تنسيق سري بين النظام السوري وإسرائيل حول الغارات الإسرائيلية في سوريا… وبوليتكال كيز تكشف تفاصيل حصرية
أفاد مراسل «بوليتكال كيز | Political Keys» في العاصمة السورية دمشق، مساء أمس الخميس، أنّ “الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري أخلت مقرًا عسكريًا لها يُستخدم كمقر، ويضم مستودعًا للصواريخ وأسلحةً متطورة، قرب مدينة السيدة زينب جنوب دمشق، في تمام الساعة 9 من مساء أمس الأربعاء 8 تشرين الثاني/ نوفمبر.
ونقل مراسلنا عن مصدر مطلع أن “المقر يقوم عليه ضباط سوريون، بالإضافة لوجود قياديين من حزب الله، و يشرفون عليه بالتنسيق مع ضباط الفرقة الرابعة، ويضم المقر أكثر من 22 عنصرًا” مشيرا إلى أنه تم إخلاء الصواريخ والأسلحة المتطورة ونقلها باتجاه المستودعات داخل جبل قاسيون.
وأكمل المصدر الخاص أنّ الإخلاء ونقل المعدات جاء بعد ورود أنباء عن نية الطيران الإسرائيلي استهدف المنطقة خلال الفترة القادمة.
وبعد مرور أقل من ساعتين على ورود المعلومات لبوليتكال كيز عن إخلاء المقر المذكور استهدف الطيران الإسرائيلي عدة مواقع لقوات النظام في سوريا ضمنها مقر يبعد أفل من 1 كيلومتر عن المقر الذي تم إخلاؤه.
وأعدت «بوليتكال كيز | Political Keys» خريطة توضح الموقع الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية قرب “السيدة زينب” إضافة للموقع الذي تم إخلاؤه:
وبحسب المصدر، فإنّ الطيران شن عدة غارات في الساعة 11 أي بعد ساعتين من عملية نقل الصواريخ والمعدات، والاستهداف جاء لموقع للحرس الثوري يستخدم كمستودع تحت الأرض ويضم منظومة رادار مطور، وتم تدمير الرادار وتضرر جزء من المستودع نتيجة القصف بصواريخ ارتجاجية.
وأدى القصف وفقا للمصدر لمقتل 3 عناصر من قوات الحرس الثوري يحملون الجنسية الإيرانية بينهم عنصر يعمل في مجال المراقبة وعمليات التتبع (يدعى عباس حسين) كما أصيب 6 آخرون بجروح بينهم القيادي المسؤول عن المستودع والذي يدعى (حاج عصمت) ويحمل الجنسية الإيرانية
وقد حصلت «بوليتكال كيز | Political Keys» على صورة حصرية لمدخل مدينة عقربا الذي يبعد حوالي 200م عن مكان الاستهداف:
وقد شهدت المنطقة استنفارًا كبيرًا لقوات النظام و الميليشيات الإيرانية وخاصة في منطقة السيدة زينب مع حركة مكثفة لسيارات الإسعاف على طريق المطار بشكل غير مسبوق واستمرت حتى الساعة 1 ليلًا، كما شهد مطار دمشق الدولي إطفاء للأضواء بشكل كامل مع إيقاف أجهزة الرصد والمتابعة والتشويش لعدة ساعات متواصلة.
وأكمل المصدر، أنه قبيل القصف الإسرائيلي بـ 20 دقيقة غادر عدد من القادة البارزين في الميليشيات الإيرانية، من الحرس الثوري وحزب الله، مدينة السيدة زينب بشكل مفاجئ.
ووفق لمصادر أخرى تحدثت إليها بوليتكال كيز، فإن الطيران الإسرائيلي استهدف أيضًا موقعين عسكريين في “تل قليب و تل المسبح” في محافظة السويداء حيث يضمان منظومة دفاع جوي وإنذار مبكر وتم تدمير المنظومتين نتيحة القصف واندلع حريق كبير بالمكان.
وخلف القصف على الموقع في السويداء مقتل 4 إيرانيين، بينهم خبير عسكري وإصابة 6 من الحرس الثوري وقوات النظام السوري، ومن بين الجرحى خبراء أيضًا، وتم نقلهم فجر اليوم الخميس إلى العاصمة الإيرانية طهران للعلاج.
ضربات معدة مسبقًا ومدروسة ومنضبطة
وفي تصريح خاص لـ «بوليتكال كيز | Political Keys»، قال العميد أحمد حمادة: إنّ المنطقة التي تم قصفها -منطقة عقربا حتى السيدة زينب- وهي منطقة تسيطر عليها إيران ويوجد فيها مطار حوامات عقربا “اللواء 59” قوى جوية، وتستخدمه إيران لخدمة الطائرات المسيرة، ضمن مشروع تطويق دمشق بالميليشيات، ويبعد عن دمشق أقل من 10 Km قرب بلدة المليحة.
إنّ ترامب كشف المستور بأن إيران تستأذن لقصف بعض المواقع الأمريكية للحفاظ على ماء الوجه والبقاء على بروبوغاندا المعاداة لأمريكا وإسرائيل ضمن مايسمى حلف المقاومة والممانعة العميد أحمد حمادة
وأكمل العميد، أنّ “سحب السلاح من مواقع ثم استهدافها بعد ذلك، يدل بأن معلومات موثوقة قد وصلت للنظام السوري بأن المقر أو المستودعات سيتم استهدافها، و هذا يعني بأن هناك تبادل للمعلومات بهذا الشأن بين الروس وإسرائيل وبالتالي إبلاغ النظام و الميليشيات بذلك لتفادي الخسائر الكبيرة، كما سبق عندما شن ترامب هجوم صاروخي على مطار الشعيرات بعد ضرب غاز السارين على خان شيخون”.
هل هناك تنسيق بين النظام وإسرائيل قبل القصف؟
ولدى سؤال «بوليتكال كيز | Political Keys» العميد، هل هناك تنسيق مباشر بين النظام وإسرائيل بشكل مباشر أو بوساطة روسية مثلًا، أجاب العميد، نعم أتوقع ذلك فكل القصف الذي تقوم به إسرائيل لا نرى له تدميرًا واسعًا يؤثر على هذه القوى كما أننا لا نرى عدد قتلى يناسب هذا القصف.
وأضاف العميد حمادة، “إنّ ترامب كشف المستور بأن إيران تستأذن لقصف بعض المواقع الأمريكية للحفاظ على ماء الوجه والبقاء على بروبوغاندا المعاداة لأمريكا وإسرائيل ضمن مايسمى حلف المقاومة والممانعة”.
ووفقًا للعميد، فإن روسيا هي شريك للإيرانيين في سوريا وفي أوكرانيا واتفقت مع إسرائيل منذ 2018 لتنسيق الضربات وإعطاء إخبار قبل تنفيذ الضربات، وقد تكلم ترامب في اليوم الذي قتل فيه قاسم سليماني، أنّ إيران اتصلت به تخبره بأنها ستضرب قاعدة عين الأسد في غرب العراق بـ 18 صاروخ ولكن لن نصيب الأهداف الأمريكية، والقصف فقط للحفاظ على ماء الوجه.
وأصدرت بذلك إيران بيانًا قالت فيه، إنها ضربت القواعد الأمريكية، وكذلك البنتاغون أصدر بيان بذلك، وهذا ما يحدث أيضًا في جنوب لبنان طيلة المدة السابقة.