للضغط على الولايات المتحدة بشأن اتفاقية أمنية حساسة… دولة خليجية تدرس عروضًا نووية من ثلاث دول
كشفت صحيفة “الفايننشال تايمز”، اليوم السبت 26 آب/ أغسطس، في تقريرها المدفوع، عن معلومات خاصة، حول دراسة المملكة العربية السعودية عروض الطاقة النووية المقدمة من الصين وروسيا وفرنسا في محاولة للتأثير على الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت “الفايننشال تايمز”، في تقريرها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه، إن “المملكة العربية السعودية تدرس تقديم طلبات لبناء محطة للطاقة النووية من دول من بينها الصين وفرنسا وروسيا، حيث تسعى المملكة إلى التأثير على الولايات المتحدة بشأن اتفاقية أمنية حساسة”.
وأضافت “الفايننشال تايمز” في تقريرها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys” أن “المملكة العربية السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، سعت منذ فترة طويلة إلى امتلاك قدرات نووية مدنية خاصة بها، وجعلت المساعدة الأمريكية في البرنامج مطلبًا رئيسيًا في صفقة محتملة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
وبحسب الصحيفة فإن تحقيق تطبيع في العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية سيكون بمثابة نصر دبلوماسي كبير لإدارة الرئيس جو بايدن، التي وصفت ذلك بأنه أولوية، لكن واشنطن رفضت طلب السعودية بعدم وجود قيود على تخصيب اليورانيوم الخاص بالمملكة.
ومع إصرار الولايات المتحدة على وضع قيود على استخدام التكنولوجيا، تدرس المملكة العربية السعودية عروضًا بديلة لتطوير المنشآت النووية من دول من بينها الصين وروسيا وفرنسا، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر نقلت عنهم “الفايننشال تايمز”.
وقال أحد الأشخاص المطلعين الذين نقلت عنهم الصحيفة إن السعودية ستتخذ قرارها بناءً على العرض الأفضل، وقال آخر إنه بينما تفضل الرياض الولايات المتحدة، التي يُنظر إليها على أنها تمتلك تكنولوجيا أفضل وهي بالفعل شريك سعودي وثيق، فإن القيود التي تفرضها واشنطن على تخصيب اليورانيوم من شأنها أن تعرقل التعاون.
وأوضحت “الفايننشال تايمز” أن الحكومة الإسرائيلية، التي دفعت من أجل التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع المملكة، ظلت حذرة بشأن هذه القضية، مضيفة أن مسؤولي الأمن الإسرائيليين وزعماء المعارضة أثاروا اعتراضات صريحة، قائلين إن نقل التكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الانتشار النووي في المنطقة.
وأشارت إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، قال في وقت سابق من هذا الشهر إن المملكة العربية السعودية يمكن أن تلجأ إلى الصين أو دول أخرى إذا حجبت الولايات المتحدة مساعدتها، وقد أعلنت روسيا عن عرض أيضًا.
وتوقعت “الفايننشال تايمز” أن تقبل هذه البلدان (الصين وروسيا وفرنسا) الشروط التي فرضتها المملكة العربية السعودية فيما يتصل بالتخصيب المحلي، في حين يتعين على كوريا، التي تستخدم التكنولوجيا الأمريكية، أن تعمل ضمن القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على الصادرات.
وتابعت: “لقد اقتربت المملكة العربية السعودية من الصين، أكبر شريك تجاري لها، في السنوات الأخيرة، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع تمت دعوتها للانضمام إلى مجموعة البريكس للاقتصادات الناشئة، واستضافت الرئيس الصيني شي جين بينغ العام الماضي لحضور قمة خليجية، وبعد أشهر توسطت بكين في تقارب بين المملكة ومنافستها الرئيسية في المنطقة إيران، لكن المملكة لا تزال تعتمد بشكل كبير على المساعدة الأمنية الأمريكية، وتريد أن توافق واشنطن على اتفاقية دفاعية”.
وختمت صحيفة “الفايننشال تايمز” تقريرها بالقول إن “أي اتفاق من هذا القبيل، إلى جانب التعاون النووي بشروط سعودية، سيواجه معارضة من بعض المشرعين الأمريكيين، وقد قام بايدن إلى حد كبير بإصلاح علاقته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بعد أن تعهد بتحويله إلى منبوذ في أعقاب مقتل المعلق في صحيفة واشنطن بوست والناقد السعودي جمال خاشقجي على يد عملاء الدولة في عام 2018، لكن المملكة لا تزال تواجه انتقادات قوية في واشنطن”.