أكد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان، النبأ الذي نشره الصحافي بن كسبيت في صحيفة “معاريف” العبرية، أمس الثلاثاء 28 تشرين الثاني/ نوفمبر، ومفاده أن جهاز المخابرات العامة (الشاباك) عرض على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ست مخططات لاغتيال رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار وغيره من قادة الحركة في الفترة ما بين 2011 و2023، ولكن نتنياهو رفض المصادقة على أي منها.
ديوان نتنياهو يرفض هذه الأنباء
ومع أن ديوان نتنياهو نفى هذه الأنباء، فإن ليبرمان، الذي كان قد استقال من حكومة نتنياهو سنة 2018 لأنه رفض خطة للتخلص من حكم حماس في قطاع غزة، أكد ما نشره بن كسبيت وقال إنه “صحيح مائة في المائة”، وأن نفي نتنياهو غير صحيح. وأضاف: “أنا لا أقول هذا من باب التقديرات بل من معرفة تامة بالحقائق”.
ونشرت الصحيفة تقريرًا أعده المعلق السياسي الرئيسي فيها، بن كسبيت، يقول فيه إن نتنياهو رفض الموافقة على المخططات الستة التي قدمها “الشاباك” تحت قيادة كل رؤسائه في السنوات الأخيرة وهم: يورام كوهين ونداف أرغمان ورونين بار.
ويضيف أنه استنادًا إلى شهادات عدد كبير من كبار المسؤولين الذين شغلوا مواقع مهمة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن مخططات تصفية السنوار شملت تفاصيل دقيقة وشاملة، وضمن ذلك تصورات لتداعيات عملية الاغتيال.
وأكد أن مخططات الاغتيال استندت إلى حقيقة أن السنوار لم يكن يتصرف بوصفه مطلوبًا، إنما كان يحرص على مزاولة أعماله بشكل علني، ولا يعيش في أماكن سرية أو ملاجئ، مثلما يفعل زعيم “حزب الله” حسن نصر الله منذ حرب 2006 في لبنان.
طوفان الأقصى تسمية قديمة!
وأشار “كسبيت” إلى أن الخطة التي قدمها رئيس الشاباك الحالي رونين بار بشأن اغتيال السنوار كانت الأكثر تفصيلاً، إذ هدفت إلى تصفية كل قيادة حركة “حماس” في قطاع غزة، وقد بنيت على متابعة نشاطات حماس وخططها لاجتياح البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة.
وأضاف أنه قد ضاعفت حماس عدد مقاتلي وحدتها المختارة “النخبة”، فقط خلال السنة الماضية، والتي تحدث عنها السنوار بأنها يجب أن تكون مثل الطوفان على إسرائيل، ولذلك ليس صدفة أن “حماس” أطلقت على ما قامت به يوم 7 أكتوبر، الماضي اسم عملية “طوفان الأقصى”.
كوهين: “يجب قطع رؤوس حماس”
ويذكر أن رئيس “الشاباك” الأسبق، كوهين، كان قد سبق وأقر قبل شهر، في مقابلة مع برنامج “قابل الصحافة” في قناة 12 الإسرائيلية، بأنه تم تقديم مخططات لنتنياهو لـ”قطع رؤوس قادة حركة (حماس)”، من منطلق أن “مخاطر” هذا التنظيم على إسرائيل كبيرة، لكنه رفض المصادقة عليها.
تجدر الإشارة إلى أن “بن كسبيت” هو واحد من الصحافيين البارزين في إسرائيل الذين يتهمون نتنياهو بأنه عمل بشكل منهجي على تقوية “حماس”، لغرض تشجيعها على تعميق الانقسام الفلسطيني، وبالتوازي عمل على إضعاف السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، فقد اعتُبرت حماس كنزًا عند نتنياهو، تساعده على إفشال مشروع الدولتين.
وقال في مقاله الجديد إن أول خدمة قدمها نتنياهو إلى “حماس” كانت بصفقة تبادل الأسرى التي أطلق خلالها الجندي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم يحيى السنوار.
ومنذ أن قطعت السلطة الفلسطينية الميزانيات عن حكومة “حماس”، تسمح إسرائيل للأخيرة بالحصول على تعويض، وذلك بدفعات شهرية تقدمها قطر، بلغت حتى الآن مئات ملايين الدولارات.