المفتاح الاستخباراتي

تحديات انقسام عشيرة البرهان ومسار المفاوضات في السودان قبل محادثات جدة

حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys”، على معلومات خاصة تفيد أنّ القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبد الفتاح البرهان تواجه تحديات كبيرة ومخاطر الانقسام قبل محادثات السلام التي تستضيفها السعودية خلال الفترة المقبلة.

فقد دعت عدة أصوات الآن إلى استئناف الحوار للوصول إلى حل ينهي الحرب مع قوات الدعم السريع، فقد انتشر نداء مصطفى عثمان إسماعيل للقوات المسلحة السودانية على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتساب، وفيه، يقتبس الوزير السابق في عهد الرئيس عمر البشير (الذي تولى السلطة من 1993 إلى 2019) دعوة من وزير آخر في عهد البشير، وهو إبراهيم غندور، للحوار “اليوم وليس غدًا” في ضوء “مسار الحرب” فهو يقول إنه يفضل قوات الدعم السريع المعارضة بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”.

وتمثل الدعوة التي أطلقها اثنان من كبار المسؤولين في عهد البشير تحولًا في تفكير القوات المسلحة السودانية، ويعد غندور، الزعيم السابق لحزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير والذي تم حله في أعقاب ثورة كانون الأول/ ديسمبر 2018، أحد الأشخاص داخل عشيرة البرهان الأكثر تأييدًا لاتفاق السلام، ويتمتع بنفوذ في المجتمع الدبلوماسي، كما يفعل خليفته كوزير للخارجية، الدرديري محمد أحمد، بدرجة أقل، والذي يميل أيضًا إلى استئناف المحادثات لإنهاء الحرب الأهلية.

الانقسامات الداخلية

لكن القوات المسلحة السودانية نفسها منقسمة بشكل متزايد حول هذه القضية في الفترة التي سبقت الاستئناف المأمول للمفاوضات. وتحت رعاية الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، من المتوقع إجراء محادثات جديدة في جدة “في غضون ثلاثة أسابيع”، بعد أن ابتعد قائد القوات المسلحة السودانية عن محاولة سابقة قامت بها المنظمة الإقليمية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية.

لكن لا يبدو أن البرهان مستعد للتوافق مع مؤيديه الأكثر سلمية، على الرغم من أن الوضع على الأرض لا يسير لصالحه، وهو متردد في إسناد المفاوضات إلى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شمس الدين حباشي، الرجل الثاني فيه، الذي سيكون لديه بعد ذلك الوسائل اللازمة للإطاحة به.

وكان الخباشي يفضل المحادثات منذ أن تعرضت القوات المسلحة السودانية لعدة انتكاسات في تموز/ يوليو الماضي، بما في ذلك فقدان السيطرة على مواقع استراتيجية في الخرطوم، وشارك في محادثات غير رسمية مع شقيق حميدتي، عبد الرحيم حمدان دقلو.

ومع ذلك، يواجه الخباشي تحديًا في إسماع صوته بين أصوات الشخصيات الرئيسية الأخرى في القوات المسلحة السودانية، بما في ذلك نائب رئيس الأركان ياسر العطا والفريق إبراهيم جابر إبراهيم، الذين يشغلان المركزين الثالث والرابع في التسلسل الهرمي للجيش.

هل يحصل انقلاب داخل القوات المسلحة؟

ووفقًا للمعلومات فما زال البرهان يستمع بعناية إلى المعارضين لاتفاق السلام، ومن بينهم علي كرتي، زعيم سابق في عهد البشير وزعيم الإسلاميين السودانيين، ويؤيد كرتي استمرار الحرب، وهو الحال مع زملائه مثل أحمد هارون وعلي عثمان طه، اللذين فروا من دارفور وسجنوا بكوبر بالخرطوم في نيسان/ أبريل 2023.

ويشكل الإسلاميون في عهد البشير الأغلبية في عشيرة البرهان، ويتمتعون بقاعدة دعم قوية، إذ يتحول تصديهم لاتفاق السلام إلى خطر يهدد بانقلاب محتمل ما لم يتمكن البرهان من تحقيق نصر عسكري كبير على الأرض.

عودة لمفاوضات جدة

وكانت مصادر من تنسيقية “تقدم” الديمقراطية المدنية السودانية أكدت لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الثلاثاء 23 نيسان/ أبريل، أن “الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التزما بالعودة لمسار مفاوضات جدة بالسعودية، خلال مدة أقصاها عشرة أيام بدون شروط مسبقة”.

وقالت المصادر لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، إن “دخول الإمارات العربية المتحدة وجمهوية مصر العربية والاتحاد الإفريقي والهئية الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا إيغاد والجيش السوداني متوقف على دخول الأطراف إلى طاولة الحوار السياسي”.

وعند الحديث عن دخول الجزائر ونيجيريا إلى طاولة المفاوضات، أكدت المصادر أن “هذه الدول تتحدث عن تهدئة الأوضاع الأمنية وليس الدخول إلى الحوار بشكل منظم”، لافتة إلى أن تنسيقية تقدم “على تواصل معهم خاصة المبعوث الأممي العمامرة، وعدد من الجهات الحكومية في الجزائر الشقيقة”.

وختمت المصادر من تنسيقية “تقدم” السودانية حوارها الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “أفرادًا من النظام السابق يتحدثون عن الفتن في شرق السودان، وهذا الأمر غير مقبول، الجميع يدرك أن البلاد في مرحلة كارثية وغاية في الخطورة، لذا على الحكومة الحذر من مثل هذه الدعوات من جماعات إسلامية لها يد في حرب الخامس عشر من نسيان/ أبريل المنصرم”.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى