تعاون سري بين “فيسبوك” و”الشاباك” الإسرائيلي… وتحقيق صحفي يكشف تفاصيل “مثيرة” عن تأثير إسرائيل في سياسات فيسبوك
كشف تحقيق صحفي، أجراه برنامج “ما خفي أعظم” الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية، عن معلومات جديدة حول تعاون سري بين شركة ميتا المالكة لتطبيق فيسبوك وجهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”.
وأشار التحقيق الذي نشر مساء أمس الجمعة 8 أيلول/ سبتمبر إلى أن “تقارير وحدة السايبر الإسرائيلية كشفت عن قبول فيسبوك آلافا من طلباتها بحذف المحتوى الفلسطيني”، وعن تعاون فيسبوك في “إبقاء منشورات لأغراض استخباراتية”.
وأضاف التحقيق أن المسؤول السابق لوحدة السايبر في جهاز الشاباك كشف عن “تعاون فيسبوك في تتبع خلية اختطفت 3 مستوطنين في الخليل عام 2014”.
وفي حديثه لبرنامج “ما خفي أعظم”، يقر المدير السابق لوحدة السايبر الإسرائيلية، إيريك باربينغ بالعمل الذي تقوم به إسرائيل، “حيث تطلب وبشكل رسمي ومنمق من شركة ميتا بحذف الكلمات أو الجمل المناهضة لها وحتى الصور أو الإعجاب بصور الشهداء الفلسطينين، ويقول إن السواد الأعظم من المحتوى تتم إزالته من فيسبوك والشبكات الأخرى”.
وفي سياق التحقيق قام فريق “ما خفي أعظم” بإنشاء صفحتين على فيسبوك بالعربية والعبرية في محاولة لمقارنة تعامل فيسبوك مع المحتوى العربي والعبري على التطبيق.
ومن النتائج التي توصل إليها الفريق “التناقض الكبير في تعامل فيسبوك مع المحتوى العربي والعبري”، حيث نشر الفريق في 26 يوليو/تموز 2023 على الصفحة العربية خبرًا وصورًا لشهداء في مدينة نابلس الذين سقطوا جراء عملية إسرائيلية، وتم حذف المنشور على الفور وأبلغت الصفحة بإنذار بحجبها نهائيا، أما في الصفحة العبرية فتم نشر الخبر ذاته وبشكل متزامن وبصور صادمة أكثر مع نص تحريضي، ولم تقم إدارة فيسبوك بحذف المنشور أو إنذار الصفحة”.
ويشير التحقيق إلى أن “فيسبوك ما زال يحظر استخدام كلمة شهيد رغم توصية مجلس الإشراف بالشركة بإنهاء تقييدها”.
وتطرق التحقيق الذي يحمل عنوان “الفضاء المغلق” إلى الدور الذي تلعبه اللوبيات الإسرائيلية في الضغط على إدارة فيسبوك، مشيرًا إلى أن مدير سياسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في فيسبوك سابقا أكد أن إسرائيل استطاعت أن تخلق منظومة قوية جدًا للضغط والتأثير على إدارة منصة ميتا.
وتحدث عن “جيش كامل للتبليغ جهزته إسرائيل، وهناك واحدة من المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية قامت باطلاق تطبيق يشجع المستخدمين والمشتركين فيه بالتبليغ عن المحتوى المناهض لإسرائيل”.
وتوصل التحقيق إلى أن “مئات العاملين في شركة ميتا يحملون الجنسية الإسرائيلية بينهم مديرون ومشرفون وتقنيون في مختلف الإدارات في مقراتها في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، وبعضهم كانت لديهم صلات سابقة بالجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية”.
ومن أبرز الموظفين المؤثرين، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، آدم موسيري، رئيس منصة إنستغرام، وديفيد فيشر، مدير الإيرادات المالية في فيسبوك، بالإضافة إلى المديرة السابقة في وزارة العدل الإسرائيلية، إيمي بالمور، وهي الجهة المسؤولة عن وحدة السايبر التي تحارب المحتوى الفلسطيني.
والغريب أن هذه المرأة عينت في مجلس الرقابة التابع لفيسبوك، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى استقلالية هذا المجلس، بحسب التحقيق.