آسياأخرىالصينسياسة

لـ «سد الفجوة في مجال الذكاء الفضائي»… الهند تسابق الزمن للحاق بالصين وصحيفة استخباراتية تكشف التفاصيل

كشفت صحيفة «إنتلجينس أونلاين» الاستخباراتية الفرنسية، اليوم الخميس 26 تشرين الأول/ أكتوبر، في تقريرها المدفوع، عن معلومات خاصة، أنّ الهند بدأت في اتخاذ الخطوات الأولى لسد الفجوة مع الصين في مجال الذكاء الفضائي الجديد، حيث أطلقت موجة من الدعوات لمشاريع في قطاعات استراتيجية وتعزيز بطلها الوليد Pixxel.

وفي دعوة الهند الحالية للابتكارات من أجل التميز الدفاعي (iDEX) لتقديم المشاريع، توجد ست مسابقات من بين اثني عشرة مسابقة مفتوحة للشركات الناشئة والتي تستهدف التكنولوجيا لصالح وكالة الفضاء الدفاعية (DSA).

وقالت الصحيفة في تقريريها الذي حصلت «بوليتكال كيز | Political Keys» على نسخة منه، ” توضح هذه المسابقات – التي يمكن تقديم الطلبات لها حتى 4 كانون الأول/ ديسمبر – تركيز وزارة الدفاع الهندية على تطوير قدرات استخباراتية جديدة في مجال الفضاء.

وتبعًا للصحيفة، فإن هذا يشمل مثلًا دمج القدرات البصرية والرادارية في منصة آلية لتحليل البيانات، بالإضافة إلى رغبتها في تعزيز القدرات الهندية المحلية، ومن بين المكونات الرئيسية التي تم التركيز عليها، تأتي محطات استقبال تدفق البيانات عبر الأقمار الصناعية.

وأكملت الصحيفة، تركز تحديات الشركات الناشئة في مجال الدفاع الهندي (DISC)، التي تم إطلاقها في وقت سابق من هذا العام، على الدفاع في المجال الفضائي وتحسين نقاط الضعف في الاستخبارات الهندية، وكان أحد أهداف هذه التحديات، التي بلغ عددها 23 تحديًا، هو تطوير حمولات لمراقبة المدار الأرضي المنخفض باستخدام تقنيات الأشعة تحت الحمراء والفائقة الطيفية للأقمار الصناعية الصغيرة، بالإضافة إلى أدوات الرادار ذات النطاقين L وP لمراقبة المدار الأرضي.

وأضافت الصحيفة الفرنسية في تقريريها الذي ترجمته «بوليتكال كيز | Political Keys»، إن شركة Pixxel، الرائدة في مجال الدفاع والاستخبارات الفضائية الجديدة في الهند والتي تدير ثلاثة أقمار صناعية اختبارية فائقة الطيف، نجحت في إجراء المكالمات الأولى في أغسطس. الشركة، التي أبرمت اتفاقًا مع مكتب الاستطلاع الوطني الأمريكي (NRO) وحصلت على استثمار من Google في وقت سابق هذا العام، تخطط لتطوير أقمار صناعية متعددة الأحمال مزوَّدة بأدوات بصرية وأشعة تحت الحمراء ورادارية وطيفية لفئة الأقمار الصناعية الخفيفة، التي يبلغ وزنها أقل من 150 كجم. هذا إنجاز وطني يعكس بطولة الشركة في مجال الاستخبارات الفضائية.

ووفقًا للصحيفة، فإنه ومن خلال عقد يغطي كامل سلسلة إنتاج المعلومات الاستخباراتية، بدءًا من تصنيع الأقمار الصناعية وحتى تخطيط المهام والتحليل الآلي للبيانات، تضع شركة Pixxel نفسها كشريك فضائي خاص رئيسي للدفاع الهندي في السنوات القليلة المقبلة. ومن خلال علاقتها مع جوجل، تتوافق المجموعة مع هدف الحكومة الهندية المتمثل في إقامة علاقات أوثق مع واشنطن في مجال الاستخبارات الجغرافية المكانية (GEOINT)، كجزء من التحالف الرباعي الأولي بين الولايات المتحدة وأستراليا واليابان والهند.

في الماضي، تم دمج احتياجات الهند الدفاعية الفضائية في برنامج الفضاء الذي تديره منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO)، ولكن بسبب الاختيارات غير المناسبة للاحتياجات الدفاعية والتأخير المستمر – تأخر القمر الصناعي الراداري الوطني Risat-1 عن الموعد المحدد بحوالي 15 عامًا – اضطرت الهند إلى قبول حلول مؤقتة مكلفة، مثل الاستحواذ الجاهز على قمر صناعي القمر الصناعي الراداري الإسرائيلي، ريسات-2.

وأكملت الإنتلجينس، لقد أدركت الهند الحاجة إلى قدرات دفاعية مستقلة في الفضاء منذ مراجعة كارجيل، التي أجريت في أعقاب صراع كارجيل مع باكستان في عام 1999، لكن الأمر استغرق عشرين عامًا قبل أن ينشئ رئيس الوزراء ناريندرا مودي وكالة الفضاء الدفاعية في عام 2018. وبسبب بطء وتيرة البيروقراطية الهندية وتأثير جائحة كوفيد-19، لم تبدأ الوكالة في الخروج من ظل ISRO حتى عام 2022.

وتبعًا للصحيفة الاستخباراتية، ففي عملية إعادة تنظيم كبرى للفضاء المدني، تم تقليص دور ISRO ليقتصر على أنشطة البحث والتطوير هذا العام، في حين أن المركز الوطني الهندي الجديد لتعزيز وترخيص الفضاء (IN-SPACe) – المرتبط بوزارة الفضاء، والذي يقدم تقاريره مباشرة إلى رئيس الوزراء الوزير – يقوم الآن بتطوير مشاريع تنفيذية بالشراكة مع القطاع الخاص.

وتمنح عملية إعادة الهيكلة هذه قطاع الدفاع مجالًا جديدًا للمناورة، فمنذ إنشاء iDEX في شهر شباط/ فبراير، وقعت منظمة الابتكار الدفاعي (DIO) اتفاقيات مع تسعة صناديق استثمار هندية لتطوير نظام بيئي للدفاع الفضائي من خلال iDEX Investors Hub (IIH). وقد مكّن هذا الدعم iDEX من إطلاق عدد من التحديات التي تهدف إلى سد الفجوة بين شركات الدفاع الهندية ومنافسيها الصينيين في قطاع الفضاء، وشركات الأسهم الخاصة المعنية هي نفس الشركات التي تتعاون معها IN-SPACe في المشاريع التجارية، لتعزيز النظام البيئي للفضاء الخاص وإخراجه من السبات البيروقراطي الذي ساد في بنغالور. بحسب الإنتليجينس.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى