المفتاح الاستخباراتي

من وراء إنشاء مدينة ملاهي “دراغون بول” والمحور المركزي للشبكات “السعودية-اليابانية”؟

أفادت معلومات خاصة حصلت عليها «بوليتكال كيز | Political Keys» أن متنزه دراغون بول، الذي خطط له ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية، يعتبر تتويجًا لتقارب طويل و مطرد بين السلطات السعودية وشبكات الثقافة الشعبية اليابانية وشبكات أعمال الروبوتات، والتي يعتبر “عصام البخاري” حلقة وصل رئيسية فيها.

ففي وقت سابق أعلنت المملكة العربية السعودية عن إنشاء مدينة ترفيهية مخصصة لسلسلة الرسوم المتحركة اليابانية الشهيرة “دراغون بول”، والتي سيتم بناؤها في مدينة الترفيه الكبرى المستقبلية القدية في المملكة العربية السعودية، ويبدو أن هذا المشروع هو نتيجة لعدة سنوات من العمل الذي نفذه في طوكيو مبعوثو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ويعد محمد بن سلمان، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس الوزراء، من محبي الثقافة الشعبية اليابانية، قبل أن يصبح الحاكم الفعلي للمملكة، وعلى الرغم من المصالح الإستراتيجية العديدة المشتركة بين طوكيو والرياض، لم تكن هناك سوى قنوات قليلة للمناقشة بين البلدين.

ووفقًا للمعلومات فإن شركة القدية للاستثمار (QIC) تشرف على إنشاء مدينة ملاهي دراغون بول، والتي تم الإعلان عنها بعد ثلاثة أسابيع فقط من وفاة مبتكر المسلسل أكيرا تورياما في 1 مارس، والتي تم تكليفها بتطوير مدينة القدية المستقبلية، والتي سيتم تمويلها بالكامل من قبل صندوق الثروة السيادية صندوق الاستثمار العام (PIF)، بالشراكة مع شركة الرسوم المتحركة اليابانية العملاقة Toei Animation.

وقد تم الترويج للمشروع من قبل دبلوماسي تحول إلى رجل أعمال وهو “عصام البخاري” الذي كان مترجمًا يابانيًا لوزير الدفاع الراحل سلطان بن عبد العزيز آل سعود قبل أن يتم تعيينه في مكتب أمير الرياض، الذي أصبح فيما بعد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وهو والد ولي العهد، ثم تم تعيين البخاري ملحقًا ثقافيًا في السفارة السعودية في اليابان، وهو الدور الذي شغله حتى عام 2015.

ولكن منذ صعود محمد بن سلمان إلى دوائر السلطة، ترك البخاري المناصب الدبلوماسية التقليدية ليصبح نقطة اتصال رئيسية لجميع الهيئات السعودية تحت قيادة محمد بن سلمان في طوكيو.

وبالفعل تم الإعلان عن حديقة دراغون بول في معرض AnimeJapan 2024 التجاري في طوكيو، حيث كان البخاري ضيف شرف تقديرًا لعمله في تقريب ناشري المانغا من السلطات السعودية.

ونوهت المعلومات أن “البخاري” يُدير شركة Manga Productions منذ إنشائها في عام 2017؛ وهي شركة إنتاج مانغا تابعة لمؤسسة ولي العهد الشخصية “مسك” وأنتجت الشركة أول سلسلة مانغا من سلسلة “صنع في المملكة العربية السعودية” بالشراكة مع شركة الرسوم المتحركة الكبرى في اليابان “توي”.

وصدر أول أنمي لها بعنوان “الرحلة” في أوائل عام 2021 ويحكي قصة سكان مكة الذين حملوا السلاح منذ حوالي 1500 عام لتحرير أنفسهم من طاغية محلي.

وتبع ذلك إنتاجات أخرى بالتعاون مع ناشرين يابانيين، وقامت شركة Manga Alarabia، التي تنشئ المحتوى الياباني مباشرة في المملكة العربية السعودية والتي يشغل البخاري منصب الرئيس التنفيذي ورئيس تحريرها، بإكمال الإعداد، و Manga Alarabia مملوكة لمجموعة الأبحاث والإعلام السعودية (SRMG) المملوكة لعائلة سلمان الملكية.

والبخاري عضو في مجلس إدارة الهيئة العامة للثقافة (GCA) التي أنشأها محمد بن سلمان لتعزيز “الثقافة الوطنية” السعودية، وهو أيضًا عضو في مجلس إدارة شركة حركات، وهي شركة اتصالات وإنتاج محتوى رقمي تعمل لصالح مؤسسة مسك والعديد من الوزارات الحكومية.

ويشارك البخاري أيضًا في عمليات نقل التكنولوجيا الأقل وضوحًا ولكنها استراتيجية بنفس القدر بين طوكيو والرياض في مجالات الروبوتات والإنترنت. وهو يرأس اللجنة التنفيذية لمركز محمد بن سلمان لعلوم وتكنولوجيا المستقبل -وهو مركز مخصص للسايبر والروبوتات والبيانات الضخمة- والذي أنشأته جامعة طوكيو ومؤسسة مسك في عام 2019.

ويجلس رجل أعمال سعودي آخر على دراية جيدة بدوائر الأعمال اليابانية إلى جانب البخاري في اللجنة التنفيذية للمركز “علي الشهري” مسؤول المبيعات التنفيذي في شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو.

وقد عمل “الشهري” في فرع شل المحلي في طوكيو، حيث يتمتع بمكانة جيدة، والمملكة العربية السعودية هي أكبر مورد للنفط إلى اليابان، وبدأت أرامكو في تطوير مشاريع مشتركة مع الشركات اليابانية في اليابان بشكل مباشر. تعد شركة النفط السعودية العملاقة شريكًا في مشروع ضخم لتخزين النفط الخام في أوكيناوا.

وفي اليابان، عمل البخاري لفترة وجيزة كمستشار لشركة الروبوتات المحلية TMSUK، التي تصنع الروبوتات البشرية، وقد افتتحت الشركة اليابانية عدة مراكز بحثية في المملكة العربية السعودية في عام 2015 بما في ذلك جامعة الملك عبد العزيز، وذلك بفضل جهود البخاري.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى