قالت أذربيجان اليوم الأربعاء 20 أيلول/ سبتمبر، إن عمليتها العسكرية في ناجورنو كاراباخ الخاضعة لسيطرة أرمينيا مستمرة بنجاح بعد أن دعتها الولايات المتحدة إلى وقف الأعمال القتالية، وحثت موسكو الجانبين على وقف إراقة الدماء في المنطقة المتنازع عليها. حسب رويترز.
وبعد أشهر من تصاعد التوترات في منطقة ناجورنو كاراباخ التي تسيطر عليها أرمينيا في جنوب القوقاز، أرسلت أذربيجان هذا الأسبوع قوات مدعومة بضربات مدفعية إلى المنطقة في محاولة لإخضاع المنطقة الانفصالية.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان على منصة الرسائل “تيليغرام” إن الإجراءات العسكرية “تستمر بنجاح”، مع تدمير الأسلحة والمعدات العسكرية.
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مكالمات هاتفية مع كل من الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، وحث أذربيجان على “الوقف الفوري للأعمال العسكرية” وتهدئة الوضع.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان للمكالمة إن علييف “أعرب عن استعداده” لوقف الأعمال القتالية وعقد اجتماع مع ممثلي ناجورنو كاراباخ، وقال بلينكن لباشينيان في مكالمتهما إن أرمينيا تحظى بدعم واشنطن الكامل.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن الإدارة الرئاسية في أذربيجان قولها إن علييف أبلغ بلينكن أن أذربيجان لن توقف عمليتها إلا بعد أن يلقي المقاتلون الأرمن أسلحتهم ويستسلموا.
ومن جهة أخرى دعا أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى “وقف فوري للقتال” بعد أن أدان الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا العمل العسكري الأذربيجاني.
ومنطقة قره باغ الجبلية معترف بها دوليًا كأراضي أذربيجانية، لكن جزءًا منها تديره السلطات الأرمينية الانفصالية التي تقول إنها موطن أجدادهم.
ويذكر بأن أرمينيا سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي في الحرب التي اندلعت مع انهيار الاتحاد السوفيتي، واستعادت أذربيجان معظمها في صراع استمر ستة أسابيع في عام 2020، وانتهى بوساطة روسية.
وبحسب رويترز، لم يكن من الواضح ما إذا كانت تصرفات أذربيجان ستؤدي إلى صراع واسع النطاق يمتد إلى أرمينيا، لكن القتال في كاراباخ يمكن أن يغير التوازن الجيوسياسي في جنوب القوقاز.
وعلى صعيد آخر فإن روسيا – المنشغلة بحربها في أوكرانيا – تسعى إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة، التي تتقاطع مع خطوط أنابيب النفط والغاز، في مواجهة نشاط أكبر من جانب تركيا، التي تدعم أذربيجان.
من جانبها، قالت السلطات الانفصالية في كاراباخ إن 27 شخصًا قتلوا، بينهم مدنيان، وأصيب أكثر من 200 آخرين بسبب العمل العسكري يوم أمس الثلاثاء، وأضافت أنه تم إجلاء سكان بعض القرى.
وأكدت رويترز، أن موسكو دعت في وقت مبكر من اليوم الأربعاء الجانبين إلى وقف إراقة الدماء والأعمال القتالية والعودة إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2020.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشرته على تطبيق الرسائل “تيليغرام” الخاص بها: “نحث الأطراف المتصارعة على الوقف الفوري لإراقة الدماء ووقف الأعمال العدائية والقضاء على الضحايا المدنيين”.
ويشار إلى أن العلاقات بين روسيا وأرمينيا – الحليفين التقليديين – توترت بشكل سيء منذ أن أطلق الرئيس فلاديمير بوتين حرب أوكرانيا في عام 2022، وتدهورت أكثر في الأشهر الأخيرة بسبب ما تقول أرمينيا إنه فشل موسكو في الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020.
وأدانت أرمينيا، التي كانت تجري محادثات سلام دورية مع أذربيجان، بما في ذلك أسئلة حول مستقبل كاراباخ، “عدوان باكو الشامل” على شعب كاراباخ واتهمت أذربيجان بقصف البلدات والقرى.
بدورها، أعلنت أذربيجان أنها تعتزم “نزع سلاح وضمان انسحاب تشكيلات القوات المسلحة الأرمينية من أراضينا، و تحييد بنيتها التحتية العسكرية”. حسب وكالة رويترز.