أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الخميس 1 شباط/ فبراير، حوارًا خاصًّا مع النائب في البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة، للحديث عن آخر التطورات السياسية في ليبيا.
وقال أوحيدة في حديثه عن الوضع السياسي في ليبيا إن “من عقده هي الدول المتدخلة في الأزمة الليبية، وآخر ما قاموا به هو تعقيد المشهد بعد أن تم التوافق بين مجلسي النواب والدولة على إنتاج قوانين الانتخاب وفقًا لخارطة الطريق التي رسمها الاتفاق السياسي، وقد قبلت المفوضية الأممية بهذه القوانين لكن البعثة تماهت أو اصطفت إلى جانب المعرقلين، وحاولت أن تعيدنا إلى نقطة الصفر”.
وأضاف أوحيدة: “من المعلوم أنه ليس من السهل أن يتم التوافق على هذه القوانين من جديد، وللأسف فإن الدول المعروفة المتدخلة في أزمة ليبيا تستمر مع وكلائها في الداخل بعرقلة المسار السياسي من أجل استمرار الأزمة”.
وحول لقاء رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح بعدد من الأحزاب السياسية الليبية في مطلع شهر كانون الثاني/ يناير المنصرم، قال النائب جبريل أوحيدة، إن “المستشار عقيلة صالح يؤكد في جميع لقاءاته سواء مع الأحزاب أو مع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي على ما تم الاتفاق عليه وعلى توجه مجلس النواب، وأنه لا خيار للبرلمان إلا تنفيذ هذه القوانين (الانتخابية) بعد أن أصبحت دستورية وتم التوافق عليها، ولا تحتاج الآن إلا إلى تنفيذ، بدءًا بالاتفاق على اختيار حكومة وحدة وطنية متعددة المهام ومختصرة وتشرف على الانتخابات الرئاسية إلى أن تنتهي، ولكن البعثة الأممية للأسف تتماهي مع الأطراف المعرقلة التي ترفض هذا المسار، والمفوضية تنتظر تشكيل حكومة لوضع وعاء زمني لإجراء الانتخابات”.
وأكد النائب أوحيدة أنهم “في البرلمان الليبي قد انتظروا كثيرًا بعد أن تم التوافق على قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وصدورها”، وأشار إلى أن “مجلس النواب الليبي يعطي فرصة للبعثة الأممية كي تقنع الأطراف المعرقلة بوجوب الوصول إلى حكومة موحدة تستطيع أن تستلم مهامها، وليس كما حدث في التعديل الدستوري الثاني عشر، عندما تم التوافق مع مجلس الدولة على حكومة جديدة تم اختيارها، لم تُمكّن من استلام مهامها وأصبحنا في الوضع نفسه، وهذا ما نخشاه نحن الآن، ونريد من المجتمع الدولي أن يضغط ويلجم هذه الأطراف المعرقلة ليتم اختيار حكومة جديدة ولنبدأ في العملية الانتخابية”.
وفيما يخص المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، قال جبريل أوحيدة إن “السيد باتيلي ثبت للأسف أنه منحاز للأطراف المعرقلة، وهو يعلم جيدًا أنه من الصعب التوافق على قوانين انتخابية جديدة، والمبادرة التي خرج علينا بها مؤخرا وهي الطاولة الخماسية معروف أنه قد أضاف أطراف حوار جددًا لا شرعية لهم ولن يتوافقوا على شيء، وهم يرفضون القوانين ويرفضون أيضًا تشكيل حكومة”.
وتابع أوحيدة متسائلًا: “إذن على ماذا سيدل هذا الحوار، إنه فاشل قبل أن يبدأ، ومجلس النواب يرفضه تمامًا ولا يمكنه الجلوس مع رئيس حكومة منتهية الصلاحية لتشكيل حكومة جديدة، وقد طلب السيد عقيلة صالح من باتيلي إرسال جدول أعمال هذه الجلسة لينظر فيها مجلس النواب الذي يشترط أن تكون فقط حول آلية تشكيل حكومة جديدة، وأن لا يحضرها رئيس حكومة الوحدة الوطنية السيد عبد الحميد الدبيبة، وإذا ما أصر على ذلك يحضر في المقابل رئيس حكومة الاستقرار الوطني المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا”.
وشدد النائب في البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة، على أن “رئيس البرلمان عقيلة صالح لم يضع شروطًا للحوار، وإنما هذا ما نصّت عليه القوانين التي تم التوافق عليها والتي تنص على اختيار حكومة جديدة، وما نحتاجه الآن هو تنفيذ هذه القوانين وليس حوارًا جديدًا للتوصل لقوانين جديدة، والآن بعد أن تم التوصل بصعوبة لتوافق على قوانين انتخابية محددة فإن من يرفض هو السيد محمد تكالة رئيس المجلس الأعلى للدولة، وهو يدور في فلك السيد عبد الحميد الدبيبة، وهم فقط معرقلون”.
وفيما يخص المجلس الرئاسي الذي يترأسه محمد المنفي، قال أوحيدة إنه “نتيجة حوار وليس طرفًا، لأن الاتفاق السياسي حدد أطراف الحوار في ليبيا وهم مجلس النواب والمجلس الذي يقابله وهو بقايا المؤتمر الوطني، وقد كانوا معرقلين لكننا توافقنا معهم، فبأي حق يأتي لنا السيد باتيلي بأطراف حوار أخرى من المجلس الرئاسي والحكومة وغير ذلك، كل هذه الأطراف هي نتاج حوار سياسي حدث في جنيف وليست أطراف الحوار، وما يصدر عنهم ليس له شرعية، وهم أذرع لقوى خارجية تريد استمرار الأزمة”.
وفيما يتعلق بتصريحات رئيس الوزراء رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، التي أكد فيها أنه لن يترك السلطة إلا لحكومة منتخبة، قال أوحيدة إن “الدبيبة ليس له شرعية سوى الدعم الخارجي، وقد سُحبت منه الثقة تمامًا، وهو يطمح للبقاء في السلطة إلى ما شاء الله ليصرف أموال ليبيا دون هوادة، ودون أن يرى الليبيون أي أثر على أرض الواقع، وهو الآن يحكم بسياسة الأمر الواقع، لكني أعتقد أنه لن يدوم طويلًا في السلطة لأن الأرض أصبحت هشة من تحته في الغرب الليبي، حيث بات مرفوضًا في مصراتة، المدينة التي ينتمي لها، ووجوده يتآكل يومًا بعد يوم، وربما يكون للشعب الليبي كلمة في الأيام المقبلة فيما يتعلق بالانتخابات”.
وختم النائب في البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة، حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “المنطقة الغربية من ليبيا متمثلة في مجلس النواب، حيث أن جل النواب من هناك، كما أنهم متمثلون أيضًا في مجلس الدولة، وهذان المجلسان قد توافقا على خارطة طريق توصل للانتخابات، والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا ترفض هذه الخارطة وهذه القوانين، والجواب أنه لكي يستمر الوضع على ما هو عليه لخدمة مصالح دول خارجية”.