رياض الخطيب يكتب في “بوليتكال كيز | Political keys”: من يقف وراء الهجوم الذي استهدف ضباطا متخرجين وذويهم في الكلية الحربية في حمص؟
شهدت الكلية الحربية في حمص، أمس الخميس 05 تشرين الأول/ أكتوبر، هجوما عسكريا، أدى إلى مقتل 89 شخصا، وإصابة 277.
سارع نظام الأسد، لتحميل فصائل المعارضة مسؤولية الهجوم الدموي، دون أن يتبنى أي من فصائل المعارضة العملية، في حين رافق هذه الاتهامات حملةٌ إعلامية مكثفة لوسائل إعلام النظام، مُحملةً الفصائلَ الثورية مسؤولية الهجوم الدموي، بمسيرات انتحارية.
وفق ما نشرته وكالة سبوتنيك فإن وزير دفاع النظام خرج من الاجتماع مع جنرالات روس، قبل حدوث الهجوم بأقل من 20 دقيقة، في حين تذكر عدة مصادر داخل الكلية الحربية: “إنه وبعد انتهاء الحفل، وخروج معظم الضباط، ووزير الدفاع، والجنرالات الروس، حصل الهجوم”، بمسيرات انتحارية، هاجمت الضباط المتخرجين، وذويهم، وهم يلتقطون بعض الصور على منصة التكريم.
المتتبع للحملة الإعلامية لنظام الأسد، التي أعقبت الهجوم، وللمسرحيات الإعلامية المتضمنة الحداد على أرواح “شهداء النظام”، وصلاة الغائب، وغير ذلك من المحاولات التي تهدف لصناعة صدى دولي ومحلي للتفجير، يدرك أن نظام الأسد بأمس الحاجة لتفجير كهذا لاستخدامه على الصعيدين المحلي والدولي.
محليا؛ هناك احتقان شعبي صارخ من التدهور الاقتصادي الكبير، وهناك أصوات بدأت تتعالى في الساحل السوري، وداخل حواضن النظام الرئيسية، ضد نظام الأسد، وشبيحته التي اتخذت من الساحل مزرعة لها، تحرث فيها كيفما شاءت، ونضيف إلى ذلك، احتجاجات درعا والسويداء، التي نجحت بالاستمرار حتى يومها التاسع والأربعين (49)، وتشهد امتدادا في المحافظتين، وتعاطفا محليا ودوليا، وبالتالي يمكن القول:
إن أكثر ماكان يحتاجه النظام لتكميم الأفواه، والأصوات المتعالية ضده في حاضنته، هو صناعة حدث إجرامي كبير، يوجه من خلال بوصلة حاضنته نحو الثورة وفصائلها مجددا، ليشغلهم بذلك عن أوضاعهم المتردية، وعن تشبيح زبانيته، وعن احتجاجات السويداء، وبعد هذا الحدث لن يتجرأ أحد على التكلم ولو بكلمة يهاجم فيها نظام الأسد، أو أحد زبانيته.
دوليا؛ هناك حملة قوية لناشطين معارضين، ولدول عدة، لمحاكمة نظام الأسد في محكمة الجنايات الدولية، ومع اقتراب موعد المحاكمة، فإن النظام سيستفيد من هكذا هجوم لتصوير نفسه كضحية أمام مجموعة من المجرمين، والمتمردين، كما سيستخدم التنديدات الدولية لصالحه.
لا توجد أي مصلحة للمعارضة وراء هذا الهجوم، ولعله من الأفضل أن تسارع المعارضة وفصائلها في إعلان رفضهم لاستهداف المدنيين، حتى ولو كانوا من أهالي الضباط، وتحميل نظام الأسد مسؤولية الهجوم، لاسيما وأن كل المؤشرات تدل على أن النظام يقف وراء هذا الهجوم، وهو ما يؤكده تحقيق نشرته وكالة بوليتكال كيز تحت عنوان: (من داخل الكلية الحربية في حمص… 3 مصادر خاصة تكشف تفاصيل حصرية عن استهداف حفل التخرج ظهر اليوم).
بالمقابل هناك حملة جوية إجرامية استهدفت بعض مدن وقرى محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، أسفرت عن عدة قتلى من النساء والأطفال، ليستكمل نظام الأسد بهذه الحملة، مسرحيته الإجرامية، وليستثمر بدماء من ضحى بهم، على الصعيدين المحلي والدولي، وختاما نقول: لا يمكن إلا لنظام الأسد أن يقوم بمثل هكذا عمل إجرامي، لاسيما وأن رائحة الإجرام الخاصة بنظام الأسد تفوح من تلك المنطقة.