تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها خيارات للانتقام من الهجمات المتصاعدة في البحر من قبل “الحوثيين” في الوقت الذي يعملون فيه لتحقيق التوازن بين تصميمهم على ردع المزيد من “الاعتداءات” وخطر إشعال حرب أوسع في الشرق الأوسط.
وكان الحوثيون، شنوا أكبر هجوم صاروخي وطائرات بدون طيار حتى الآن على سفن في البحر الأحمر يوم الثلاثاء، مما شكل تحديًا للقوات الأمريكية والبريطانية التي تقوم بدوريات في الممر المائي الحيوي.
إسقاط 18 طائرة بدون طيار و3 صواريخ مضادة للسفن
وقال الجيش الأمريكي إن الطائرات والسفن الحربية الأمريكية والبريطانية أسقطت 18 طائرة بدون طيار وثلاثة صواريخ مضادة للسفن.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار في السفن التجارية خلال الهجوم “المعقد” يوم الثلاثاء. وكان هذا هو الهجوم السادس والعشرون للحوثيين على السفن منذ تشرين الثاني/ 19 نوفمبر، وفقًا للقيادة المركزية المسؤولة عن الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط وأجزاء من آسيا.
وقالت المملكة المتحدة إن الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية استهدفت السفن الحربية والسفن التجارية.
وقد سلط الحادث الضوء على فشل الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها حتى الآن في ردع الهجمات التي يشنها الحوثيون، والذين أطلقوا صواريخ على الحاويات والسفن العسكرية بشكل شبه يومي خلال الشهرين الماضيين.
وقد أفادت وكالة “بلومبرج نيوز” أن البيت الأبيض يدرس شن ضربات عسكرية على أهداف الحوثيين في اليمن، على الرغم من خطر التصعيد الإقليمي.
من جانبه، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن للصحفيين يوم الأربعاء خلال توقفه في البحرين: “لقد كنا واضحين مع أكثر من 20 دولة أخرى أنه إذا استمر هذا الأمر، كما حدث بالأمس، فستكون هناك عواقب”.
وأضاف: “هذا يمثل تهديدًا واضحًا لمصالح الدول في جميع أنحاء العالم، ومن المهم أن يجتمع المجتمع الدولي للرد”.
وتابع: “لقد أوضحنا، كما أوضحت العديد من الدول الأخرى، أنه ستكون هناك عواقب لأفعال الحوثيين… لقد حاولنا مرارًا وتكرارًا أن نوضح لإيران، كما فعلت دول أخرى أيضًا، أن الدعم الذي يقدمونه للحوثيين، بما في ذلك هذه الأعمال، يجب أن يتوقف… وليس من مصلحتهم رؤية الصراع يتصاعد، ولسنا الوحيدين الذين أرسلوا هذه الرسالة إلى إيران”.
بريطانيا تدعو لتركيز الهجمات في البحر وليس داخل اليمن
ومع ذلك، كان موقف بريطانيا في المحادثات مع الولايات المتحدة هو أن الهجمات يجب أن تركز على العمليات في البحر وليس في اليمن بسبب مخاطر التصعيد، وفقًا لمسؤول بريطاني مطلع على المحادثات.
مقذوفات جوية حوثية قبالة ساحل الحديدة
وقالت شركة أمبري أناليتيكس، وهي شركة لإدارة المخاطر البحرية، إنها تلقت معلومات تفيد بأن “مقذوفات جوية” شوهدت على بعد حوالي 50 ميلًا (80 كيلومترًا) قبالة ساحل الحديدة، بالقرب من مضيق باب المندب في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر. وقد “قامت تسع سفن تجارية بتعديل مسارها وقت الهجوم”.
وأجبرت الهجمات العديد من شركات الشحن على إعادة توجيه سفنها بعيدًا عن البحر الأحمر – الذي يرتبط بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس – وإرسالها في طريق أطول بكثير حول جنوب إفريقيا، وقد أدى ذلك، وفق مراقبين، إلى اضطراب سلاسل التوريد ورفع تكاليف الشحن، مما قد يتسرب إلى الاقتصاد العالمي ويعزز التضخم.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، انخفض عدد عمليات العبور عبر قناة السويس إلى أدنى مستوياته منذ أن أغلقتها سفينة حاويات عالقة في عام 2021، وفقًا لشركة إنشكيب لخدمات الشحن.
وبينما ظلت أسعار النفط مستقرة نسبيًا، حيث تم تداول خام برنت دون 80 دولارًا للبرميل، إلا أن المتداولين يشعرون بالقلق بشأن فترة طويلة من الهجمات.