روسيا تعزز وجودها العسكري في منطقة الساحل الغربي الإفريقي
عززت روسيا خلال الفترة الماضية نفوذها في منطقة الساحل المضطربة بغرب أفريقيا من خلال نشر قواتها وأسلحتها بالقرب من الجزائر، وقد وصل مدربون عسكريون من روسيا إلى النيجر، مما يشير إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.
وحصلت “بوليتكال كيز | Political Keys”، على معلومات خاصة تفيد أنّه في خطوة تعكس التعاون العسكري المتزايد، من المتوقع أن يقوم المدربون بتدريب القوات النيجيرية وتزويدها بأنظمة دفاع جوي.
تأتي هذه الخطوة بعد اتفاق بين المجلس العسكري في النيجر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، ويأتي ذلك في سياق توسيع نفوذ روسيا في المنطقة، سواء من خلال مرتزقة مجموعة فاغنر أو إنشاء الفيلق الإفريقي.
من جانبها، تعمل روسيا على توسيع نفوذها في دول أخرى في أفريقيا مثل مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى. وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار النضال ضد الجماعات “المتمردة” في المنطقة، ورفض بعض البلدان المساعدة من القوى الغربية.
ويأتي وصول المدربين الروس في أعقاب قرار النيجر في منتصف آذار/ بإلغاء اتفاقها العسكري مع الولايات المتحدة الذي يسمح لأفراد البنتاغون بالعمل على أراضيها من قاعدتين، بما في ذلك قاعدة الطائرات بدون طيار التي بنتها بتكلفة تزيد على 100 مليون دولار، مما يظهر التحول في العلاقات العسكرية في المنطقة.
يجدر بالذكر أنّ المنطقة الساحلية في غرب إفريقيا تحولت إلى مسرح لسلسلة من الانقلابات العسكرية منذ عام 2020، حيث شهدت النيجر ومالي وبوركينا فاسو تغييرات جذرية في السياسة والعلاقات الدولية، وقد أعادت هذه الأحداث تشكيل جهود المجتمع الدولي للتصدي للصراع المستمر مع المتمردين المرتبطين بتنظيمي القاعدة و”داعش”.
وقد قامت المجالس العسكرية الثلاثة في النيجر ومالي وبوركينا فاسو بإنهاء صفقات عسكرية سابقة مع حلفائها السابقين، مثل فرنسا، وبدلًا من ذلك، قامت بتعزيز العلاقات مع روسيا، وقد شكلت هذه الدول اتفاق تعاون جديد يُعرف باسم تحالف دول الساحل (AES).
في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وقّعت روسيا والنيجر اتفاقًا لتعزيز التعاون العسكري، حيث تعاني النيجر من أزمة أمنية وسياسية عقب الانقلاب الذي وقع في تموز/ يوليو. وفي أول زيارة رسمية منذ الانقلاب، التقى وفد روسي برئاسة نائب وزير الدفاع مع القادة العسكريين النيجيريين في نيامي.
تسعى روسيا إلى توسيع نفوذها في إفريقيا، خاصة في منطقة الساحل، حيث تمتلك علاقات وثيقة مع مالي، الجارة الرئيسية للنيجر، وتقدم روسيا المساعدات العسكرية والفنية لمالي، بالإضافة إلى دعمها لمشاريع التنمية في مجالات مثل الطاقة والنقل والتعدين.
في الوقت نفسه، تعطل برنامج الطائرات بدون طيار التابع للجيش الأمريكي في النيجر بشكل كبير، مما يقلل من القدرة على مراقبة الأنشطة الجهادية في المنطقة. وفي آذار/ مارس، أنهى المجلس العسكري في النيجر رسميًا اتفاقًا عسكريًا سابقًا مع الولايات المتحدة، مما يعكس التحول في العلاقات الدولية للنيجر.
بالإضافة إلى ذلك، نشرت روسيا 100 جندي في بوركينا فاسو، وهو أول انتشار كبير للقوات الروسية في الدولة التي شهدت اضطرابًا سياسيًا وتمردًا عسكريًا.