إيرانسياسة

خاص | للحديث عن “الرد الإيراني” على إسرائيل وانعكاساته… بوليتكال كيز تجري حوارًا خاصًّا مع المحلل السياسي “نبيه عاكوم”

أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الثلاثاء 16 نيسان/ أبريل، حوارًا خاصًّا مع الكاتب والمحلل السياسي، نبيه عاكوم، للحديث عن الرد الإيراني على إسرائيل وانعكاساته الإقليمية والدولية.

وقال عاكوم، في مستهل حواره مع “بوليتكال كيز | Political Keys”، إنه يعتقد أن “الضربة الإسرائيلية على السفارة الايرانية في دمشق أحرجت القيادة في إيران إلى حد جعلت الأخيرة ملزمة بالرد المباشر”.

وأضاف: “طبعًا الرد المباشر سيكون تطورًا خطيرًا واستثنائيًّا وسيكون له تداعيات على المستويين الإقليمي والدولي، وسنلاحظ تلك التداعيات على المديين المتوسط والبعيد وليس القريب، دائمًا ما كانت إيران ترد على أي عملية تطولها عبر وكلائها في المنطقة”.

وتابع: “أذكر عملية بلغاريا عام 2012 والتي نفذها حزب الله كانتقام إيراني على اغتيال طال علماءها في مجال الذرة على الأرض الإيرانية ونفذها عملاء للموساد، أما عملية استهداف السفارة وتزامن ذلك مع حرب غزّة وتهديدات إيرانية بالتصعيد في حال أكمل الإسرائيلي توغله داخل القطاع، أحرج الملالي في طهران، ودفعه لردة فعل تكون على مستوى الحدث”.

واستدرك عاكوم بالقول: “لكن إذا قرأنا في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، نلاحظ أن القيادة لا تريد في أي حال من الأحوال الاصطدام المباشر مع إسرائيل والغرب، أرادت إيران تعظيم المشهد قبل وقوعه من خلال التسريبات للإدارة الأمريكية، وأوعزت لجميع إعلامييها وصحافييها في الشرق الأوسط لتعظيم عملية الوعد الصادق”.

وأكد عاكوم أنه “فيما يخص تقييم حجم العملية، فهو ليس بعدد المسيّرات والصواريخ التي أطلقها الحرس الثوري، خاصة بعد نجاح السلاح الجوي الأمريكي والبريطاني والفرنسي، عدا القبة الحديدية الاسرائيلية، في إسقاط حوالي 99% منها، إنما في التصريحات الإيرانية التي تزامنت مع إطلاقها”، مشيرًا إلى أن “القيادة في إيران تريد تعظيم الرد بالإعلام والسياسة، بينما هو في الحقيقة خجول ويثبت ضعفًا هائلًا في القدرات”.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي أنه لا يرى “تأثيرًا مباشرًا على المدى القصير، باعتبار أن الإدارة الأمريكية حريصة على عدم توسعة رقعة الحرب خارج قطاع غزة، خاصة مع قرب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وحسب تصريحات المسؤولين فإن الأخيرة ملتزمة وحريصة على الرد بالسياسة حصرًا، ونلاحظ أيضا من خلال تعليق إسرائيلي بعد انعقاد جلسة لمجلس وزارء الحرب الاسرائيلي أن الرد الملزمة به إسرائيل سيكون محدودًا أيضًا”.

أما التأثير غير المباشر، فقال عاكوم: “سننتظر حتى انتهاء حرب غزّة، لأن المسألة سيكون لها تداعيات على المنطقة، خاصة أن إيران قد خرقت سيادة المجالين العراقي والأردني، فجميع الدول المجاورة لإيران سيكون لها مواقف والمنطقة برمّتها ستذهب إلى السباق نحو التسلح”.

وعند الحديث عن الرد الإسرائيلي المحتمل، قال نبيه عاكوم إنه “بحسب التصريحات الإسرائيلية، وبضغط أمريكي طبعًا، سيكون الرد محدودًا، وقد قصدت الولايات المتحدة من خلال عمليات الدفاع الجوي لإسقاط المسيّرات قبل وصولها للمجال الجوي الإسرائيلي أن تبعث برسالتين لإسرائيل خاصة بعد حالة التوتر التي سادت العلاقات بين إدارة بايدن ونتنياهو: الأولى أنها ملزمة بالدفاع عنها، والثانية أن تلتزم بحدود الرد وأن تناقشها فيه قبل أن تنفذه”.

وأضاف عاكوم: “أما عملياتها في سوريا، أرى أن الإسرائيلي سيبقى وربما يصعِّد من هجماته على القواعد العسكرية التابعة لوكلاء إيران في المنطقة، لكن أستبعد تمامًا أن تشن غارات على مؤسسات حكومية أو سفارات لإيران”.

وحول انعكاس الهجوم الإيراني على الأوضاع في غزة وجنوب لبنان وما يسمى “محور الممانعة” ككل، قال عاكوم إنه “إن كان هناك انعكاس على الأوضاع في غزة فهو من جهة تسريع المفاوضات وإبرام إتفاق، خاصة من جهة الولايات المتّحدة التي تريد ضبط الأمور والإسراع في الوصول إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية، أما في لبنان ومحور الممانعة، فهجمات إيران وإن كانت فاشلة، إلا أنها ستفتح باب نقاش داخلي في إسرائيل، أظن أن الخوف الاسرائيلي سيكون في حال وصول هذا الكم الهائل من المسيّرات إلى حزب الله على سبيل المثال، وعامل الجغرافيا والحدود المباشرة لن تكون في صالح إسرائيل، أظن أن المسيّرة كتكنولوجيا عقّدت من مفهوم العمق الاستراتيجي للكيان الاسرائيلي، خاصة بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، إطلاق هذا العدد من لبنان مثلا اتجاه اسرائيل ليس كإطلاقه من إيران التي تبتعد أكثر من 1500 كيلومتر من حدود الكيان الاسرائيلي”.

وعند سؤاله عما إذا كان يرى أي مكاسب سياسية لحزب الله في لبنان، كالاستقواء بالحليف مثلًا، أجاب نبيه عاكوم بالقول: “ليست تلك العملية -الوعد الصادق- بالعملية التي ستعطي حزب الله مكسبًا سياسيًّا، لا أرى أن حزب الله في وضع داخلي ضعيف يتطلب ذلك، الوضع السياسي الداخلي في لبنان لا يُمكن تقييمه حاليًّا، وهو على الهامش إلى حين انتهاء الحرب في غزة، لكن بالتأكيد لن تضيف عملية الوعد الصادق أي شيء لصالح حزب الله”.

وعند سؤاله عما إذا كان حزب الله يبحث عن افتعال أزمات في الداخل اللبناني لتنفيس احتقان حاضنته الشعبية بسبب معارك الجنوب، كافتعال الحوادث الأمنية، وضرب القوات اللبنانية بالنازحين مثلًا، أجاب عاكوم: “أبدًا، لا أرى أن من صالح حزب الله افتعال أزمات في الداخل هو بغنى عنها، أرى أن عملية قتل باسكال سليمان هي جنائية لغاية السرقة فقط، وجرى تسييس الملف من جانب القوات اللبنانية، حزب الله هو الأكثر حرصًا على استقرار داخلي حتى انتهاء الحرب في غزة، ولاحقًا كالعادة سيتجه داخليًا لاستثمار انخراطه في الحرب لأجل القضية الفلسطينية لمكاسب سياسية داخلية”.

وفيما إذا كان خيار الحرب الشاملة على لبنان مطروحًا، قال عاكوم إن “إسرائيل هي الوحيدة التي من الممكن أن تتوجه لحرب شاملة ضد لبنان، لكن الضغط الأمريكي سيبعدها عن ذلك، أرى أن الضغط على لبنان سيبدأ بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ليس بالضرورة عبر حرب، فهناك طرق أخرى مختلفة، خاصة اقتصادية ومالية”.

وختم الكاتب والمحلل السياسي نبيه عاكوم حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول: “أما في الجانب الآخر، فالمشاهد التي تصلنا من غزّة، وكذلك من قرى الجنوب على الحدود، كفيلة في جعل حزب الله يفكر مئة مرة قبل أن يصل في ردة فعله على الحدود أن يجر الجانب الإسرائيلي لشن حرب كاملة عليه، حزب الله سيبقى على وتيرة هجماته المحدودة والتي لا توقع خسائر في الأرواح في الجانب الإسرائيلي حتى لا يدفع إسرائيل لشن الحرب، ولا أن حزب الله وحاضنته قد تلقت خسائر كبيرة ماديًّا وبشريًّا بعد مضي شهور على معارك الجنوب”.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى