فشل مشروع قرار صاغته روسيا في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار لدواع إنسانية في الحرب بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في الحصول على الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة وعددها 9 في المجلس المؤلف من 15 عضوا.
وحصل مشروع القرار، مساء أمس الإثنين 16 تشرين الأول/ أكتوبر، على 5 أصوات مؤيدة و4 معارضة، فيما امتنع 6 أعضاء عن التصويت.
وقد صوتت روسيا والصين والغابون وموزمبيق والإمارات لصالح مشروع القرار، فيما صوتت ضده الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان، بينما امتنعت بقية الدول عن التصويت وهي البرازيل ومالطا وألبانيا وسويسرا والإكوادور وغانا.
واقترحت روسيا مسودة النص يوم الجمعة 13 تشرين الأول/ أكتوبر، والتي دعت أيضا إلى إطلاق سراح الرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية، والإجلاء الآمن للمدنيين المحتاجين، وندد النص بالعنف ضد المدنيين وجميع أعمال الإرهاب، لكنه لم يذكر اسم أي طرف.
وقال المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا إن مشروع القرار يندد بـ”موت مواطنين إسرائيليين ومواطنين مسالمين في قطاع غزة”.
وعقب التصويت على مشروع القرار، وإعلان فشله بعد عدم حصوله على الأصوات الكافية، قال إن المجلس لا يجب أن يبقى رهينة لأنانية الوفود الغربية.
وعبر المندوب الصيني عن قلقه من قرار إسرائيل محاصرة قطاع غزة، ودعاها إلى وقف العقاب الجماعي بحق سكان غزة، كما دعا إلى أن تكون حماية المدنيين أولوية لجميع الأطراف.
من جانبها، قالت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، ليندا توماس غرينفيلد، عن سبب تصويت واشنطن ضد المشروع: “من خلال عدم إدانة حماس، تُعطي روسيا غطاء للمجموعة الإرهابية التي تمارس الوحشية على المدنيين الأبرياء، إنه أمر مريع وفيه الكثير من النفاق ولا يمكن الدفاع عنه”، على حد قولها.
وقالت الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة في الأمم المتحدة، السفيرة باربارا وودوارد، في رسالة تفسير لسبب عدم التصويت: “لا يمكننا أن ندعم مشروع قرار يفشل بإدانة هجمات حماس الإرهابية”.
وقال الممثل الدائم لفرنسا في الأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير: “كان هناك عدد من الأمور المفقودة في مشروع القرار”، وحث المجلس على التوحد خلف “مشروع قرار قدمه الرئيس البرازيلي، وتضمن موافقة على إدانة الهجمات الإرهابية، وضمان وصول المساعدات وحماية المدنيين في غزة”، حسب قوله.
وتدخل عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ضد إسرائيل، يومها الحادي عشر، والتي قوبلت برد عنيف من الجيش الإسرائيلي الذي أطلق عملية “السيوف الحديدية” وشن غارات جوية كثيفة على قطاع غزة ما تزال مستمرة حتى الآن.
وبحسب آخر الإحصائيات، فقد سقط أكثر من 1300 قتيل إسرائيلي وحوالي 4000 جريح، في حين أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل نحو 2800 وجرح نحو 10 آلاف.
ويحشد الجيش الإسرائيلي قواته على حدود قطاع غزة، تجهيزًا لعملية اجتياح بري وشيكة وفق إعلانه، في حين تحذر حركة حماس وبقية الفصائل في غزة بالإضافة إلى إيران ووكلائها من أي عملية برية ضد غزة.