روسيا تخطط لإحلال نصف مليون كوري شمالي محل عمال البناء المسلمين… و”بوليتكال كيز” تكشف التفاصيل
حصلت “بوليتكال كيز | Political keys” على معلومات خاصة تفيد أنه وسط التنازلات المقدمة لكوريا الشمالية والاعتبارات الأمنية العرقية الجديدة التي وضعها جهاز الأمن الفيدرالي، تستعد موسكو سرًا لجلب 500 ألف عامل كوري شمالي. وتعمل الحكومة الروسية خلف الكواليس لجلب 500 ألف كوري شمالي للعمل في قطاع البناء الإقليمي، والذي يتعرض لضغوط كبيرة.
وبحسب المعلومات فإنه تم تشجيع السلطات المحلية وشركات البناء الكبرى خلال الشهر الماضي على نقل احتياجاتها من العمالة إلى منسقي المشروع، ومعظم هؤلاء المنسقين ليس لديهم تفويض رسمي ولكنهم يعملون نيابة عن مارات خوسولين، نائب رئيس الوزراء المسؤول عن البناء والتنمية الإقليمية، والذي يقف بالفعل وراء مشروع كبير آخر لاستيراد العمالة الكورية الشمالية لإعادة بناء الأجزاء المحتلة من أوكرانيا.
العلاقة الدبلوماسية والأمنية
وأوضحت المعلومات الخاصة أنه إلى جانب الاعتبارات الاقتصادية، كان تقارب المصالح بين احتياجات الكرملين الدبلوماسية والمخاوف الجديدة لجهاز أمن الدولة التابع لجهاز الأمن الفيدرالي هو الذي دفع باتجاه المشروع.
وكما ذكرت وكالة الاستخبارات على الإنترنت، فإن جهاز الأمن الروسي يشعر بالقلق أكثر من أي وقت مضى بشأن ما يعتبره اندماجًا غير مرضٍ للسكان المسلمين، وخاصة المهاجرين من آسيا الوسطى، وغالبيتهم من الطاجيك.
وقد دفع هذا القلق وزارة الداخلية في عهد فلاديمير كولوكولتسيف إلى شن مداهمات على أماكن معيشة المهاجرين في الأشهر الأخيرة، ودفع إدارة أنطون فاينو الرئاسية إلى النظر في اتخاذ تدابير لتحسين معدل التجنيد العسكري لهذه الشرائح من السكان. وفقًا للمعلومات.
كما حذر رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، البطريرك كيريل من موسكو، في نهاية كانون الأول/ ديسمبر، من أن البلاد تخاطر “بخسارة نفسها” إذا فشلت في دمج المهاجرين من “الثقافات الأخرى”.
وشهدت منصة Pikabu عبر الإنترنت (المعادل الروسي لـ Reddit) نقاشًا ساخنًا بشكل متزايد حول هذه القضايا في الأسابيع الأخيرة، وتعود ملكية الموقع منذ نهاية عام 2022 إلى عضو في البرلمان موالي للنظام الروسي، وأصبح منذ ذلك الحين نافذة على مشاريع الكرملين السياسية.
وأكدت المعلومات أنّ خطة خوسولين تتمثل في التعامل مع التوترات العرقية والدينية التي حددها الكرملين “عند المنبع”، ويتضمن ذلك استبدال المهاجرين المسلمين الذين يصلون إلى روسيا ويحصلون على عمل لأنفسهم من خلال مجتمعهم بفرق عمل من الكوريين الشماليين.
وتفتخر بيونغ يانغ بالانضباط الشيوعي للعمال، الذين سيتم إسكانهم وإدارتهم من قبل كبار العمال الكوريين الشماليين، بالشراكة مع صاحب العمل المحلي.
المشروع في مرحلة مبكرة
ولا يزال المشروع في مرحلة مبكرة ويظل محاطًا بالسرية، ويعتمد مستقبله على مدى تقدم المحادثات بين موسكو وبيونج يانج بشأن العديد من القضايا التي تقرب البلدين من بعضهما البعض. علاوة على ذلك، فإن الاستخدام الأجنبي للعمالة الكورية الشمالية يخضع لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منذ عام 2017.
ولمزيد من حرية التصرف، يتم تنظيم المشروع من خلال نقابات أصحاب العمل في مختلف القطاعات، مثل رابطة التجارة Mosoblastroykompleks في منطقة موسكو، أو من خلال وزارات البناء والبنية التحتية الإقليمية،و تعمل هذه بمثابة حاجز بين مساعدي خوسولين، الذين سيشرفون على المشروع، وشركات البناء التي تحتاج إلى العمالة.