الصينسياسة

على أمل تسهيل التقارب مع المجتمع المحلي التايواني… الصين تستخدم الورقة الدينية في تايبييه

كشفت صحيفة “إنتلجينس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية، اليوم السبت 19 آب/ أغسطس في تقريرها المدفوع، عن استهداف بكين للمؤسسات الدينية، من الكنائس الإنجيلية إلى المعابد البوذية والطاوية، في “تايوان” على أمل تسهيل التقارب بين الصين والمجتمع المحلي.

وقالت الصحيفة الفرنسية في تقريرها الذي حصلت بوليتكال كيز | Political Keys على نسخة منه، إنه بالإضافة إلى التظاهرات المكشوفة للقوة ضد تايوان، تُكثِّف الصين جهودها في الميدان الديني بهدف تعزيز مصالحها في الجزيرة بالتركيز على البوذية أولًا، بعد أن أصبحت الديانات الأخرى أدوات للتأثير والسيطرة من قبل الحزب الشيوعي الصيني المحلي (CCP).

وأعطى الرئيس الصيني “شي جين بينغ” الضوء الأخضر للجهود المبذولة للاستفادة من شبكة المعابد التائية والكنائس الإنجيلية بهدف جعل المجتمع التايواني أكثر اقترابًا من الصين.

وتمتلك بكين نموذجًا يُعَدّ قدوةً في هذا السياق، وهو “فوغوانشان”، وهي شبكة رهبانية أسسها المعلم البوذي هسينغ يون في عام 1967 في مدينة كاوشيونغ الساحلية بجنوب تايوان ومنذ ذلك الحين، أصبحت “فوغوانشان” واحدة من أكثر المؤسسات البوذية تأثيرًا في العالم الصيني.

وأضافت الصحيفة الفرنسية في تقريريها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys”، أنه تم التخطيط لعدة رحلات دراسية وروحية إلى تايوان بين نهاية يوليو ونهاية أغسطس لقساوسة إنجيليين أفارقة، والأغلبية منهم من أوغندا، وخلال خطبهم خلال إقامتهم في الجزيرة، يتم دعوة الزوار للتأكيد بأنه “لا تهديد بحرب ضد تايوان”، أيضًا يُشددون بأن ذلك لن يحدث أبدًا بسبب مشيئة الله.

والفكرة التي يروّج لها هؤلاء القساوسة والتي يُزعم أن الحزب الشيوعي الصيني مستعد لقبولها، هي أنهم سيزعمون “أن الله قد أوحى بهذا لهم خلال صلواتهم ولحظات التأمل منذ وصولهم إلى تايوان”.

ويشار إلى أن أوغندا هي حليف رئيسي للصين في شرق إفريقيا، وتتمثل العلاقة في تقارب إدارة يوري موسيفيني مع الحزب الشيوعي الصيني، حيث تُعد واحدة من أوائل الحكومات الأفريقية التي دعمت بصراحة الإصلاحات الاقتصادية المستوحاة من النموذج الصيني.

وتُساند الدولة أيضًا مبادرة الحزام والطريق، وتم تمويل العديد من مشاريع البنية التحتية الكبيرة بفضل هذه الشراكة.

ويعلم أن الحزب الشيوعي الصيني يشجع على عبادة الإلهة “ماتسو”. فهي من الممارسات الدينية التايوانية الشعبية الأخرى التي تستهدفها بكين عبادة آلهة البحر ماتسو ، وهي الشكل المؤلَّف للشامانية التي يُقال إنها تنحدر من قرية صيد صغيرة في جزيرة ميتشو في مقاطعة فوجيان الصينية. على الرغم من أن الحزب الشيوعي الصيني قد دعم منذ تسعينيات القرن الماضي الحج إلى معبد أسلاف مازو من تايوان ، إلا أن جائحة Covid-19 والتوترات المتصاعدة بين بكين وواشنطن قد قيدت هذه الممارسة بشكل كبير. حسبنا جاء في الصحيفة.

ومع وساطة مؤسسة “ما ينغ جيو” وجمعية “تايوان ماتسو”، يحاول الحزب الشيوعي الصيني إعادة تفعيل الحج في تايوان تحت إشراف سونغ تاو، رئيس مكتب شؤون تايوان في الصين، حيث التقى هو مع وفد من تايبيه في فبراير لتحديد استراتيجية مشتركة للحج.

وفي الوقت نفسه وافق “شي جين بينغ” على نسخة جديدة من أغنية مخصصة لماتسو قدمتها زوجته بينغ لي يوان، والتي ستُستخدم في أكثر الفعاليات التي تكرس للإلهة في الصين وتايوان، كما أوضحت الصحيفة.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى