السودانسياسة

خاص | للحديث عن آخر التطورات السياسية والميدانية والإنسانية في السودان… بوليتكال كيز تجري حوارًا خاصًّا مع رئيسة الحزب الاتحادي الديمقراطي إشراقة سيد محمود

أجرت «بوليتكال كيز | Political Keys»، اليوم الأربعاء 31 كانون الثاني/ يناير، حوارًا خاصًّا مع رئيسة الحزب الاتحادي الديمقراطي في السودان، إشراقة سيد محمود، للحديث عن آخر التطورات السياسية والميدانية والإنسانية في السودان.

حل أزمة السودان

وقالت إشراقة سيد محمود، إن “تعدد منابر الحوار والتفاوض بخصوص أزمة السودان وتنقلها بين العواصم والمنظمات الدولية، مثل مدينة جدة والإيغاد، وزيارة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان للجزائر، كل هذا يدل على جهود حثيثة لحل أزمة السودان، لكن في الوقت نفسه يدل أيضا على أن هناك تعقيدًا في مسار التفاوض بسبب التدخلات الإقليمية في السودان وخاصة الخليج ودولة الإمارات بالذات التي تدعم قوات الدعم السريع”.

وأضافت سيد محمود أن “القمة التي انعقدت في القاهرة كانت ناجحة لكنها لم تستمر، بسبب أن بعض دول الجوار التي حضرت القمة سارعت للاصطفاف مع قوات الدعم السريع وإمدادها بالأسلحة”، مؤكدةً أن “حل أزمة السودان يجب أن يكون سودانيًا – سودانيًا بدعم من دول الجوار”.

وتابعت: “منبر جدة قدم بداية جيدة لحوار حقيقي، وهو الذي قدم فيه الجيش السوداني طلبه بخروج قوات الدعم السريع من منازل المدنيين والرجوع للمعسكرات، ثم يمكن بعدها من داخل المعسكرات تقييم والوضع والتوصل إلى تسوية عسكرية، وهذا الشرط المهم للغاية لاقى تأييد الشعب السوداني، وذلك لأن الدعم السريع تحولت فجأة من قتال الجيش في الميدان إلى قتال المواطنين وقتال الجيش من بيوت المواطنين، وقد احتل مرتزقتها هذه البيوت ونهبوها واعتدوا على النساء والرجال، لذلك فإن أي حل بدايته هي خروج هذه القوات من بيوت المدنيين”.

دور الجزائر في حل أزمة السودان

وأوضحت إشراقة سيد محمود أن “هذه هي المرة الأولى التي تخرج فيها عملية التفاوض بشأن السودان إلى الجزائر كدولة عربية إفريقية بعيدا عن الإيغاد، وهذا المنبر إن استمر فهو أفضل من منبر الإيغاد، لأن هذه المنظمة غير محايدة وقد انحازت تمامًا إلى ميليشيا الدعم السريع واستقبلت قائدها حميدتي استقبالًا غريبًا جدًا، واتخذت قرارات غريبة جدًا بشأن حل الأزمة السودانية، خاصة دولة كينيا، التي قامت برعاية كاملة للميليشيا في منبر التفاوض هذا”.

وأكدت سيد محمود أن “الجزائر فرصة جديدة ومختلفة لحل الأزمة السودانية، وطالما كان للجزائر علاقات جيدة وتاريخية مع السودان منذ الثورة في الجزائر ضد الاستعمار، ومنذ العلاقات بين القائد بن بلة والقادة الوطنيين في السودان”.

الشركات المرتبطة بالجيش السوداني والدعم السريع

وبشأن العقوبات المفروضة على بعض الشركات التي تمول الجيش السوداني أو الشركات التي تمول قوات الدعم السريع، قالت سيد محمود إن “كل الجيوش القوية في العالم لديها شركات كبيرة تدير أنشطة عسكرية واقتصادية، مثل الجيش الأمريكي أو التركي أو المصري أو الباكستاني، والشركات التابعة للجيش السوداني شركات محلية لا دولية”.

وتابعت: “أما الشركات المرتبطة بالميليشيا (الدعم السريع) فهي غير قانونية لأن الميليشيا في أصلها غير قانونية منذ انفصلت عن الجيش، وهذه الشركات تتعامل مع شركة فاغنر الروسية وتعمل أعمالا كثيرة مخالفة للقانون الدولي كما حدث في إفريقيا الوسطى والنيجر وتشاد وليبيا وكثير من دول العالم، وبالتالي فإن هذه العقوبات ليست حلا للأزمة وإن حل الأزمة هو التفاوض برعاية سودانية – سودانية”.

موقف الحزب الاتحادي الديمقراطي من الأزمة السودانية

وأكدت رئيسة الحزب الاتحادي الديمقراطي أن موقف حزبها “واضح منذ البداية، ويتمثل في الوقوف مع الجيش السوداني باعتبار أن الشرعية له وأنه المسؤول عن السودان وسيادتها، وأن ما حدث هو تمرد من قوات الدعم السريع على الجيش في منتصف نيسان/ أبريل 2023، وفقا للفقه العسكري وبناء على ما حدث”.

وأضافت رئيسة الحزب الاتحادي الديمقراطي: “بالتالي يجب حسم المعركة عسكريا وإنهاء تمرد قوات الدعم السريع للحفاظ على حدود الدولة السودانية، ومن الممكن حل الأزمة بدمج هذه القوات في الجيش القومي الموحد، لكن الأطراف الخارجية التي تدعم هذه القوات رفضت هذا الحل، كما ضمت أيضا هذه القوات مرتزقة من دول مجاورة مثل تشاد والنيجر وجنوب السودان، وبالتالي لم تعد هذه القوات هي قوات الدعم السريع المعروفة التي كانت داعمة للجيش السوداني وإنما قوات غازية قوامها مرتزقة أجانب، وبالتالي حتى الدمج أصبح صعبا في هذه الحالة”.

الأوضاع الميدانية في السودان

وفيما يتعلق بخريطة السيطرة والأوضاع الميدانية في السودان، قالت إشراقة سيد محمود، إن “الجيش السوداني الآن بمعايير سيطرة الجيوش هو المسيطر على السودان، وهذه المعايير تتمثل في إفشال الانقلاب من بدايته، حيث قام الجيش السوداني بمعجزة كبيرة جدا في 13 نيسان/ أبريل 2023، سيطر على الوضع باستخدام سلاح الجو عندما تقدمت قوات الدعم السريع للسيطرة على مطار مروي”.

وأضافت سيد محمود أن “المعيار الثاني لسيطرة الجيش السوداني هو وجود معظم قادة الجيش السوداني داخل العاصمة السودانية الخرطوم وعدم خروجهم لدول أجنبية كما حدث لميليشيا الدعم السريع التي سُحبت قيادتها فورًا للخارج ولم تظهر إلا بعد سبعة أو ثمانية أشهر في ظهور غريب لم يقنع أحدًا”.

وأشارت سيد محمود إلى أن “قوات الدعم السريع وصلت في انتشارها على الأرض إلى مدينة ودمدني وولاية الجزيرة وتحاول الوصول إلى النيل الأبيض وسنار وأسقطت بعض الحاميات في دارفور، لكن تظل هذه أنشطة قطاع طرق، حيث يقتلون المواطنين وينهبونهم ولكن لا توجد لهم سيطرة حقيقية أو حكومة أو إدارة لأنفسهم حتى”.

وأكدت سيد محمود أن “الجيش السوداني يقاتل بصمود وباستخدام سلاح الطيران على كافة الجبهات منها ولايات دارفور وكردفان والخرطوم وقد حرر أمدرمان ويعمل على تحرير بحري، ويقاتل في سنار وأجزاء من مدني، ويتحرك باستراتيجية عسكرية متكاملة تعتمد على تنوع القوات من جوية وبرية ومظلات وغير ذلك، لأن الجيش السوداني أحد أعظم جيوش العالم”.

الأوضاع الإنسانية في السودان

وختمت رئيسة الحزب الاتحادي الديمقراطي في السودان، إشراقة سيد محمود، حوارها الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys”، بالقول إن “هناك تحديات إنسانية كبيرة جدًا ومريعة تواجه السودان، حيث أن هناك أسرًا مشردة بلا مأوى ولا طعام ولا شراب، وهناك أسر تحاول الهروب من مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وهذا يدل بالطبع على أن المواطن يجد الأمن في مناطق سيطرة الجيش السوداني، وهذه الأزمة الإنسانية في السودان والأسر التي تواجه الموت تحتاج إلى حلول عاجلة جدًا، وإنقاذ عاجل عبر المنظمات الإنسانية التي تنسق مع الجيش السوداني”.

حرب السودان

ومنذ منتصف شهر نيسان/ أبريل 2023، تشهد السودان حربًا أهلية طرفاها الرئيسيان الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وأودت الحرب في السودان بحياة أكثر من 12190 شخصًا، وفق تقديرات منظمة “مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها” (أكليد)، وتسببت بنزوح أكثر من 5.4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1.5 مليون شخص نزحوا إلى دول مجاورة.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى