ماهي الطائرات التي ستحصل عليها الإمارات “بعد سنوات من الانتظار”؟ “بوليتكال كيز” تكشف التفاصيل
أفادت معلومات خاصة حصلت عليها «بوليتكال كيز | Political Keys» أن الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة تستعدان لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة طال انتظارها لشراء 18 طائرة بدون طيار من طراز “MQ-9B سي غارديان”، ويأتي هذا الاختراق بعد سنوات من التأخير والعقبات الدبلوماسية التي أعاقت الاتفاق.
ووفقًا للمعلومات، فإن جذور هذه الصفقة تعود إلى عام 2020 عندما أعطت وزارة الخارجية الضوء الأخضر لبيع 18 طائرة “MQ-9B سكاي غارديان” والتكنولوجيا المرتبطة بها إلى الإمارات العربية المتحدة، بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 3 مليارات دولار أمريكي.
وتابعت المعلومات، أن الصفقة واجهت عقبات وسط مخاوف تحيط باستخدام الإمارات لشبكة الجيل الخامس من هواوي، وقد دفعت هذه المخاوف إدارة بايدن إلى تعليق صفقة MQ-9 في عام 2021، إلى جانب شراء طائرات F-35 للدولة الخليجية.
ولكسر الجمود، سلط “ديفيد ألكسندر”، رئيس شركة جنرال أتوميكس لأنظمة الطيران (GA-ASI)، الضوء على هذا التقدم خلال معرض الأنظمة غير المأهولة، يومكس 2024، في أبو ظبي، وسلط ألكساندر الضوء على الفصل الناجح بين مشكلات شراء MQ-9 وF-35، وهي خطوة محورية نحو دفع الاتفاقية إلى الأمام، واعترف بأن المشكلات التي لم يتم حلها تسببت في تأخير كبير، لكن الحل الناجح مهد الطريق للمضي قدمًا في صفقة MQ-9.
وقد أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أيضًا التزامها بالمناقشات الجارية، مما يشير إلى استعدادها للمضي قدمًا في بيع MQ-9، ومع تأكيد فصل صفقات MQ-9 وF-35 الآن من قبل شركة “جونرال أوتوميكس”، فمن المتوقع جدًا أن تتمكن دولة الإمارات العربية المتحدة من شراء 18 طائرة “MQ-9B سي غارديان” خلال العام الحالي.
وقال رئيس شركة “جنرال أتوميكس” لأنظمة الطيران (GA-ASI): “سيتم إعادة تقديم خطاب طلب رسمي من دولة الإمارات العربية المتحدة خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر من الآن”، ويدل إحياء هذه الصفقة على انفراجة في المفاوضات الدبلوماسية ويفتح آفاقا للتنقيب على جبهات متعددة.
ما هي أهمية MQ-9 لدولة الإمارات العربية المتحدة؟
ومع تقدم الصفقة، تناول “ديفيد ألكساندر” المخاوف المتعلقة بتكنولوجيا الشبكات الصينية، وأوضح أن الطائرة MQ-9B تعمل حصرًا عبر الوصلات الفضائية، مؤكدًا أن وجود تكنولوجيا الشبكات الصينية لا يهدد أمنها.
ويهدف هذا التوضيح إلى تخفيف أي مخاوف محتملة ويؤكد على المرونة التكنولوجية للطائرة MQ-9B في سياق الاعتبارات الجيوسياسية المتطورة.
وفي العام الماضي، كشفت شركة “جنرال أتوميكس” عن خطط لدمج صواريخ مجموعة EDGE الإماراتية في منصة “MQ-9B سكاي غارديان”، مما يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز القدرات الدفاعية لدولة الإمارات العربية المتحدة وتعزيز استقلالها في المشتريات الدفاعية.
وتابعت المعلومات، أنه في حين دمج الذخائر الأجنبية في المنصات الأمريكية ليس أمرًا غير مسبوق، حيث تشمل الأمثلة استخدام صواريخ بيفواي وبريمستون من المملكة المتحدة على MQ-9، إلا أن المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة تبرزان باعتبارهما الدولتين الوحيدتين اللتين وافقت عليهما حكومة الولايات المتحدة لمثل هذا التكامل.
أما بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، يمثل هذا معلمًا هامًا في السعي لتحقيق الاستقلال الدفاعي، وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب، وتعزيز استراتيجيتها الدفاعية الشاملة.
وشدد “ديفيد ألكساندر” على أن هذه المبادرة ستكون المرة الأولى التي يتم فيها دمج الأسلحة المحلية من المنطقة في منصة أمريكية.، وقال إن هذا يدل على ثقة الحكومة الأمريكية في القدرات الإماراتية.
كما أن احتمالية وجود ذخائر مصنوعة في دولة الإمارات العربية المتحدة على منصة MQ-9 تحمل وعدًا خارج نطاق الإمارات، حيث من المحتمل أن توفر خيارات إمداد بديلة للدول القلقة من تبني الأسلحة الغربية.
ووفقًا لمراقبين، فإنه على الرغم من أن قدرة الإمارات العربية المتحدة على إنتاج الصواريخ قد تكون محدودة، إلا أن هذا قد يمثل حلاً قابلاً للتطبيق للدول التي لا تواجه تهديدات عسكرية فورية وتبحث عن بدائل للأسلحة الغربية، لا سيما في ضوء الاعتبارات الجيوسياسية مثل التنافس على الأسلحة مع مناطق مثل أوكرانيا.
وإذا وصلت صفقة MQ-9 إلى حيز التنفيذ، فستشرف شركة “جونرال أوتوميكس” على إنتاج المنصة في الولايات المتحدة، ومن المقرر أن يتم دمج الصواريخ واختبارها في الإمارات العربية المتحدة.
الطائرة الجديدة ستغير قواعد اللعب في الإمارات
ويرى الخبراء أن MQ-9B ستغير قواعد اللعبة بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ستعزز قدرات المراقبة والاستطلاع والقدرات الهجومية المحتملة، وبالتالي تعزيز الأمن الإقليمي.
وتؤكد هذه الخطوة أيضًا على الطلب المتزايد على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط، حيث تتوقع شركة “جنرال أتوميكس” اهتمامًا من الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
ومع تقدم صفقة MQ-9، فإنها تعد بإعادة تشكيل ديناميكيات الدفاع في المنطقة، مما يضع الإمارات العربية المتحدة كلاعب حاسم في الأنظمة الجوية بدون طيار والقدرات الدفاعية المحلية.
وختمت المعلومات، أنه في الأشهر الأخيرة، خضعت الطائرة بدون طيار MQ-9B للتدقيق بحثًا عن نقاط ضعفها عند العمل في ساحة المعركة الحديثة، وقد تم تسليط الضوء على هذا القلق من خلال الحوادث التي نجح فيها الخصوم في إسقاط الطائرة بدون طيار، مما أدى إلى إعادة تقييم فعاليتها ومرونتها في البيئات المتنازع عليها.