وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بكين اليوم الثلاثاء 17 تشرين الأول/ أكتوبر، للقاء نظيره الصيني شي جين بينغ في زيارة تحظى بمتابعة واسعة النطاق تهدف إلى إظهار الثقة والشراكة “بلا حدود” بين البلدين حتى مع استمرار الحرب في أوكرانيا. بحسب رويترز.
ووفقًا للوكالة، فإن هذه رحلته الثانية المعروفة إلى الخارج منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي مذكرة، اعتقال بحقه في آذار/ مارس، وصل بوتين والوفد المرافق له إلى مطار العاصمة بكين الدولي صباح الثلاثاء، وفقًا لرويترز.
وكان في استقباله وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو، وهي أيضًا أول رحلة رسمية لرئيس الكرملين خارج الاتحاد السوفيتي السابق هذا العام، بعد زيارة قيرغيزستان، وهي جمهورية سوفيتية سابقة، في وقت سابق من هذا الشهر.
وبحسب رويترز، فإن المحكمة الجنائية الدولية، التي اتهمت بوتين بترحيل أطفال بشكل غير قانوني من أوكرانيا، تلزم الدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 123 دولة باعتقال بوتين ونقله إلى لاهاي لمحاكمته إذا وطأت قدماه أراضيها.
ويذكر أن قيرغيزستان ولا الصين لا تنتميان إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية، التي أنشئت لمحاكمة جرائم الحرب، وكان شي قد رأى “صديقه العزيز” آخر مرة في موسكو بعد أيام قليلة من إصدار مذكرة الاعتقال.
في ذلك الوقت، دعا شي بوتين لحضور منتدى الحزام والطريق الثالث في بكين، وهو منتدى للتعاون الدولي يدعمه الزعيم الصيني.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن بوتين سيحضر حفل الاستقبال الافتتاحي الرسمي للمنتدى الذي يستضيفه شي ويتحدث مع زعماء فيتنام وتايلاند ومنغوليا ولاوس يوم الثلاثاء.
وباعتباره الضيف الرئيسي للمنتدى، سيتحدث بوتين بعد شي يوم الأربعاء وسيجتمع مع الرئيس الصيني لإجراء محادثات ثنائية في وقت لاحق من ذلك اليوم.
وتبعًا للوكالة، فقد رفضت بكين الانتقادات الغربية لشراكتها مع موسكو حتى مع عدم ظهور أي علامة على توقف الحرب في أوكرانيا، وأصرت على أن علاقاتهما لا تنتهك الأعراف الدولية، وأن للصين الحق في التعاون مع أي دولة تختارها.
وبذكر أن آخر زيارة لبوتين للصين كانت لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في فبراير 2022 عندما أعلنت روسيا والصين شراكة “بلا حدود” قبل أيام من إرسال الرئيس الروسي عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا، وسيكون هذا الحضور الثالث لبوتين لمنتدى الحزام والطريق، الذي يستمر حتى يوم الأربعاء. وحضر المنتديين السابقين في عامي 2017 و2019.
وأضافت الوكالة، أن المنتدى سيركز على مبادرة الحزام والطريق، وهي خطة كبرى أطلقها شي قبل عقد من الزمن ويأمل أن تبني بنية تحتية عالمية وشبكات طاقة تربط آسيا بإفريقيا وأوروبا عبر طرق برية وبحرية.
وأشاد بوتين بالمبادرة، قائلًا إنها منصة للتعاون الدولي، حيث “لا يفرض أحد أي شيء على الآخرين”، و منذ بداية الصراع الأوكراني، عززت روسيا علاقاتها في مجال الطاقة مع الصين في إشارة إلى تعاونهما الاقتصادي.
ويشار إلى أن روسيا تصدر نحو مليوني برميل من النفط يوميًا إلى الصين، أي أكثر من ثلث إجمالي صادراتها من النفط الخام، وتهدف موسكو أيضًا إلى بناء خط أنابيب ثانٍ للغاز الطبيعي إلى الصين.
وتبعًا لروريتز، فإنه رغم أن رئيسي شركتي النفط والغاز الروسيتين العملاقتين روسنفت وجازبروم سيكونان جزءًا من وفد بوتين المسافر، فمن غير المتوقع أن يتم التوصل إلى صفقات جديدة في مجال الطاقة، والرحلة ليست زيارة “ثنائية كاملة”، بل هي زيارة تتم على هامش مؤتمر دولي، بحسب الكرملين.