المفتاح الاستخباراتي

صندوق التعدين الإماراتي يوسع نطاقه لمنافسة الصين في المعادن الاستراتيجية

حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على معلومات خاصة تفيد أنّ مستشار الأمن الوطني في أبوظبي، طحنون بن زايد آل نهيان، يقوم بتجميع فريق من خبراء التجارة والجيولوجيا لتعزيز سيطرة الإمارات على قطاع المعادن الاستراتيجية، بهدف تأمين المواد الخام اللازمة للتحول إلى الطاقة النظيفة.

ووفقًا للمعلومات، فإنّ طحنون بن زايد وجه اهتمامه نحو تأمين المعادن الضرورية للطاقة الخضراء، مثل الليثيوم والمواد اللازمة لصناعة بطاريات المركبات الكهربائية. وتخطط الإمارات للتوسع في أفريقيا وشراء مواقع تعدين رئيسية ودمجها مع شبكة موانئها، مثل شركة موانئ دبي العالمية، التي تمتد عبر ثلاث بحار أفريقية بموانئ في الجزائر وموزمبيق وأنغولا.

تأسيس صندوق الموارد الدولية القابضة (IRH)

ظهر صندوق الموارد الدولية القابضة (IRH) في أواخر العام الماضي كمبادرة جديدة تابعة لشركة الاستثمارات الدولية القابضة (IHC). وقد بدأ الصندوق بالفعل خطوات كبيرة من خلال استحواذه على مشروع مناجم نحاس موباني في زامبيا بقيمة 1.1 مليار دولار، ويضع خططًا طموحة لمزيد من التوسع.

يقع صندوق الموارد الدولية القابضة (IRH) تحت وحدة الاستثمار 2PointZero، بقيمة 27 مليار دولار، والتي تم دمجها في IHC بعد انفصالها عن مجموعة رويال جروب التابعة لطحنون بن زايد، ويقود الصندوق سيد باسر شعيب، الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمارات الدولية القابضة (IHC)، ويعمل على تنفيذ رؤية طحنون في قطاع التعدين.

وبشكل سري، كان صندوق الموارد الدولية القابضة (IRH) يبني شبكة دولية من التنفيذيين في مجال التعدين، لجعل طموحات طحنون الجريئة في قطاع التعدين واقعًا ملموسًا. الرئيس التنفيذي للصندوق، علي راشد الرشدي، ظهر علنًا لأول مرة في ديسمبر عند إغلاق صفقة مناجم نحاس موباني، حيث وقف إلى جانب الرئيس الزامبي هاكيندي هيشيليما.

قبل انضمامه إلى مجموعة الاستثمارات الدولية القابضة (IHC)، شغل علي راشد الرشدي عدة مناصب قيادية في شركات تعدين ومعالجة المعادن، مما جعله يمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال، وكان الرشدي رئيس مجلس إدارة شركة إيميرال ريسورسيز، التي تركز على تعدين المعادن في أفريقيا، ومديرًا تنفيذيًا لمصفاة أورك هب جولد ريفاينري في أبوظبي.

وقد لعبت أورك دورًا رئيسيًا في تأسيس صندوق الموارد الدولية القابضة (IRH)، حيث تم تسجيل الكيان القانوني تحت اسم أورك هب هولدنجز آر إس سي المحدودة في أواخر عام 2022، قبل أن يتم تغيير اسمه إلى IRH في العام الماضي. كما يحتفظ الرشدي بعضوية مجالس إدارة شركات أخرى في الإمارات، بما في ذلك شركة البحار مارين لصناعة السفن في أبوظبي.

الشخص الثاني بعد الرشدي في صندوق IRH هو سيبتين أليبهائي، الهندي-الكندي الذي عمل سابقًا لدى مجموعة بريميرا، وهي شركة تعدين ذهب أفريقية تابعة لمجموعة رويال جروب. في العام الماضي، أبرمت بريميرا صفقة لمدة 25 عامًا للحصول على حقوق التصدير الحصرية للذهب المستخرج بطريقة حرفية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى جانب معدلات التصدير المفضلة للكولتان والقصدير.

في نيسان/ أبريل، عينت شركة IRH كيث رو-ويلسون، تاجر المعادن، لتطوير مكتب لتجارة النحاس في لندن، بهدف دعم عمليات المجموعة في زامبيا، وانضم رو-ويلسون من شركة التداول السويسرية ArrowMetals & Trading، ولديه خبرة سابقة مع Anglo American وGunvor.

في زامبيا، تم تعيين بيني نيل، المتخصص في البناء، للإشراف على مشروع توسيع مناجم نحاس موباني. نيل، الذي أُرسل من مشروع Kabanga Nickel في تنزانيا، سيعمل مع صامويل باندا، رئيس الهندسة الجيولوجية في IRH. باندا، الذي كان يعمل سابقًا في منجم الذهب Geita التابع لـAnglo Gold Ashanti، تم تعيينه في مارس الماضي، كما تم تعيين كيفن فلين، من زيمبابوي، رئيسًا للموارد البشرية لتسريع حملة التوظيف من أبوظبي.

التوسع في أنغولا وتنزانيا

في أنغولا، تعمل IRH من خلال شركة Omega Mining بالتعاون مع الكيان المحلي Capital Mining Lda لاستكشاف امتياز خام الحديد Kassala Kitungo في مقاطعة كوانزا نورت. أما في تنزانيا، فقد حصلت Blue Carbon، وهي كيان شبه حكومي إماراتي آخر، على حقوق 7.5 مليون هكتار من الغابات التنزانية في ديسمبر كجزء من خطة لاستخدام أعمال الحفظ في المنطقة لإنشاء اعتمادات كربونية لبيعها للشركات والحكومات حول العالم.

يسعى صندوق الموارد الدولية القابضة (IRH) تحت قيادة علي راشد الرشدي وفريقه إلى التوسع في قطاع المعادن الاستراتيجية، لتعزيز حضور الإمارات في هذا القطاع الحيوي والتنافس مع القوى الكبرى مثل الصين، ومع حملة توظيف مكثفة واستثمارات استراتيجية في أفريقيا، يهدف الصندوق إلى تأمين الموارد اللازمة للتحول إلى الطاقة النظيفة.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى