ليبيا

ميليشيا “الردع” تعيد تموضعها العسكري والسياسي في طرابلس ضد حكومة الدبيبة

تشير المعلومات الواردة من العاصمة الليبية طرابلس، والتي اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” إلى استمرار ميليشيا الردع في تعزيز تموضعها العسكري والسياسي ضد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وسط مؤشرات متزايدة على تصاعد التوترات وتحرك محتمل لإعادة ترتيب موازين القوى داخل العاصمة.

الميليشيا التي يقودها عبد الرؤوف كارة تحتفظ بمواقع استراتيجية حساسة، أبرزها مطار معيتيقة وسوق الجمعة، وتُظهر جاهزية لمواجهة أي تحرك عسكري رغم سريان وقف إطلاق النار المعلن منتصف أيار/ مايو.

المعطيات الميدانية التي وصلت إلى “بوليتكال كيز | Political Keys” تفيد بأن الردع تحاول توسيع حاضنتها الشعبية، مستفيدة من تصاعد الغضب تجاه الدبيبة.

مظاهرات نُظّمت في ميدان الشهداء في 23 أيار/ مايو جمعت أكثر من 2000 متظاهر، وتعتزم الميليشيا تنظيم تجمع جديد في 30 من الشهر ذاته، ما يشير إلى محاولات مدروسة لتأطير الغضب الشعبي في مسار سياسي موجه ضد الحكومة.

على الجانب العسكري، الردع في حالة استنفار، خاصة بعد اغتيال قائد ميليشيا غنيوة عبد الغني الككلي، وما تبعه من اقتحام معقله على يد قوات موالية للدبيبة، من بينها لواء 444 و111 والقوة المشتركة لمصراتة.

الردع صدت هجومًا في 13 أيار/ مايو بدعم من تشكيلات مسلحة تنتمي إلى الزنتان والزاوية وورشفانة، ما يعكس شبكة تحالفات مرنة لكن غير مستقرة.

التقديرات تشير إلى أن الدبيبة يعمل على تفكيك هذه التحالفات تدريجيًا عبر تفاهمات ميدانية وشراء ولاءات، كما حدث مع معمر الضاوي الذي غيّر موقفه عقب اجتماع مباشر مع إبراهيم الدبيبة في 26 أيار/ مايو.

يُرصد كذلك تقاطع مصالح غير مباشر بين ميليشيا الردع والقيادة الشرقية المتمثلة في خليفة حفتر، دعم ضمني قدمه هيثم التاجوري، أحد قادة الفصائل السابقة في طرابلس، بعد اختفائه عن المشهد إثر انضمامه إلى معسكر حفتر.

بالإضافة إلى ذلك، استغلت المنصات الإعلامية التابعة لحفتر الأحداث الأخيرة لتقويض شرعية الدبيبة والترويج لردع ليبيا كجهة قادرة على فرض توازن قوى بديل.

في المحصلة، الوضع الأمني في طرابلس مرشح لمزيد من التصعيد، خاصة في ظل تفكك التحالفات التقليدية وبروز تقاطعات جديدة بين فصائل تحمل أجندات متباينة، بعضها مرتبط بشكل غير مباشر بالحراك السياسي والعسكري في شرق البلاد.

التقديرات الحالية ترجح أن أي تحرك ميداني واسع النطاق قد يُبنى على تغير سريع في الولاءات المحلية أو تدخلات خارجية تستغل هشاشة الوضع الداخلي.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى