أجرت “”بوليتكال كيز | Political Keys” لقاء حواريًا مع قائد ميداني في قوات “الدعم السريع” يدعى “علي موسى دوقة” للوقوف على آخر التطورات العسكرية والميدانية في السودان عمومًا والعاصمة الخرطوم – التي تدور فيها معظم المعارك – خصوصًا.
ولدى سؤاله عن هدف “الدعم السريع” من المعارك الدائرة مع قوات “الجيش السوداني”، قال”دوقة”، إنّ “قوات الدعم السريع لا تُقاتل من أجل السلطة إنما تقاتل من أجل إعادة السلطة للمدنيين فمنذ الوهلة الأولى انحزنا لخيار الشعب حينما أراد إسقاط نظام البشير والآن نقف بجانب خيارات شعبنا لإنهاء انقلاب البرهان الذي انقلب على حكومة الثورة المجيدة”.
وأضاف “دوقة”، إنّ “قوات الدعم السريع أنشئت عام 2013 وأجُيز قانونها عام 2017 بموجب برلمان منتخب.. فأي قرارت تصدر من “البرهان” لا تعنينا وليس لها قيمة أصلًا لأن “البرهان” نفسه غير شرعي فبالتالي لا تؤثر على سير تقدمنا في أرض العمليات العسكرية”.
وعن المعطيات العسكرية على أرض الميدان ادعى القائد الميداني أنّ “الدعم السريع” تسيطر على 95% من العاصمة بمدنها الثلاثة وعلى كل مقار الجيش بهذه المدن باستثناء جزء من القيادة العامة وأجزاء من سلاح المهندسين التي تحاصرها “الدعم السريع”، أما بالنسبة لمقر “سلاح المدرعات” تبقى منه جزء صغير وسيتحرر قريبًا”. بحسب تعبيره
وأشار “دوقة” أنّ ماتم الاستيلاء عليه من مخازن للأسلحة والذخائر التابعة للجيش السوداني تكفي لسنوات، مؤكدًا أنّ الجيش فشل في إدخال معدات عسكرية من المدن الأخرى للخرطوم بسبب صد “الدعم السريع” لهذه القوات قبل أن تقترب من العاصمة ما اضطره للاعتماد على سلاح الطيران. مضيفًا أنهم أسقطوا العديد من الطائرات الحربية التابعة للجيش ولم يتبقى منها إلا القليل بحوزته.
وفي ظل عجز أي من الطرفين عن القيام بحسم عسكري، أكد “دوقة” أنّ رؤية “الدعم السريع” تتمثل بـ”الالتزام بمبدأ الحوار كضرورة أساسية للتوصل لحل سياسي شامل ومعالجة جذور الأزمة، ونظرًا إلى التطورات التي تشهدها البلاد بسبب الحرب، والتي يقتضي إنهاؤها لرفع المعاناة عن كاهل شعبنا”.
وزعم القائد الميداني، أنّ “الدعم السريع” لا تقاتل الجيش إنما “تقاتل فلول النظام السابق داخل الجيش وهنالك الآلاف من ضباط وجنود من شرفاء الجيش انضموا لقوات الدعم السريع”، معتبرًا أنّ الذين يريدون توسعة الحرب هم “الفلول” بعد خمسة أشهر من الحرب وفشلوا في مخططهم، كما يسعون جاهدين لإدخال البلاد في حرب أهلية وقد عملوا على ذلك كثيرًا عبر استخباراتهم بولايات عدة حيث قاموا بتسليح القبائل بغرب وجنوب ووسط دار فور ولدينا أدلة تثبت ذلك”.
وعن الاتهامات الموجهة للدعم السريع بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب، نفى “دوقة” ذلك، واعتبر أنّ قوات الجيش السوداني هي من ترتكب تلك الجرائم، وأكد أنّ “الطيران الحربي التابع لفلول الجيش هو من قام بقصف سوق (قورو) بمنطقة مايو وهذا بشهادة المواطنيين و بيان لجان مقاومة المنطقة وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها طيران الجيش ومدفعيته بقصف أسواق وأحياء المواطنين، وقبلها قصف طيران الجيش منطقة الكلاكلة ومنطقة دار السلام مربع 21 والعامرية وسوق المويلح وسوق غندهار وسقط المئات بين قتيل وجريح جراء تلك الغارات الجوية وهذا على سبيل المثال لا الحصر”. بحسب وصفه.
ومنذ منتصف نيسان/ أبريل، يخوض الجيش والدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.