ليبيا تفشل مجددًا في السيطرة على مركز “رأس جدير” الحدودي مع تونس
أطلقت تونس تحذيرات جديدة إلى ليبيا بسبب عدم استعادة السيطرة على المعبر الحدودي الرئيسي، وتعتبر هذا التطور مصدرًا لزيادة التوتر في المنطقة، ويأتي في ظل استمرار المفاوضات بين القوات المسلحة الأمازيغية وسلطات طرابلس، وعلى الرغم من جهود رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة في تهدئة الأوضاع.
ووفقًا لمعلومات خاصة عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، فإن القوات المشتركة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية لم تتمكن بعد من استعادة المعبر الحدودي الذي يُعتبر حيويًا للتجارة ومركزًا للتهريب، وذلك بالتزامن مع ازدياد التوترات مع انتشار القوات الأمازيغية وتمسكها بالسيطرة على الموقع.
من جانبه، حاول رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، تهدئة الأوضاع مطلع نيسان/ أبريل الماضي، من خلال استقبال وفد من المجلس الأعلى الأمازيغي، الذي يرأسه الهادي برقيق، لكن القوات الأمازيغية رفضت الانسحاب بشكل كامل، واتهمت الطرابلسي بالرغبة في تسليم السيطرة على المركز الحدودي لقوات من الزنتان، مسقط رأس الوزير.
وكانت العلاقات بين الأمازيغ وGUN متوترة دائمًا، ولكن إذا فقد رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة دعمهم، فسيتعين عليه مواجهة فتح جبهة جديدة في الغرب، الأمر الذي سيؤدي حتمًا إلى إضعاف موقفه السياسي بشكل أكبر.
كما عقدت محادثات إضافية في 29 آذار/ مارس، بين نائبي رئيس المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي وموسى الكوني، وممثلي مجتمع زوارة الذي تسكنه أغلبية أمازيغية، والتي تقع شرق رأس جدير، وتم احتجازهم بحضور الفريق محمد الحداد وقيادة غرفة العمليات العسكرية في زوارة، وكان جميع المشاركين حريصين على تخفيف التوتر، واتفقوا على ضرورة تعاون قوات الجيش الوطني وقوات زوارة.
يجدر بالذكر أنّ معبر رأس جدير الحدودي يشكل مصدرًا ماليًا رئيسيًا لغرب ليبيا، باعتباره نقطة العبور البرية الرئيسية للبضائع بين البلدين ومعقلا للتهريب، وهي بانتظام موضوع صراع بين مختلف القوات الليبية، ومنذ إغلاقه، أصبح المعبر الآخر بين ليبيا وتونس، الذهيبة وازن، مزدحماً.
وتشكل عدم القدرة على ضبط الحدود الوطنية أحد الأشواك في خاصرة حكومة دبيبة، وبالإضافة إلى رأس جدير، تقع الحدود الجنوبية في أيدي قوات الطوارق والتبو، وهم حلفاء خليفة حفتر، الذي يسيطر على شرق ليبيا.