محمود حكميان يكتب في “بوليتكال كيز”: إسقاط النظام الإيراني سيصبح الأمر الواقع الذي لا مناص منه
يحاول النظام الإيراني وعبر طرق وأساليب مختلفة، السعي من أجل الإيحاء ببراءته من الجرائم والمجازر التي ارتکبها بحق المنتفضين من أبناء الشعب الإيراني، ولاسيما بعد أن صار العالم على درجة کبيرة من الاطلاع على الأوضاع الجارية في إيران على إثر الانتفاضة المندلعة ضد النظام منذ 16 سبتمبر 2022، خصوصًا وأن وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، قد تمکنت من نقل معلومات موثقة ودقيقة عن الانتفاضة والأمور المتباينة بشأنها ولاسيما فيما يتعلق بالجرائم والمجازر والانتهاکات التي قام بها النظام بهذا الخصوص ضد أبناء الشعب المنتفض بوجهه.
إنّ النهج الذي اعتمد عليه النظام الإيراني منذ تأسيسه، ألحق ويلحق أضرارًا جسيمة ليس بالشعب الايراني فقط فحسب، وإنما بشعوب المنطقة والعالم أيضًا، خصوصًا بعد أن صار هذا النظام بٶرة وقاعدة رئيسية من أجل تصدير التطرف والإرهاب.
“إنّ النهج الذي اعتمد عليه النظام الإيراني منذ تأسيسه، قد کان أحد الأسباب والعوامل الرئيسية التي مهدت لاندلاع الانتفاضات الإيرانية والعراقية واللبنانية والتي تٶکد في خطها العام بأن هذا النظام معاد لجميع الشعوب وللإنسانية برمتها”. محمود حكميان – عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
إن هذا النهج قد کان أحد الأسباب والعوامل الرئيسية التي مهدت لاندلاع الانتفاضات الإيرانية والعراقية واللبنانية والتي تٶکد في خطها العام بأن هذا النظام معاد لجميع الشعوب وللإنسانية برمتها، ومن هنا فإن الشعب الإيراني الذي يناضل من خلال انتفاضته الحالية من أجل إسقاط هذا النظام، فإن شعوب المنطقة بصورة خاصة وشعوب العالم بصورة عامة، يرحبون أيما ترحيب بسقوط هذا النظام وحدوث التغيير الجذري في إيران والذي هو بمثابة مفتاح حل کافة المشاکل المستعصية في إيران ومنطقة الشرق الأوسط.
كما أنّ الأحداث والتطورات الجارية في المنطقة وبشکل خاص بعد تصاعد مد الرفض الشعبي ضد دور ونفوذ النظام الايراني في العراق ولبنان واليمن وسوريا، تدل وتشير جميعها دونما استثناء الى أن هذا النظام يعتبر القاسم المشترك فيما بينها وإنه شکّل ويشکل الخطر والتهديد الاکبر على إيران والمنطقة برمتها، إضافة إلى تهديده للامن والاستقرار والسلام العالمي من خلال إصراره على التمسك بنهجه العدواني، ولاريب فإنه ليس الأوضاع والتطورات الحالية وإنما حتى لو قمنا بمراجعة مجريات الأمور والأوضاع في إيران والمنطقة والعالم لوجدنا أن النظام الإيراني يقوم بأداء أسوأ دور وحتى إنه الأخطر على المنطقة والعالم، وإن “مجاهدي خلق” عندما جعلت شعارها المرکزي إسقاط هذا النظام، فإنها لم تفعل ذلك لأسباب طارئة أو انفعالية وإنما بعد أن قامت بمراجعة دقيقة لما جرى ويجري من الأمور والأحداث منذ أن قام هذا النظام بمصادرة الثورة الإيرانية من أصحابها الحقيقيين فإنها رأت عدم إمکانية إحداث أي تغيير إيجابي في الأوضاع في إيران والمنطقة والعالم مع بقاء واستمرار هذا النظام بل إن إسقاطه ونهايته هو شرط أساسي کفيل بمعالجة وإنهاء الاوضاع السلبية في إيران والمنطقة.
“إسقاط النظام الإيراني، هو بمثابة الأمر الواقع الذي يفرض نفسه على العالم کله ولامناص منه إطلاقًا!”. محمود حكميان – عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
والملاحظة المهمة هنا، هو أن التأکيد على مسألة إسقاط النظام الإيراني، ليس بمثابة خيار عرضي أو مجرد احتمال أو فرضية ما يمکن أن يکون هناك في مقابل ذلك خيارات أو احتمالات أو فرضيات أخرى بديلة، ذلك أن بقاء هذا النظام يعني بقاء نهج مشبوه لايمکن أبدًا تغييره من خلال الأساليب الدولية المتبعة على مدار الـ44 عامًا المنصرمة والتي أثبتت جميعها فشلها التام، مما يعني بأن إسقاط النظام الإيراني، هو بمثابة الأمر الواقع الذي يفرض نفسه على العالم کله ولا مناص منه إطلاقًا!