أجرت «بوليتكال كيز | Political Keys»، اليوم الأربعاء 28 شباط/ فبراير، حوارًا خاصًّا مع عضو المكتب السياسي الوطني لحزب التجديد الديمقراطي والجمهوري في النيجر، عمر الأنصاري، للحديث عن آخر التطورات في البلاد.
انقلاب 26 تموز/ يوليو
وقال الأنصاري مبينًا موقف حزبه من انقلاب 26 تموز/ يوليو 2023 -الذي أطاح بالرئيس السابق محمد بازوم وجاء بالمجلس العسكري بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني- إننا “نحن كحزب ديموقراطي بطبيعة الحال نرفض الانقلابات العسكرية ونسعى للتغيير عبر صناديق الاقتراع، ولكن حملنا المسؤولية للحزب الحاكم وأنه هو السبب المباشر للانقلاب العسكري، لانقلابه الدستوري على نتائج انتخابات الجولة الثانية 2021 إذ فاز حزبنا بتلك الانتخابات وتم تزوير الانتخابات لصالح حزب تاريا الحاكم، واستخلف الرئيس الأسبق محمدو إسوفو خليفته محمد بازوم عنوة ضد الارادة الشعبية”.
المشهد السياسي والأمني والاقتصادي
وأكد الأنصاري أن “المستقبل السياسي للديموقراطية لأن المجلس العسكري وقع في عدة أخطاء أبرزها عدم اعتراضهم للرئيس السابق الذي فرض الرئيس المعزول على الشعب النيجري، فجل الشعب يرى أنها ازدواجية غريبة، ولهم في السلطة أكثر من نصف سنة وما زال هناك ركود، وأرهقوا الشعب بشماعة فرنسا رغم مغادرتها قبل أربعة أشهر”.
وأضاف أن “المشهد الأمني متدهور قبل الإطاحة بالرئيس المعزول وزاد تدهورا لزيادة هجوم الجماعات الإرهابية من داعش وغيرها، ولكن نرجو تحسن الوضع الأمني بعد الاستقرار السياسي”.
وتابع: “بالنسبة لاوضع الاقتصادي، نرجو انتعاش الاقتصاد بعد رفع العقوبات، والنيجر بلد منتج للنفط واليورانيوم والذهب، كما يتمتع بالثروة الحيوانية والأراضي الصالحة للزراعة، الاقتصاد النيجري في نمو مستمر لولا تقلبات السياسة، فنرجو أن نحظى باستقرار سياسي عما قريب، لمواصلة التنمية وتحسين ظروف المواطنين”.
تركيا والمقاتلون السوريون
وحول مدى صحة التقارير التي تتحدث عن استجلاب تركيا مقاتلين سوريين، قال الأنصاري إن “هذه التقارير أصبحت صحيحة لدى شريحة من مثقفي الشعب النيجري لأنها رغم رواجها لم ينفها الجانب التركي ولا الجانب النيجري، فأعطى ذلك مزيدا من الرواج للإثبات إذ لم يصحبه أي نفي رسمي”.
وأشار الأنصاري إلى أن “النيجر لديها علاقات تاريخية مع تركيا، وفي شمال النيجر من ينتسب لاسطنبول ويرى أن أجداده قدموا من هناك، ولدى تركيا علاقات اقتصادية بالنيجر لدى شركات تركيا حضور بالمناقصات العامة، فشركة سوما suma التركية هي التي شيدت مطار نيامي وتسيره، كما شيدت فندق بلو وتسيره كذلك”.
ولفت كذلك إلى أن “للنيجر صفقات دفاع مع تركيا قبل الانقلاب وبعده، ولدى النيجر علاقات عسكرية مع تركيا ومن ذلك إنشاء قاعدة عسكرية لتركيا بشمال النيجر على حدود الجنوب الليبي”.
وأضاف: “على كل، تركيا لديها دور إيجابي بالنيجر غير أن عليها التريث في التعامل مع الحكومات غير الشرعية، كما نخشى أن تفسد سمعتها لدى الشعب النيجري إذا ثبت استجلابها للمرتزقة إلى الأراضي النيجرية”.
موقف الجزائر من الأزمة في النيجر
وأوضح الأنصاري أن “موقف الجزائر إيجابي من الأزمة النيجرية ووسطي، فمع بداية الأزمة نددت الجزائر بالانقلاب العسكري ورفضت التدخل العسكري الذي لوحت به الإيكواس وفرنسا، ودعت إلى حل سياسي سلمي، فقدمت مبادرتها السلمية، التي رفضها المجلس العسكري استنادا لقصر المدة وأنهم ينتظرون ما يفصح عنه المؤتمر الوطني، ومع رفضهم للمبادرة غير أن الجزائر ما زالت علاقاتها وطيدة مع النيجر حكومة وشعبا”.
العلاقات مع موسكو
ولفت الأنصاري إلى أن “المجلس العسكري بالنيجر أنشأ علاقات مع روسيا خاصة في مجال الدفاع، فقد وقع وزير الدفاع النيجري ساليفو مودي اتفاقية دفاع مع نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك”.
وأضاف: “يقال إن هناك خلافًا بين أعضاء المجلس العسكري حول تمكين النفوذ الروسي واستقدام فيلق الاستطلاع الروسي- فاغنر سابقا”.
العلاقات مع الغرب
وشدد الأنصاري على أن “طبيعة علاقة المجلس العسكري مع الغرب متفاوتة جدا، حيث تم إقصاء فرنسا نهائيا وقطع العلاقات معها وإنهاء جميع الاتفاقيات، ويتعامل بخشونة مع الاتحاد الأوروبي عموما، بينما في علاقة هادئة مع الولايات المتحدة الأمريكية”.
عقوبات الإيكواس
وقال الأنصاري إنه “بعد 24 ساعة من إعلان منظمة الإيكواس رفع العقوبات على النيجر؛ أعلنت أيضا رفع جزء من العقوبات عن كل من مالي وبوركينا فاسو وغينيا”.
وأضاف أن “رفع العقوبات عن النيجر يدل على أن الإيكواس غيرت سياسة العقوبات إلى انتهاج سياسة المفاوضات السلمية وقد أعلنت المنظمة اعتزامها عن بعث وفود من الزعماء التقليديين والقادة الدينيين لمحاولة ثني الدول المنسحبة من المنظمة عن قرار الانسحاب”.
وتابع: “هناك عدة فوارق بين النيجر ومالي وبوركينا فاسوا، منها أن النيجر حديثة العهد بالانقلاب ومنذ تلك الفترة محاصرة وهناك ضرورة ملحة لرفع الحصار عنها لدواع إنسانية، ومنها كذلك أن بعض الدول تعهد للإيكواس بتحديد مرحلة انتقالية ولم يلتزم بها، بينما النيجر لم تحدد أي مرحلة بعد”.
وختم عضو المكتب السياسي الوطني لحزب التجديد الديمقراطي والجمهوري في النيجر، عمر الأنصاري، حواره الخاص مع «بوليتكال كيز | Political Keys»، بالقول: “نرجو مستقبلا أن ترجع هذه الدول لمنظمة الإيكواس لتقوية الوحدة الإقليمية، كما نرجو أن تتحرر منظمة الإيكواس من جميع الأجندة الخارجية وتبقى منظمة محلية المنشأ والنفوذ والقرار”.