المفتاح الاستخباراتي

خاص | بوليتكال كيز تكشف النقاب عن أحد أهم مراكز تصنيع المخدرات التي يديرها “حز.ب الله” في سوريا

كشفت مصادر خاصة لـ بوليتكال كيز أن ميليشيا حزب الله اللبناني تمكنت من تحويل ‘‘حي العباسية’’ إلى بؤرة لتصنيع وتوزيع حبوب المخدرات (الكبتاغون) مستغلة بالدرجة الأولى ولاء أبناء الحي المطلق له، وهم بمعظمهم يتبعون المذهب الشيعي.

وأضاف المصدر أن تردي الأوضاع المعيشية، ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، الأمر الذي دفع بأبناء الحي للتعطش لجمع ثروات مالية دون أي جهد يذكر من خلال عملية تصنيع وتوزيع المخدرات والحشيش التي تصل موادها الأولية بحماية خالصة من ميليشيا الحزب.

حي العباسية عاصمة لإنتاج الكابتاغون بإدارة “حزب الله”

ووفقاً للمعلومات الخاصة لـ “بوليتيكال” فإن حي العباسية يتواجد بداخله معملين اثنين مخصصين لعملية إنتاج حبوب الكبتاغون، ومستودعات لتخزين المنتجات منها، قبل أن تبدأ عملية التوزيع نحو معظم المحافظات السورية، مستغلين تموضع محافظة حمص وسط سوريا ما جعل منها نقطة توزيع استراتيجية لباقي المحافظات.

وتابعت المصادر الخاصة، أن “عاصم حمدون” لمع اسمه خلال العامين الماضيين بعدما تمكن من إدارة مصالح ميليشيا الحزب داخل حي العباسية والذي تربطه بذات الوقت علاقات وثيقة مع رئيس فرع المخابرات الجوية لدى حكومة النظام السوري العميد شفيق صارم.

وهذا ضمن للحمدون عدم دخول أي دوريات أمنية لحي العباسية متيحًا له العمل بمجال المخدرات دون أي حسب أو رقيب، وذلك مقابل حصوله على نسبة من عمليات البيع التي تجري بشكل خاص لمحافظات الساحل السوري المتمثلة باللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس.

وأعدت “بوليتكال كيز / Political keys” خريطة توضح مواقع مصانع الكابتاغون التي يديرها “حزب الله” في حي العباسية شرقي مدينة حمص:

 

 


تزايد الطلب على المخدرات

ووفقًا للمصادر الخاصة من حي العباسية، فإن الطلب المتزايد على الحبوب المخدرة التي تصنع داخل الحي ومادة الحشيش التي يتم جلبها من الأراضي اللبنانية دفعت برجل حزب الله الأول في مدينة القصير جنوب مدينة حمص (الحاج دخل الله أبا العباس) لافتتاح معمل أخر مطلع العام الحالي أسندت إدارته للمدعو حسن الحسن لتغطية متطلبات السوق المحلية.

وذلك من خلال انتاج حبوب من الدرجة الثانية تعرف بين أبناء المدينة بحبوب “الجالاكسي” وهي مخصصة للبيع ضمن أرياف مدينة حمص بينما يتم توزيع حبوب “الكريما” التي ينتجها معمل الحمدون لباقي المحافظات بسعر أعلى.

وأشارت المصادر إلى أن ميليشيا حزب الله دعمت على المستوى العسكري واللوجستي والمالي مجموعة من الشبان ضمن قرية الحازمية -شمال شرق مدينة حمص بنحو 7كم- تحت قيادة المدعو “جعفر جعفر” والذي أسندت إليه في فترة لاحقة عملية نقل وتوزيع المخدرات على تجار الريفين الغربي والشمالي لمدينة حمص بالإضافة لنقل شحنات المخدرات إلى محافظات الساحل السوري تحت حماية من قبل ضابط المخابرات الجوية المقدم علي إسماعيل المفوض من قبل رئيس الفرع شفيق صارم.

ووفقًا لمصادر محلية من داخل حي العباسية فإن انتشار الحبوب المخدرة بداخل (هذا الكانتون) وسط غياب أي دور للجهات الأمنية التابعة لنظام الأسد جعلت من أبناء الحي أشبه ما يكونون بالمتمردين على القانون من جهة وعلى بعضهم البعض من جهة أخرى.

و يشهد الحي بين الحين والأخر اشتباكات مسلحة بين تجار المخدرات والمسؤولين عن عمليات البيع المدعومين من الحزب تارة، وبين التجار فيما بينهم إثر خلافات على مناطق التوزيع التي تم تقاسمها فيما بينهم تارة أخرى، ما يسفر عن وقوع قتلى وجرحى فيما بينهم وكل هذا بعيدًا عن عدسات الإعلام.


انتشار المخدرات يهدد الأجيال

وأكدت المصادر، أن انتشار المخدرات ضمن الحي يهدد بإبادة جيل كامل ممن بدأوا بالتعاطي على مرآى من الجميع لا سيما فئة الشباب والأطفال وحتى الفتيات منهم، الأمر الذي ستكون له نتائج كارثية على المجتمع المدني الذي تم إغراقه بسموم حزب الله الذي يعتمد على المخدرات كعصب رئيسي لتغذيته على الصعيد المالي “بحسب تعبيرهم”.

هذا وتعتمد ميليشيا حزب الله اللبناني على مجموعات مسلحة من المتطوعين في صفوفها ممن تمّ توطينهم داخل قرى مدينة القصير التي يسيطر عليها الحزب بالكامل منذ عام 2013 بعدما نجح بتهجير سكانها الأصليين بعملية نقل الحشيش والمواد الأولية لحبوب الكبتاغون إلى المركز الرئيسي (حي العباسية قبل أن تبدأ علمية التصنيع والتوزيع).

خط توزيع المخدرات

وذلك من خلال التحرك ضمن خطّ بياني مؤلف من عدّة قرى جنوب مدينة حمص تبدأ بمدينة القصير مرورًا بقرى الضبعة والمسعودية ومن ثم البويضة الشرقية وآبل قبل عبور تحويلة حمص دمشق للدخول إلى مدينة حمص عبر بوابة النقيرة وكفرعايا ومنها إلى وداي الذهب وصولًا إلى حي الزهراء منها إلى المركز الرئيسي حي العباسية.

ووفقًا للمعلومات الخاصة التي تم رصدها من قبل مراسلنا في حمص، فإن تجار ومروجي المخدرات يقومون ببيع حبة الكبتاغون الواحدة ضمن السوق المحلية بمبلغ 2500-4000 ليرة سورية، بينما يتم بيع كفّ الحشيش الذي يبلغ وزنه 350غ بسعر 300 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 20 دولار أمريكي.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى