مع مساعدة طهران لموسكو في إنتاجها… الدول الأوروبية تورد لكييف مليون طائرة مسيرة
انضمت مجموعة من الدول الأوروبية، بقيادة لاتفيا والمملكة المتحدة، إلى تحالف ملتزم بإنتاج وتزويد أوكرانيا بمليون طائرة بدون طيار، مع اقتراب الحرب مع روسيا من عامها الثالث.
وأعلنت لاتفيا لأول مرة أنها ستقود التحالف الشهر الماضي، لكن الخطط تقدمت يوم الأربعاء عندما وقعت دولة البلطيق خطاب نوايا لبناء المشروع مع أوكرانيا وهولندا وليتوانيا وإستونيا والسويد والدنمارك وألمانيا.
ولم يتم إصدار أي جدول زمني لتسليم الطائرات بدون طيار، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم مطابقة هذا العدد أو متى، واضطر الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف الشهر الماضي بأنه لن يحقق هدفه المتمثل في تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية عيار 155 ملم بحلول مارس 2024.
وقالت وزارة الدفاع في لاتفيا في بيان يوم الخميس إن تحالف الطائرات بدون طيار يعتزم تسليم مليون طائرة بدون طيار إلى أوكرانيا.
من خلال التوقيع على خطاب النوايا، وافقت الدول على تخصيص الموارد لتصنيع الطائرات بدون طيار وتسليم هذه الطائرات بدون طيار وقطع الغيار إلى أوكرانيا، حيث سيتم اختبارها وسيقوم التحالف أيضًا بتدريب القوات الأوكرانية على كيفية استخدامها.
وقالت المملكة المتحدة اليوم إنها ستشارك في قيادة تحالف الطائرات بدون طيار مع لاتفيا، وتعهدت لندن وحدها بتزويد “الآلاف” من الطائرات بدون طيار، لكنها لم تشر إلى الرقم المليون على وجه التحديد، وأضافت المملكة المتحدة أنها ستعمل على “توسيع وتبسيط توفير الغرب” لطائرات بدون طيار من منظور الشخص الأول (FPV) إلى كييف.
وستقوم لندن بتمويل إنتاج الطائرة ضمن حزمة طائرات بدون طيار بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني (250 مليون دولار) وتخطط لإقامة منافسة لإنتاجها “على نطاق واسع وبأسعار معقولة”.
أما استثمار لاتفيا فهو أكثر تواضعا، حيث تقدر قيمته بنحو 10 ملايين يورو (10.8 مليون دولار) “على مدى العام المقبل”، لكنها شددت على أن أوكرانيا قدمت بالفعل “معلومات” تتعلق بمتطلبات الطائرات بدون طيار، ومنذ ذلك الحين، اتصلت ريغا بالموردين المحليين ودعتهم لاقتراح أنواع محددة من الطائرات وخطط تسليم قطع الغيار التفصيلية.
وقد تم استخدام الطائرات بدون طيار التابعة للبحرية الأوكرانية مؤخرًا بشكل مدمر ضد السفن الحربية الروسية.
وزعمت وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية يوم الأربعاء أن وحدة العمليات الخاصة أغرقت سفينة الإنزال سيزار كونيكوف من طراز Ropucha مع سفن السطح بدون طيار Magura V (USV).
وأظهرت لقطات فيديو نشرت على تطبيق تيليجرام الطائرات بدون طيار وهي تضرب السفينة قبالة ساحل شبه جزيرة القرم.
وبالمثل، أفادت التقارير أيضًا أن السفينة الحربية الروسية إيفانوفيتس غرقت في وقت سابق من هذا الشهر، وقال مشغل طائرة بدون طيار أوكراني إن 10 سفن من طراز ماجورا استخدمت لتدمير السفينة السطحية، ستة منها أصابتها بشكل مباشر، وفقًا لشبكة سي إن إن.
في المقابل، حصلنا على وثائق داخلية إيرانية وروسية مسربة، تحتوي على معلومات حول التعاون بين البلدين في إنتاج الطائرات بدون طيار عبر الإنترنت، وتحتوي الوثائق على بيانات حول مسيرات شاهد-238 الانتحارية، وشاهد-107 استطلاع وانتحارية، وشاهد-P101 الانتحارية، كما تحتوي البيانات المسربة على معلومات حول أماكن وطرق إنتاج الطائرات بدون طيار والعقود المبرمة وقنوات توريدها إلى روسيا وطرق النقل وما إلى ذلك، ووفقا للبيانات، فإنه مع نهاية عام 2024، من المفترض أن روسيا ستنتج 6000 طائرة إيرانية بدون طيار في منشآتها لمدة عامين ونصف بموجب ترخيص إيراني، ويبلغ السعر الإجمالي لعقد الإنتاج نحو 1.75 مليار دولار.
وسبق أن اتهمت الدول الغربية طهران بتزويد موسكو بالطائرات المسيرة لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، ورغم نفي طهران وموسكو إلا أن كثرة الدلائل أثبتت ذلك بشكل قطعي، ولكن من خلال هذه الوثائق، يبدو أن هذا التعاون العسكري بين روسيا وإيران قد انتقل إلى مستوى آخر، خاصة في مجال المسيرات، حيث تسعى روسيا إلى امتلاك طرق إنتاجها عوضًا عن استيرادها.