لماذا فرضت الإمارات “قيودًا” على دخول طائرات الـ MQ-9 Reaper و A-10 Ops الأمريكية إلى قاعدة “الظفرة”؟
أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن الحملة العسكرية الأمريكية ضد جماعة “الحوثيين” في اليمن تأثرت بالتطورات الجيوسياسية، حيث أفادت البحرية الأمريكية بتقديم إيران خدمات المراقبة والاستطلاع ومعلومات الاستهداف للحوثيين، بما في ذلك صواريخ الكروز والصواريخ الباليستية المضادة للسفن.
وفي الوقت نفسه، يبدو أن الإمارات العربية المتحدة فرضت “قيودًا” على استخدام الطائرات الأمريكية بدون طيار من طراز A-10 Thunderbolt/Warthog وMQ-9 Reaper المتمركزة في قاعدة الظفرة الجوية لضرب التنظيم، وهذا الأمر يثير القلق لدى الأمريكيين، خاصًة مع تقليل الخيارات العسكرية للجيش الأمريكي، وتحديدًا الاعتماد على حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور”.
وتواجه الولايات المتحدة تحديات تقنية وتكتيكية، بما في ذلك إنفاق صواريخ دفاع جوي باهظة الثمن لمواجهة الطائرات الحوثية بدون طيار، وهذا يأتي في ظل رفض الإمارات التعاون مع واشنطن، الذي يعكس تغيرات في السياسة الجيوسياسية بالمنطقة.
هذه التحديات تزداد تعقيدًا مع الدور المتزايد لروسيا والصين كشركاء اقتصاديين واستراتيجيين، خاصة بعد التقارب الذي توسطت فيه بكين بين طهران والرياض، مما يزيد من التوترات الإقليمية ويعقد المشهد الجيوسياسي بالمنطقة.
على الجانب الآخر، تظهر الإمارات العربية المتحدة وبعض الدول العربية الأخرى تقييد استخدام المنشآت العسكرية على أراضيها لشن غارات جوية انتقامية على وكلاء إيران، مما يعكس التوترات والتغيرات في العلاقات الإقليمية.
هل ستتوتر العلاقات بين أمريكا والإمارات؟
ومع ذلك، يشكك بعض المسؤولين في وزارة الدفاع في فرضية “التوتر” بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة بشأن القواعد العسكرية الأمريكية، مما يشير إلى أن الطائرات الأمريكية قد عملت مؤخرًا من الظفرة لدعم عمليات دعم الشحن في الخليج العربي، بينما تعمل الطائرات الأمريكية من قاعدة الظفرة، يعتقد أن المقاومة الإماراتية تحجب الاستخدام الكامل لهذه القدرة، مما يعزز قدرة الحوثيين.
هذا الاتجاه نحو تخفيف التوترات مع الجماعات المدعومة من إيران كان واضحًا في بعض الأشهر خلال عام 2022، حيث لم تذكر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إيران أو تنتقدها في تصريحاتها الرسمية حول الضربات الحوثية الدورية ضد منشآتهما.
ويمكن افتراض أن هذا يهدف إلى إثبات أن الحوثيين يعملون بشكل مستقل عن طهران لتهدئة الشكوك العربية والإماراتية.
ووفقًا لمحللين، فإن الضربات الحالية التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية والسفن الحربية الأمريكية لا تستهدف حركة المرور البحرية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مما يظهر التفاعل السليم مع الرد الإيراني.
أين وصل تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران؟
إن التطبيع بين السعودية وإيران يتقدم أكثر، حيث نسقت مواقفهما بشأن قضايا دولية مثل الحرب في غزة، مما دفعهم إلى عدم الاستجابة لضربات الحوثيين على السفن التجارية في تل أبيب والمشاركة في عملية “حارس الرخاء” ضدهم.
ووفقًا لمراقبين، فإن التضامن العميق مع فلسطين ودعم الحوثيين وحماس يعزز الدبلوماسية السعودية والإماراتية، وفقًا لتحليل سابق لصحيفة EurAsian Times.
وتبعًا لـ Politico، تظهر القيود على الأنشطة الأمريكية في المنطقة حسابات الدول العربية حول الدعم دون إغضاب إيران.
ففي 16 فبراير/شباط، تمت مقابلة غير مسبوقة بين السفير السعودي ووزير الدفاع الإيراني محمد رضا قرني أشتياني، وسبقها وفد عسكري إيراني يزور الرياض ويشارك في معرض الدفاع العالمي.
كما أجرى الوفد الإيراني محادثات مع رئيس الأركان العامة السعودي، وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، أجرى رئيس الأركان العامة الإيرانية مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع السعودي، بالتالي، يظهر التنسيق الضمني بين إيران والحوثيين في الحسابات العسكرية.