السودانسياسة

خاص | للحديث عن اللقاء بين البرهان وحميدتي ومناقشة آخر التطورات السياسية والميدانية في السودان… بوليتكال كيز تجري حوارًا خاصًّا مع الخبير في الشأن الإفريقي محمد تروشين

أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الأحد 24 كانون الأول/ ديسمبر، حوارًا خاصًّا مع الباحث السياسي والخبير في الشأن الإفريقي محمد تروشين، للحديث عن اللقاء المحتمل بين قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ومناقشة آخر التطورات السياسية والميدانية في السودان.

إمكانية اللقاء بين البرهان وحميدتي

وكانت مصادر خاصة قد أكدت لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، الجمعة 22 كانون الأول/ ديسمبر، أن “البرهان أرسل خطابًا إلى منظمة إيغاد لمقابلة حميدتي، واشترط البرهان لقاء حميدتي بصفته رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، بالإضافة إلى انسحاب قوات الدعم السريع من منازل المدنيين والمؤسسات السيادية في البلاد ووقف إطلاق النار”.

وقال محمد تروشين إنه “لا يتوقع أن يحدث هذا اللقاء بين البرهان وحميدتي، نظرًا لشروطه صعبة التحقيق، حيث لا تعترف قوات الدعم السريع بعبد الفتاح البرهان رئيسًا لمجلس السيادة وإنما قائدًا عامًّا للجيش فقط، كما أنها لن تسحب عناصرها من نقاط استولت عليها بالفعل ولن تتخلى عن انتصارها الكبير بعد أن سيطرت على مساحات واسعة من أراضي السودان”.

وأضاف الخبير في الشأن الإفريقي أنه “قبل اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 نيسان/ أبريل، كانت الظروف أفضل حالًا والشروط التي يتم طرحها من قبل الطرفين للقاء البرهان وحميدتي أسهل وأيسر، لكن بعد اندلاع الحرب تغيرت المعادلات والحلفاء وكل شيء تقريبًا، لذا لا يُتوقع انعقاد لقاء بينهما على الرغم من أن بعض الشرائح تظن أن ذلك ممكن”.

وتابع: “لا أعتقد أن البرهان سيتنازل عن صفته رئيسًا لمجلس السيادة لمقابلة حميدتي بأي حال من ابأحوال، لأنه حصل على هذه الصفة بموجب الوثيقة الدستورية، وهي الشرعية التي كان يبحث عنها منذ الوهلة الأولى، وتنازله عنها يعني عودة المشهد إلى نقطة الصفر كما سيشكل تهديدًا حقيقيًّا لمصالحه ونفوذه ورغبته في الاستمرار كحاكم للسودان”.

هل يمكن للقاء بين البرهان وحميدتي أن ينهي الحرب؟

وفيما إذا كان اللقاء بين البرهان وحميدتي سينهي الصراع الدائر في السودان، قال الباحث السياسي محمد تروشين إن “كل طرف يسعى إلى الحصول على أكبر قدر من الشرعية، ولضمان ذلك يسعى للسيطرة على أكبر قدر ممكن من المساحات، ما يؤدي بالتالي لاتساع رقعة الحرب، ووفقًا للشروط المطروحة من الطرفين فإن أي لقاء لن ينهي الحرب وأي تسوية لن تعالج جذور الأزمة ولن تفرض التنحي على أي طرف، وخصوصًا مع إيمان الطرفين أن الحصول على أكبر قدر ممكن من التقدم في الميدان يعني قوة أكبر على طاولة المفاوضات”.

موقف الولايات المتحدة من السودان

وأشار تروشين إلى ترحيب الخارجية الأمريكية بلقاء يجمع بين البرهان وحميدتي على أنه “ترحيب لا يقدم ولا يؤخر وجاء في إطار محاولات كل المؤسسات إنهاء الأزمة في السودان”، مؤكدًا أن “كلا الطرفين، الجيش والدعم السريع، لديه داعمون دوليون وحلفاء وشركاء لا يمكن أن يقدم على خطوة دون التشاور معهم وأخذ موافقتهم”، لافتًا إلى أن “الظروف لا تدعو للتفاؤل”.

وأوضح تروشين أن “الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى تحقيق مصالحها الذاتية في السودان، والتي تتمثل في إعادة تشكيل الجيش السوداني على أنقاض الجيش الحالي والدعم السريع، وذلك لن يتحقق في القريب العاجل، وبالتالي فإن القتال مستمر إلى حين إنهاك العمود الفقري للطرفين”.

دور القوى السياسية المحلية في حل أزمة السودان

ولفت تروشين إلى أنه “بالرغم من اتهامات البرهان لبعض القوى السياسية في السودان بمساعدة قوات الدعم السريع، إلا أن القوى السياسية بما فيها قوى الحرية والتغيير لا يمكن تغييبها بما لديها من برامج سياسية”، مشددًا على أن “المخرج الحقيقي للأزمة السودانية هو توافق القوى السياسية، بما فيها المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير والكتلة الديمقراطية ومجموعة التغيير الجذري وسودان المستقبل وسائر المجموعات السياسية”.

ونوه تروشين أن “الجيش السوداني على مر التاريخ كان يتم توظيفه من قبل القوى السياسية، وقد آن الأوان حاليا أن لا نسمح للجيش أن يؤسس لمرحلة جديدة مرتبطة باستنساخ نموذج آخر فيه الجيش هو الذي يسيطر ويدير ويحدد ملامح المشهد السياسي، لأن هذه ستكون كارثة، ويجب لحل الأزمة أن تكون هناك مفاوضات جادة برعاية سودانية – سودانية، في إطار مؤتمر جامع يضم كل القوى السياسية السودانية، للتوافق على مشروع يتمثل على الأقل في كيفية إدارة المرحلة الانتقالية، واتفاق سلام بين الجيش والدعم السريع يفرض مبدأ التنحي على جميع القيادات الحالية من الطرفين، ومحاسبة المتورطين في جرائم حرب، ومن ثم إجراء انتخابات برلمانية تخرج مجلسًا قويًّا يضبط المشهد، تليها انتخابات إقليمية ورئاسية”.

وختم الباحث السياسي والخبير في الشأن الإفريقي محمد تروشين، حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إنه “إذا أخذت الأطراف الفاعلة في السودان حاليا بهذه الرؤية فمن الممكن الوصول إلى بر الأمان، أما إذا فشلت في ذلك فإن الحرب ستستمر لفترات طويلة، وإذا انتصر الجيش في هذه الحرب فسنواجه تحديات تتمثل في ديمقراطية الدولة وقوميتها، وإذا انتصرت الدعم السريع فسنواجه تحديات تتمثل في بقاء الدولة أساسًا”.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى