القوات الجوية السعودية تتجه نحو الطائرات بدون طيار الصينية WL-10B لتعزيز قدراتها وتحسين دورها في الأمن الإقليمي
اختارت القوات الجوية السعودية طائرة بدون طيار من طراز Wing Loong-10B Recon-Strike الصينية، وذلك في خطوة تعزز دورها في تحقيق الأمان الإقليمي، حيث تعتبر هذه الطائرة فعّالة في التعامل مع التحديات العالمية، وتم عرضها في معرض الدفاع العالمي الذي أُقيم في المملكة العربية السعودية في الفترة بين 4 – 8 شباط/ فبراير.
وفي سياق ذلك، يُشغّل الجيش السعودي بالفعل طائرة بدون طيار من نفس السلسلة (WL-2) منذ عام 2017، حيث تم عرضها بفخر بالعلم السعودي على جناحها الخلفي، وتُظهر هذه الطائرات القدرة على حمل 480 كجم من الأسلحة لمدة تصل إلى 32 ساعة، وقد سُجل استخدامها في الحرب اليمنية ضد ميليشيا الحوثي.
تأتي هذه الخطوة في ظل أهمية متزايدة للطائرات بدون طيار في الصراعات الإقليمية، ويتيح امتلاك السعودية لطائرات WL-10B القيام بمهام المراقبة والاستطلاع فوق الأرض والبحر، مما يُعزز قدراتها الأمنية.
من غير المعروف ما إذا كانت القوات الجوية السعودية قد اختارت الذخائر لطائراتها WL-10B، ولكن يظل الأمر مرجحًا نظرًا لأهميتها الفعّالة. وبينما قامت المملكة بتطبيع علاقاتها مع إيران، فإن سلامها مع الحوثيين يظل هشًا، وتبقى المخاطر الكبيرة تحفّها وتحفّ حوارها الثلاثي مع إيران والرياض.
وتتمتع المملكة بقدرة استقلالية كبيرة، وتظهر استعدادها لاستئناف الأعمال العدائية بشكل مستقل، وهو أمر يعكس تحديات الأمان التي يواجهها المنطقة وتفاعلات العلاقات الثلاثية.
صفات الطائرة بدون طيار WL-10B
تُشغّل طائرة بدون طيار WL-10B بمحرك نفاث مثبت في الخلف، وتُصنف ضمن فئة التحمل الطويل (HALE)، كمركبة جوية قتالية بدون طيار (UCAV) مصممة للاستطلاع على ارتفاعات عالية، وتتميز بتكوين منخفض الجناح وهيكل متكامل يجمع بين الجسم والجناح، وتصنف النسخة التصديرية منها بالتحديد بالتعليقة “B”.
كما يتميز جسم الطائرة بانتفاخ أمامي يحمل وصلة للملاحة عبر الأقمار الصناعية (SATNAV) وهوائيات التحكم الراديوي، وتمتلك الطائرة نظام هبوط ثلاثي العجلات وذيل على شكل V، مدعوم بدفات توجيه لتحكم فعال في السطح.
كما أنّ المحرك الذي يعمل بشكل مثير للانتباه، يتمتع بمدخل شبه منحرف وعادم مخفي فضلًا عن أنّ الطائرة مجهزة بنظام اتصالات جوية وروابط بيانات فائقة/عالية التردد (U/VHF).
ورغم تصميمها المتطور، تظهر الطائرة بدون طيار WL-10B بدون نظام كهروضوئي/ أشعة تحت الحمراء (EO/IR) قياسي، مما يميزها عن طائرات بدون طيار أخرى ك، ويُرجح أن يكون هذا التصميم جزءًا من استراتيجية توفير الكفاءة والتحكم.
تُظهر التقارير أن الطائرة بدون طيار WL-10B قادرة على الوصول إلى سرعة تبلغ 620 كيلومترًا في الساعة وتحلق على ارتفاع يصل إلى 15000 متر لمدة تقريبًا 20 ساعة، يمكنها نقل حمولة تصل إلى 900 كجم من الذخائر الجو-أرض، مما يشمل الصواريخ المنزلقة والصواريخ الصاروخية وصواريخ YJ-9E المضادة للسفن.
تقارير تؤكد أيضًا أن الصين تعتمد نفس التكنولوجيا (WS-10) في جيشها، وهو ما يبرز ميزة الاستفادة المستمرة التي تقدمها للمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى قدرتها على توفير خدمات ما بعد البيع وتوفر قطع الغيار.
وبحسب مراقبين، فإنّ الحضور القوي للشركات الصينية في معرض الدفاع العالمي يعكس نجاحها المستمر في قطاع الدفاع العسكري وتفوقها حتى على نظرائها الروس والأمريكيين، مما يجعلها قوة دفاعية فضائية ناجحة.