لندن تسرّع المفاوضات مع دولة خليجية بشأن طلب مقاتلة “تايفون” وملفات آخرى… وصحيفة فرنسية تكشف التفاصيل
كشفت صحيفة “إنتليجنس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية، في تقريرها المدفوع، عن معلومات تفيد بتسيير مفاوضات رفيعة المستوى مع الرياض لإدخالها في برنامج القتال الجوي العالمي لتطوير طائرات مقاتلة بريطانية – إيطالية – يابانية من الجيل القادم بوتيرة سريعة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه، إنّ لندن تحرص على الانتهاء بسرعة من الصفقة، بهدف قصع الطريق على الموردين الآخرين، وخاصة الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة الفرنسية في تقريرها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys، أنّ الخبراء الاستراتيجيين في وزارة الدفاع البريطانية يدرسون حاليًا جميع خياراتهم لتحقيق بيع سريع للطائرات المقاتلة إلى المملكة العربية السعودية. مشيرة إلى أن عضوية الرياض المحتملة في مشروع مقاتلة الجيل السادس – البرنامج الجوي القتالي العالمي (GCAP)، والتي كانت موضوع حملة صحفية أولية في الصحافة البريطانية في أوائل أغسطس – ليست سوى جانب واحد من المفاوضات، التي تجري في الرياض على أعلى مستوى.
والمثير للدهشة، وفق الصحيفة الفرنسية، أن وزير الدفاع خالد بن سلمان، من الجانب السعودي، هو جهة الاتصال السياسية في المفاوضات ومع ذلك، ليس لديه مجال كبير للمناورة، في ظل وجود أخيه، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعلى أساس يومي، يتولى فهد العيسى، الرجل القوي في مكتب خالد بن سلمان بالوزارة، والأهم من ذلك أنه خادم مخلص لولي العهد، مسؤولية المحادثات.
وكان العيسى مؤخرًا في المملكة المتحدة للتباحث حول البرنامج الجوي القتالي العالمي (GCAP) وطائرات تايفون، مع وزير الدفاع البريطاني بن والاس وكبار مسؤولي وزارة الدفاع. وفق “إنتليجنس”
من جانبها، تعمل أفريل جوليف، التي عملت سابقًا لصالح مجموعة ثاليس الفرنسية في المملكة المتحدة، بصفتها المدير العام لصناعة الدفاع والتجارة والأمن الاقتصادي في الوزارة، كوسيط بريطاني رئيسي في المفاوضات السياسية والصناعية.
وفي نهاية تموز/ يوليو، عقدت اجتماعًا آخر بين وكيل وزير الدفاع السعودي المساعد طلال بن عبدالله العتيبي وكريس سنيث، رئيس مشاريع وزارة الدفاع السعودية للقوات المسلحة (MODSAP)، والذي يدير جميع العقود الدفاعية الثنائية، بتمويل جزئي سعودي.
وفي الوقت الحالي، تبقى الهيئة العامة لصناعات الدفاع في المملكة العربية السعودية (GAMI)، التي تشرف على عمليات شراء المعدات العسكرية، وصناعات الدفاع العسكرية السعودية (SAMI)، التي تتولى نقل التكنولوجيا، خارج دائرة المفاوضات حاليًا، ولكنهما ستكونان على استعداد للتحرك إذا تم التوصل في النهاية إلى اتفاق سياسي ومالي.
وفي سياق متصل، تروج مصادر وزارة الدفاع البريطانية نقلًا عن الصحافة البريطانية لفكرة أن المملكة العربية السعودية هي المهتمة بـ “البرنامج الجوي القتالي العالمي”، ولكن في الواقع، فإن لندن قبل كل شيء هي التي تضغط من أجل التوصل إلى اتفاق مزدوج بشأن مبيعات طائرات “تايفون” وعضوية “البرنامج الجوي القتالي العالمي”. بحسب الصحيفة الفرنسية.
وخلال المحادثات الأخيرة بين الجانبين، تم طرح فكرة أن المملكة العربية السعودية يمكن أن تطلب الدفعة الأخيرة من طائرات تايفون التي تصنعها شركة BAE Systems مقابل عضوية “البرنامج الجوي القتالي العالمي”.
وعلى الرغم من أن المجموعة البريطانية قامت بإعادة تنظيم فرقها في المملكة العربية السعودية بالكامل منذ تولي الملك سلمان الحكم، إلا أن عقد طائرات تايفون قد توقف لعدة شهور إذا لم يكن لعدة سنوات. وحاليًا يتم حجبه من قبل فيتو ألماني بشأن بيع مكونات طائرات تايفون إلى المملكة العربية السعودية.
كما أشار مستشار ألمانيا أولاف شولتس في 12 تموز/ يوليو، إلى أن برلين تعتزم الحفاظ على حظره، وهذا أدى إلى جهد لتسريع المحادثات بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا بشأن عضوية GCAP.
كما تخطط لندن وفق تقرير “الإنتليجنس” لاقتراح أن تقوم الرياض بشراء مجموعة من طائرات تايفون المستعملة، والتي لم تعد في الخدمة مع سلاح الجو الملكي (RAF)، وهي عملية بيع لا تتطلب بالضرورة موافقة مسبقة من برلين.
ومن المقرر أن يتم قريبًا إخراج مجموعة كبيرة من طائرات تايفون من النوع 1 من الخدمة من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني، علاوة على ذلك، يقوم المفاوضون السعوديون حاليًا بدراسة هذا الخيار بالنسبة لشركة London وBAE Systems، ويعد طلب طائرات تايفون فيها أمرًا ضروريًا.
وتحتاج شركة BAE إلى توفير العمل في مصنعها في وارتون، لانكشاير، والذي يجب أن يستمر في تجميع مقاتلات تايفون حتى يتم إنتاج مقاتلة GCAP الجديدة، من المفترض في عام 2035.
وكشفت ‘إنتليجنس” في التقرير، أنّ التحدي الكبير الآخر الذي يواجه لندن هو إحجام اليابان عن قبول عضوية المملكة العربية السعودية في البرنامج لأسباب صناعية وسياسية.
وأشارت إلى أنّ طوكيو غير مرتاحة لفكرة ربط نفسها مع القوة الخليجية في برنامج أساسي للغاية فيما يتعلق بتراخيص التصدير المستقبلية.وكما أشارت صحيفة فايننشال تايمز في 11 آب/ أغسطس، ناقش رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ومحمد بن سلمان الموضوع مباشرة عندما التقيا في تموز/ يوليو الماضي.
ولجعل طوكيو تغير رأيها، تمتلك لندن العديد من النفوذ السياسي والصناعي الثنائي، ويستطيع الآن سفيرها السابق في طوكيو، بول مادن، الذي يعمل الآن مستشارًا، توفير خدمة نقل مكوكية بين السلطات البريطانية وعميله، مجموعة ميتسوبيشي، وهي الشريك الصناعي لليابان في “GCAP”. وفقًا لإنتليجنس.
زيادة المنافسة
وفي صعيد آخر، تأمل لندن استكمال هذه المفاوضات قبل أن تلجأ الرياض إلى مورد آخر. ولا ترى فرنسا أنه من الممكن للسعودية الحصول على طائرات رافال المقاتلة من شركة داسو، لكن كوريا الجنوبية تواصلت مع مسؤولي الدفاع السعوديين حول احتمالات الحصول على مقاتلات KF-21 Block 3، المجهزة بقدرات خفية.
وذلك بعد أن فرضت فترة من الانعزال لمدة خمس سنوات على السعودية عقب قتل جمال خاشقجي، كما أنّ واشنطن تسعى مرة أخرى لجذب الرياض. وترغب خاصة في أن تقوم الرياض بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وعرض فرصة للرياض لاقتناء طائرات الجيل السادس ماسيشكل حافزًا قويًا للمملكة.
ووفقًا لمصادر “إنتليجنس”، فقد أقر البيت الأبيض مؤخرًا اجتماعًا بين وفد سعودي بقيادة وزير الدفاع المساعد الآخر، خالد البياري، ومديري برنامج F-35 في شركة لوكهيد مارتن.