وحرمانه من التمدد ضمن ريف حمص الشمالي.
وقد أعدت ”بوليتكال كيز | Political Keys” خريطة توضح أهم ما ورد في التقرير: